50 عامًا من الكتابة عن فلسطين ليست كافية بالنسبة لها.. لأنها لم تكلل بالنصر تحية عبد الوهاب مصرية قضت عمرها فى محراب القضية!
نعمات مجدى
من الوهلة الأولى يبدو صعبا أن تكتب عن قامة عظيمة أفنت أكثر من 50 عامًا تكتب عن القضية الفلسطينية التى شغلت بالها وربما أمرضتها، هى ابنة «روزاليوسف» الشجاعة الصامدة الأستاذة الكبيرة تحية عبدالوهاب.. ونحن نحتفل بالمئوية كانت معنا من خلال مقالاتها وموضوعاتها وتاريخها الذى عاصر كل لحظة فى القضية الفلسطينية.. فهى من الذين كتبوا وعاشوا لسنوات كثيرة وحتى اليوم داخل دائرة القضية الفلسطينية، حتى صارت القضية المحورية فى حياتها المهنية، كما هى القضية المحورية لمصر أولاً، تؤمن دائما أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون للعالم العربى أجمع ولدول العالم المؤمن بالعدالة والحرية، ولشعب يعانى من احتلال صهيونى ظالم يذيقه جميع وسائل الانتهاكات من قتل وسجن وتشريد وتخريب، ولا يستثنى أى فلسطينى، لا طفلاً ولا شيخًا ولا شابًا، تلك الحيثيات جعلتها تصاب بارتفاع الضغط ومستوى السكر فى الدم.
تقول الأستاذة تحية عبدالوهاب: إن الحديث فى الشأن الفلسطينى يصبح أكثر مرارة مع مضىّ الأيام، وتختلف درجة الاهتمام إلى أن أصبحت ليست القضية المركزية للوطن العربى. ومؤشرات الانكسار فى الموقف الفلسطينى تبدو أكثر وضوحًا من مؤشرات النهوض، لكن ما هو البديل؟ ظواهر الأمور تشير إلى انحدار عام فى الاهتمام العربى والدولى بما يجرى فى فلسطين والفلسطينيين وللقضية، إلا أنه ربما بواطن الأمور قد لا تكون بذلك السوء. ذلك لأن الفلسطينيين قد استوعبوا الدروس التى مروا بها عبر سنوات الاحتلال وبدأوا فى تبنى مواقف أكثر ليونة وذكاءً رأوا أن الاستجابة للتحديات والمعطيات التى لازمتهم ونتجت عن الواقع السيئ لقضيتهم على مدى العقود الأخيرة، أخذوا بالتالى يهدفون على الأقل لاستعادة حقوقهم فى وطنهم. هذا فى حين ما زال الصهاينة يهدفون حتى الآن إلى التخلص منهم كوسيلة لاستعمار كامل الأرض الفلسطينية. واقع الحال ينبئ بأنه من المستحيل التخلص من الشعب الفلسطينى بالرغم من أن المطالب التقليدية التاريخية للفلسطينيين قد أصاب بعضها العطب والانكسار الذى لم يستثن الانتهاك لبعض القيادات الفلسطينية نفسها وأنظمة الحكم التى تمثلها تلك القيادات. ناهيك عن الغرب والمجتمع الدولى والشيطان الأعظم «أمريكا» التى تهيمن الآن على كامل المشرق العربى تقريبًا، مباشرة أو عبر وكيلها المحلى «العدو الصهيونى» لكأننا فى وطننا العربى مجاميع من البشر تنتقل بهم المقادير من استعمار إلى آخر، فى حين يستقر الاستعمار الاستيطانى الصهيونى فى فلسطين تتوزع القواعد العسكرية الأمريكية بامتداد الوطن العربى فى فلسطين المحتل والعراق والأردن وشمال سوريا وبعض دول الخليج. تحديات جسيمة تواجه الاستقرار الإقليمى لجميع الدول العربية وعلى الجميع والمجتمع الدولى تحمل مسئولياته تجاه ترسيخ العدالة والسلام.
وتتذكر الأستاذة تحية عبدالوهاب أنها نشرت فى «روزاليوسف» منذ عدة سنوات مقالاً حمل عنوان «خيبات فلسطينية» لن تنساه عن الحديث الذى أدلت به سها عرفات أرملة الزعيم ياسر عرفات «أبوعمار» لصحيفة صهيونية من أهم صحفهم العبرية «يديعوت أحرونوت»، صرحت لهم بأن الذى قام بتسميم «أبوعمار» هم الفلسطينيون وليس الصهاينة، هذا الاتهام الذى جاء بعد وفاة عرفات مسمومًا طبقًا للتقارير التى صدرت آنذاك، وأشارت إلى أن من قاموا بتسميمه الصهاينة الذين كانوا يحاصرونه ويشرفون على طعامه وشرابه ودوائه، إلا أنها أعلنت اليوم وبعد 16 عامًا على وفاته بأن من قام بذلك هم الفلسطينيون، على الرغم من أن سها عرفات كانت مرافقة له وقتها هى والصهاينة فقط، حيث زاد مرضه وجاء موته المفاجئ بهذا الشكل ليثير الشك حولها، من الإخوة الفلسطينيين الذين عايشوه ولم يفارقوه لسنين طوال، حيث إنهم عارضوا فكرة زواجه منها لأنها دخلت حياته بشكل فاجأ الجميع، واعتبروها دسيسة عليه من قبل الصهاينة أو ممن يدعمونهم وتم الزواج 1990 بعد ثلاث سنوات من بدء الانتفاضة الأولى للأقصى والتى لقبت بانتفاضة أطفال الحجارة سنة 1987 والتى استمرت قائمة حتى سنة 1993 عندما أوقفها عرفات بعد توقيعه على اتفاقية أوسلو المشئومة. زادت سها من تصريحاتها الصادمة والتى عززت من الاتهام والاشتباه حولها من أنها كانت دسيسة عليهم من قبل الصهاينة ومن يدعمونهم، قالت إنها تربطها علاقات جيدة مع شخصيات صهيونية مهمة، وإنها تدعم عمليات السلام واتفاقيات التطبيع «المجانية» الصادمة لنا والتى جرت فى الفترة الأخيرة بين الصهاينة وعدد من الدول العربية وبلغة بها الحماس والإثارة لتقول إنها لامت أبوعمار على تأييده للانتفاضة الفلسطينية الثانية التى قامت سنة 2000 واستمرت حتى عام 2005، أشادت سها عرفات بالعدو الصهيونى الذى قتل وسجن وشرد وهجر مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، بل نقول والملايين الذين طردوا خارج وطنهم.
