الأربعاء 2 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

البلاد تواجه معارك شرسة وتترقب الحكومة الموازية اتفاق نيروبى مع أم ضد الشعب السودانى؟!

خلّفت الحرب الدائرة فى السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتى»، آلاف القتلى والجرحى ونزوح قرابة 12 مليون شخص داخل الدولة وعبر الحدود.



ويحتاج ما يقرب من ثلثىّ السكان إلى مساعدات طارئة، فيما تواجه البلاد ظروفًا تتعلق بالمجاعة. ويصل اللاجئون ممن هم بحاجة ماسة للمساعدة إلى البِلْدان المجاورة؛ حيث الموارد المحلية منهكة.

واستأنف الجيش عملياته العسكرية فى محور وسط الخرطوم ووصلت الاشتباكات إلى محيط القصر الجمهورى، وتصدت قوات الجيش لهجوم من قِبلَ الدعم السريع فى النواحى الشرقية لمحيط القيادة العامة مع استمرار عمليات القصف المدفعى من جانب الجيش عبر المدفعية الثقيلة التى اتجهت نحو تمركزات الدعم وسط العاصمة.

ووصلت القوات المسلحة السودانية لمناطق مهمة وسط العاصمة باتجاه مقر القصر الجمهورى، وسيطرت على الجهة الشرقية من جسر سوبا بالخرطوم، واستعادت مدينة ود مدنى، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، ومقر القيادة العامة فى الخرطوم التى استولى عليها الدعم السريع منذ أغسطس 2023، وفكت الحصار عن مصفاة الجيلى النفطية شمال الخرطوم، وأحرزت تقدمًا كبيرًا فى مختلف المَحاور بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد.

وأطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها خطط الاستجابة الإنسانية والخاصة باللاجئين لعام 2025 للسودان، مناشدين بتوفير 6 مليارات دولار أمريكى مجتمعة لمساعدة ما يقرب من 26 مليون شخص داخل البلاد وفى المنطقة.

حكومة منفى

وعلقت السلطات السودانية على إعلان قُوَى سياسية ومدنية معارضة تشكيل «حكومة منفى» فى المناطق التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وقال حاكم إقليم دارفور، منى أركو مناوى، إن «مجرد سيطرة طرف على أى مكان، يعنى أنه كوّن فيها حكومة أمر واقع».

وأضاف أنه «فى حال إعلان تلك الجهات الحكومة فى نيروبى أو غيرها؛ فإن ذلك لا يزيد شيئًا»، معتبرًا أن المناطق التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع هى «مناطق محتلة تمارس فيها الانتهاكات ضد المدنيين».

وقال إن «الحكومة ذاهبة لاستعادة السيطرة عليها لبسط هيبة الدولة وتوفير الأمن والاستقرار».

وقال رئيس المجلس الانتقالى السودانى عبدالفتاح البرهان، إنهم مصممون مع الشعب السودانى على دحر التمرد.

وتابع البرهان: إن من وصفهم بالذين فى الخارج- من دون أن يسميهم- عليهم ألا يُسلِّموا بالعودة لحكم السودان مرة أخرى، متعجبًا من الذين ينادون بعودة عبدالله حمدوك مرة أخرى، وأكد أن هؤلاء لن يعودوا للحكم.

ووجّه البرهان رسالة للاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة بأن الشعب السودانى لن تُفرَض عليه حكومة من أى جهة.

وأضاف: إن «الشعب السودانى سينتصر فى النهاية شاء مَن شاء وأبَى من أبَى»، مؤكدًا أن الشعب السودانى لن تُفرَض عليه أى حلول خارجية.

وجَدّد رئيس المجلس الانتقالى التأكيد أن «هدفنا فى النهاية أن يكون لدينا جيش مهنى قومى واحد منوط به حمل السلاح والدفاع عن سيادة السودان وسلامة أراضيه، ويجب أن يكون بعيدًا عن السياسة ولا صلة له بالتحزب».

 «ميثاق نيروبى»

واتفقت قوَى سياسية وحركات مسلحة بمشاركة «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتى» على توقيع وثيقة الميثاق السياسى بالعاصمة الكينية نيروبى، بما يؤسّس للسلطة الموازية، ومرحلة جديدة فى البلاد.

