الأربعاء 2 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر اولا.. شائعات إسرائيلية مضللة ضد مصر..  فى سبيل التغطية على الأزمات والمشكلات الداخلية!

مصر اولا.. شائعات إسرائيلية مضللة ضد مصر.. فى سبيل التغطية على الأزمات والمشكلات الداخلية!

من الواضح أنه فى ظل الأزمة المتفاقمة التى تواجه حكومة بنيامين نتنياهو منذ ما قبل 7 أكتوبر2023 وإلى الآن، يتصاعد لجوء الإعلام الإسرائيلى إلى تصعيد الحملات الدعائية ضد مصر؛ بهدف تشتيت الانتباه عن الأزمات الداخلية من ارتفاع الأسعار والشعور المجتمعى بالخطر وزيادة نسبة البطالة من جانب، ومحاولة كسب تأييد الرأى العام الإسرائيلى والدولى من جانب آخر. 



 

تأتى هذه الادعاءات فى إطار محاولات مستمرة لتمرير الإخفاقات العسكرية والسياسية الإسرائيلية فى قطاع غزة، والتحديات التى تواجهها الحكومة الإسرائيلية الحالية من الداخل والخارج. وما ينشر فى وسائل الإعلام الإسرائيلية (بحاردى حريديم ويديعوت أحرونوت وإسرائيل اليوم ومعاريف وسيروجيم وزمان إسرائيل وراديو معارف 103 وراديو جالى إسرائيل وغيرها).. من شائعات هو نموذج عملى على كل ما سبق.

 إلغاء اتفاقيات السلام..

روّجت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الشهور الماضية لادعاءات بأن مصر تهدد بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل.. فى محاولة لتصعيد التوترات. رغم أن الواقع يشير إلى أن مصر تلتزم بمعاهدة «كامب ديفيد» التى تم توقيعها سنة 1979 فى سبيل تحقيق السلام، ولم يصدر أى تصريح رسمى مصرى على الإطلاق.. يشير إلى نية القاهرة فى تجميدها أو الانسحاب منها؛ بل، وعلى العكس، أكد النظام المصرى عدة مرات على أهمية الاستقرار الإقليمى. وتاريخيًا؛ قامت مصر بدور محورى فى التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس خلال الأزمات السابقة.. كما حدث خلال الفترة الماضية عدة مرات بعد 7 أكتوبر 2023.

 عدم امتلاك أوراق ضغط..

حاول الإعلام الإسرائيلى بأكثر من شكل.. الترويج لفكرة أن الدول العربية فى مجملها بما فيها مصر.. لا تمتلك أى أوراق وأدوات للضغط على إسرائيل، وهو ادعاء يأتى على النقيض من الحقيقة والواقع السياسى. تمتلك مصر ببساطة شديدة.. نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا قويًا فى الإقليم العربى، بالإضافة إلى دورها كشريك رئيسى، وليست مجرد وسيط فى الصراع «الفلسطينى- الإسرائيلى». كما أن موقعها الاستراتيجى، ووجود قناة السويس التى تعد واحدة من أهم الممرات المائية فى العالم.. يمنحها أدوات ضغط غير مباشرة. ومن الجانب العسكرى؛ فإن الجيش المصرى من أقوى الجيوش فى المنطقة، وهو ما يجعل أى محاولة إسرائيلية لتجاهل دور مصر غير واقعية. وقبل ذلك كله؛ فإن السياسة المصرية، انتهجت السلام كمنهج ومبدأ لصالح الجميع دون استثناء.

 خطط تهدد اتفاقيات السلام..

يستهدف الإعلام الإسرائيلى تصوير أى محاولة أو تحرك سياسى أمريكى جديد على اعتبار أنه تهديد لمصر ولاتفاقيات السلام. وعلى سبيل المثال: استدعاء الحديث عن «صفقة القرن» التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ولايته الأولى، ثم بعد بداية ولايته الثانية. وهو ما رفضته مصر رسميًا سنة 2020؛ لكونها منحازة لإسرائيل وتضر بمستقبل القضية الفلسطينية. ورغم ذلك؛ فإن القاهرة لم تسمح بأن تؤثر أى مخططات أمريكية أو إسرائيلية على علاقاتها الإقليمية، بل واصلت دعم حل الدولتين ورفضت محاولات فرض حلول أحادية الجانب.

 مصر تستعد للحرب..

قامت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بادعاء أن مصر تقوم بحشد قواتها استعدادًا لمواجهة عسكرية، وهو تضليل متعمد يهدف إلى إثارة قلق المجتمع الدولى. والواقع أن الجيش المصرى يجرى مناورات دورية للحفاظ على لياقته وجاهزيته من خلال المناورات العسكرية المشتركة بما فيها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وهى تدريبات دورية سنوية.. لا تعكس أى نية عدائية تجاه إسرائيل أو غيرها. كما أن التعاون العسكرى بين البلدين فى سيناء لم يتأثر؛ حيث تعمل مصر على مكافحة الإرهاب فى المنطقة بالتنسيق وفقًا للبروتوكولات الأمنية.. التى تحافظ على الأمن القومى المصرى وسلامة أراضيه.

