السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

40 عامًا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلى المناضل الفلسطينى محمد الطوس: أصعب أيام الأسر قضيتها عقب رحيل ياسر عرفات وزوجتى

محمد الطوس – «أبو شادي»، أحد عمداء الأسرى الفلسطينيين الذى خرج بعد 40 عامًا، قضاها فى جحيم السجون الإسرائيلية، واستقبلته القاهرة ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى فى 25 يناير 2025.



يحكى «أبو شادى» عن تجربة السجن والسجان، قائلًا إن الحرية شعور لا يوصف، لكنها ناقصة بغياب الذين ما زالوا خلف القضبان، ولن تكتمل الحرية إلا بتحريرهم جميعًا.

ووجه رسالة إلى الفصائل الفلسطينية، داعيًا إلى الوحدة الوطنية، قائلًا: «أنا ابن فتح، لكن القضية أكبر من أى تنظيم، الوطن يجب أن يكون فوق كل المصالح الفئوية».

 

ووجه التحية إلى مصر قيادةً وشعبًا، مشيدًا بدورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، وأكد أن مصر كانت وستظل الدرع الواقى للأمة العربية.

ويقول «أبو شادى» إن نبأ الإفراج عنه لم يكن مصدر فرحة كبيرة، فقد سمعه كما سمع أخبار محاولات سابقة على مدار 40 عامًا، نُقل خلالها إلى النقب بعيدًا عن الضفة وغزة، بينما نُقل غير المبعدين إلى سجن عوفر، ليجد نفسه خارج الأسوار ولكن بعيدًا عن وطنه.

ويرى أن ثمن التحرر لا يجب أن يكون دماء عشرات الآلاف من الشهداء، بل يجب أن يُترجم إلى بناء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما أكد أن الحل يكمن فى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وأن «السلام الحقيقى لا يصنع بالدبابات، بل بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى».

طوفان الأقصى

خلال سنوات أسره، كانت الأخبار تصل إليه بشكل متقطع عبر الأسرى الجدد، أو من يذهبون إلى المحاكم، وعن عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر 2023، يقول «أبو شادى»: «لم نكن نعرف تفاصيل، وعن صفقة تبادل الأسرى، يقول: «حتى الآن لا أعرف كل التفاصيل، لكن سمعت أنها تتم على مراحل»، وأشار إلى أن المخابرات الإسرائيلية تعمدت إبلاغ الأسرى بخبر استشهاد القيادى يحيى السنوار، للإشارة إلى أن التصفية مصير كل فلسطينى يقاوم الاحتلال.

من رحم الوطن إلى السجن 

ولد «أبو شادي» فى قرية الجبعة، ونشأ فى بيئة مشبعة بقصص النضال والثورة. التحق بحركة فتح فى سن مبكرة، وكان ضمن أوائل من خاضوا العمل العسكرى ضد الاحتلال، واعتقل فى 16 أكتوبر 1985 بعد أن فقد عددًا من رفاقه فى كمين تعرضت له مجموعته، وأصيب بجروح خطيرة كادت تنهى حياته.

داخل الأسر واجه سنوات من القمع، وكانت أصعب اللحظات، كما يروى، عند احتلال العراق عام 2003، ثم استشهاد الرئيس ياسر عرفات، ثم وفاة زوجته عام 2014، والتى لم يسمح له الاحتلال بتوديعها.

وخلال سنوات اعتقاله، كان «أبو شادي» ينهل من الكتب حتى فقد بصره قبل ثلاث سنوات، من بين الكتب التى تأثر بها، مؤلفات الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، واعتبره صاحب رؤية صحيحة. 

ولم يكن الأسر فقط مكانًا للمعاناة، بل أيضًا للنضال. كتب أبو شادى كتابه «عين الجبل», الذى وثق فيه تجربة الأسرى، وقال عنه: «أردت أن أوصل رسالة للعالم أننا لسنا مجرد أرقام، بل بشر نحلم بالحرية».

وكتب رسالته إلى الأسرى الفلسطينيين قائلًا «اصبروا، فحريتكم قريبة الصبر هو سلاحنا، والوطن فى قلوبنا أقوى من كل شيء».. «أتمنى أن أرى فلسطين حرة، وأن أساهم فى تحقيق الوحدة الوطنية ودعم القضية حتى الرمق الأخير».

وأضاف «النضال الفلسطينى مستمر حتى تتحقق العدالة كاملة، لكننا كنا ندرك أن حربًا كبيرة تدور، وأثرها كان واضحًا على تعامل الاحتلال معنا داخل السجون».