وتوقعت مصادر قيادية فى «الدعم السريع»  الإعلان رسميًا عن تشكيل الحكومة (الموازية)  بعد التوقيع على الميثاق، وانتهاء اللجان المشكّلة من الأطراف المعنية من الاتفاق على «اختيار الوزراء والمسئولين فى مستويات الحكم الثلاثة».

وحسب المصادر نفسها، يشارك فى مراسيم التوقيع «أكثر من 500 شخص يمثلون الطيف السياسى والمجتمعى والقوَى المدنية والمسلحة، من بينهم 50 من زعماء وقيادات الإدارات الأهلية فى دارفور وكردفان ووسط البلاد».

وينص «الإطار الدستورى» للحكومة على أن تتألف من 3 مستويات حكم: مجلس السيادة، ومجلس وزراء يمثل السلطة التنفيذية، وبرلمان يمثل سلطة الشعب فى الرقابة.

 أسوأ أزمة إنسانية

ووصف مسئولون فى الاتحاد الإفريقى الحرب الأهلية السودانية بأنها «أسوأ أزمة إنسانية فى العالم»، وحذروا من أنها تترك مئات آلاف الأطفال يعانون سوء التغذية.

وقال رئيس لجنة تابعة للاتحاد الإفريقى معنية بالسودان محمد بن شمباس، إن الحرب «عرقلت إمكان الوصول إلى المساعدات الإنسانية وأدت إلى نقص فى الغذاء وفاقم الجوع».

وأكد «بن شمباس»، أنه بالنسبة إلى الاتحاد الإفريقى، «وحده الحوار الداخلى السياسى السودانى، لا الخيار العسكرى؛ قادر على وضع حد لهذه الحرب».

وأفاد المسئول فى الاتحاد الإفريقى المعنى برعاية الأطفال ولسون ألميدا أداو، أن حالات استقبال أشخاص فى المستشفيات يعانون سوء التغذية ازدادت بنسبة %44 عام 2024، مع تلقى أكثر من 431 ألف طفل العلاج.

ويسيطر الجيش السودانى على شمال البلاد بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أجزاء إقليم دارفور؛ حيث اتهمتها الأمم المتحدة، بمنع وصول المساعدات.

 استجابة دولية

تم الإبلاغ عن ظروف المجاعة فى خمسة مواقع على الأقل فى السودان، بما فى ذلك مخيمات النازحين فى دارفور وفى جبال النوبة الغربية،  ومن المتوقع أن تتفاقم المجاعة الكارثية بحلول شهر مايو عندما يبدأ موسم الجفاف.

وتهدف خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان إلى الوصول إلى ما يقرب من 21 مليون شخص معرّضين للخطر من خلال المساعدات المنقذة للحياة والحماية، وهذا هو أعلى عدد من الأشخاص فى أى خطة منسقة من قِبَل الأمم المتحدة هذا العام ويتطلب 4.2 مليار دولار من الدعم. 

وقال وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر: «إن السودان حالة طوارئ إنسانية ذات أبعاد صادمة. فالمجاعة تفرض نفسها، وآفة العنف الجنسى مستشرية، ويُقتل الأطفال ويُصابون... المعاناة مروعة، لكن خطتنا تمثل شريان حياة لملايين الأشخاص». 

وقال فيليبو غراندى، المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين: «حتى اليوم، نزح ثلث سكان السودان بالكامل، وانتشرت عواقب هذا الصراع المروع والعبثى إلى ما هو أبعد من حدود السودان». 

وأضاف: «أظهرت الدول المجاورة تضامنًا كبيرًا من خلال الترحيب باللاجئين، حتى عندما يصل المزيد منهم كل يوم. ولكن مواردهم محدودة- فالأساسيات مثل المياه والمأوَى والخدمات الصحية نادرة- والسودان يحتاج إلى دعم عاجل». 

ومن جانب آخر، قال «البرهان»، إن التعليم حق للجميع وواجب على الدولة دعمه ومعالجة كل المعضلات التى تواجهه، مشيدًا بالجهود التى تبذلها وزارتا التعليم العالى والاتصالات على إطلاق منصات التعليم الإلكترونى.

وأشار إلى الدور الذى تلعبه اليونيسيف فى دعم التعليم الإلكترونى، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم، مبينًا أن أكثر من 10 ملايين طفل فقدوا حظهم فى التعليم بسبب الحرب التى تشنها قوات الدعم السريع على الدولة ومؤسّساتها.