بناء قواعد هجومية..

روّجت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عددًا من التقارير عن قيام مصر ببناء «قواعد هجومية»، فى إشارة إلى كونها قواعد عسكرية على حدودها مع إسرائيل. فى محاولة لاتهام القاهرة بانتهاك اتفاقية السلام. والحقيقة أن مصر لم تقم بأى تحركات عسكرية غير مشروعة؛ بل جاءت جميع التحركات العسكرية فى إطار محاربة الجماعات الإرهابية فى سيناء، وهو أمر تم بالتنسيق والترتيب ليس فقط مع إسرائيل؛ بل بمعرفة دولية.. وفقًا لمقتضيات «اتفاقية كامب ديفيد» من جهة، ومواجهة الإرهاب ومحاربته داخل نطاق الأراضى المصرية وحدودها من جهة أخرى.

 تجاهل روح أكتوبر فى سيناء..

حاولت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلى.. التقليل والتهوين من أهمية الدور المصرى فى انتصارات 6 أكتوبر 1973، فى محاولة لإضعاف الروح الوطنية المصرية. لكن الواقع الذى نشهده سنويًا.. أن مصر لا تزال تحتفى بانتصارات أكتوبر العظيمة كأحد أهم الإنجازات العسكرية فى تاريخها الحديث، وما زالت القوات المسلحة المصرية تعتمد على الدروس المستفادة من تلك الحرب فى تطوير استراتيجياتها العسكرية. كما أن مصر بعد ثورة 30 يونيو.. لم تتجاهل سيناء؛ بل استثمرت فى تطويرها اجتماعيًا واقتصاديًا وأمنيًا.. مما جعلها أكثر أمنًا واستقرارًا.

 تأجيل القمة العربية الطارئة..

زعمت بعض التقارير الإسرائيلية.. أن مصر تعمدت تأجيل القمة العربية الطارئة بشأن غزة؛ بهدف تقليل الضغط على إسرائيل. لكن الحقيقة أن مصر كانت من أولى الدول التى دعت إلى قمة عربية طارئة منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر 2023، وعملت على تنسيق الجهود الدبلوماسية مع كل من: السعودية والأردن وقطر لإيجاد موقف عربى موحد. ومن المعلوم أن التحركات الدبلوماسية تتطلب وقتًا للوصول إلى توافق بين الدول الأعضاء للاتفاق على سيناريوهات وتحركات محددة، ولا تعكس أى نية للمماطلة.

 مهاجمة مصر لإسرائيل دبلوماسيًا..

اتهمت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية.. مصر بتبنّى «خطاب عدائى» ضد إسرائيل فى المنظمات الأممية والمحافل الدولية، رغم أن الموقف المصرى كان دائمًا متوازنًا لصالح السلام، وليس الانقسام. وقد أكدت مصر خلال اجتماعات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.. ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ولم تلجأ فى أى وقت إلى تصعيد غير محسوب. ولا يزال النظام المصرى متمسكًا ومتمحورًا حول الحلول السياسية، وليس التصعيد الإعلامى أو العسكرى.

 إنهاء وجود حماس وحلها..

تروّج بعض وسائل الإعلام الإسرائيلى إلى شائعة تفيد بأن مصر تسعى إلى إنهاء وجود حركة حماس بالكامل، وهو أمر يتناقض مع الدور المصرى الفعلى. وعلى الرغم من أن القاهرة تتخذ موقفًا حذرًا من الكثير من سياسات حركة حماس؛ فإنها لم تدعم القضاء عليها؛ بل لعبت دورًا فعالًا ومؤثرًا فى محادثات التهدئة وإطلاق سراح الأسرَى. كما استضافت القاهرة عدة لقاءات بين الفصائل الفلسطينية لتعزيز الوحدة الوطنية، وهو ما يتعارض مع مزاعم الإعلام الإسرائيلى.

 نقطة ومن أول السطر..

تظهر هذه الشائعات بوضوح.. كيف يستخدم الإعلام الإسرائيلى الدعاية السياسية لتشتيت النظر عن أزمات حكومة بنيامين نتنياهو.. سواء كانت الفشل العسكرى فى غزة، أو الأزمة الداخلية التى تواجهها حكومته؟ ولا تزال الأحداث تثبت أن مصر تواصل لعب دورها كشريك إقليمى رئيسى.. فى التزام واضح بالحرص على الحفاظ على استقرار المنطقة، دون الاستقطاب إلى أى حملات إعلامية مضللة.

أتوجه بالشكر للأستاذة عبير العدوى التى أمَدتنى بالعديد من الشائعات والأمثلة الموثقة التى تناولتها فى هذا المقال.