هذه السيدة كما تقول تحية عبدالوهاب وبعد ستة عشر عاما من وفاة عرفات جاءت لتذكرنا بأنها كانت كارثة ليس على عرفات وفلسطين فقط، ولكن على الأمة العربية وتزيد خيبات فلسطين وخيبة الأمل مما يحدث ومما حدث من خيانات جرت فى الماضى، أدت إلى هذا الاحتلال البغيض للأراضى العربية المحتلة فى جولان سوريا ولبنان وفلسطين. واقع حزين لضياع الأرض والعرض والشرف والحق لشعب أراد ويريد وما زال يدافع عن حقه المشروع فى وطنه، وأقرته جميع القرارات الدولية التى لم تنفذ ليومنا هذا، ويبقى الشعب الفلسطينى يتجرع المرارة ويقدم الشهداء كل يوم حتى تتم استعادة حقه وسيكون بإذن الله.
ذكريات كثيرة بمراراتها وألمها عاشتها السيدة تحية عبدالوهاب وهى تحكى الواقع الأليم الذى يعيش فيه الفلسطينيون..وحكت لنا أنها كتبت فى إحدى مقالاتها إن فلسطين رغم كل ما تمر به إلا أنها استطاعت أن توحّد الفلسطينيين فى كل بقعة بالأراضى الفلسطينية بمَن فيها عرب 1948.. تحية إجلال للشعب الفلسطينى الأعزل المحاصَر فى أرضه من قِبَل صهاينة عنصريين متعصبين لأرضه، يبقى وحيدًا يواجه كيانًا صهيونيًا طاغيًا غاشمًا يمارس عمليات تطهير عرقى تجاه أصحاب الحق والأرض.
يواجه اعتداءً صهيونيًا جبانًا بصدور عارية مدافعًا عن أرضه منفردًا أمام قوة غاشمة مدعومة بترسانة عسكرية عتيدة وحماية أمريكية، أوروبية وصمْت من بعض الحكومات والأنظمة العربية التى قبلت تطبيعًا معه دون ثمَن بشعار دون المحتوى وهو «السلام مقابل السلام»، ذلك بدلاً من «الأرض المحتلة مقابل السلام»، معتقدين أن الكيان الصهيونى المستعمِر للأراضى العربية فى كل من سوريا ولبنان وفلسطين المغتصبة كليًا، هو دولة «صديقة وحليفة»، نسوا أو تناسوا الحق المقدس الذى ضحّى من أجله ملايين الشهداء من مصر وسوريا والأردن وبعض الدول العربية عبر سنوات ومنذ الوعد المشئوم الذى أعطاه مَن لا يملك لمَن لا يستحق، والذى منح للصهيانية بتوطينهم بأرض فلسطين العربية وطرد وقتل وتشريد أصحاب الأرض والحق، الفلسطينيين.
وتستطرد قائلة: ثلاثة وسبعون عامًا تراق الدماء العربية من أبناء فلسطين السليبة ومصر وسوريا والأردن ولبنان وغيرها من الدول العربية، رافضين هذا الواقع المؤلم لشعب فلسطين الذى يراق دمُه داخل القدس الشريف والأقصى المبارك ومسرى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، تراق دماء المصلين الراكعين الساجدين برصاص المحتل الصهيونى وهتك طهارة المكان من المتطرفين الصهاينة بالحماية العسكرية الصهيونية، مرّات ومرّات يدنس حُرمة المسجد الأقصى بأقدام المتطرفين الصهاينة ومحاولات عدة لحرقه مثلما حدث عام 1969 من قِبَل الصهاينة، وكان من بين أكثر الأجزاء التى تضرّرت فى المسجد المبارك «منبر صلاح الدين الأيوبى» لكره الصهيانة لهذا القائد الذى حرّر القدس من دنسهم هم والصليبيين ويحملون عداءً لكل ما يذكرهم باسمه ويثير لديهم حالة نفسيه يصعب وصفها وحساسية غير موصوفة تجاه ذكره.
وتضيف: ظهرت هذه الحساسية أيضًا عندما حاول الكيان الصهيونى الاحتفاظ بطابا المصرية وعدم الانسحاب منها عقب توقيع معاهدة السلام بين مصر والكيان الصهيونى عام 1979، ذلك لوجود قلعة صلاح الدين الأيوبى التاريخية، يريد الكيان الصهيونى دائمًا محو معالم التاريخ وتطويع ما تريده من أجل تحقيق أهدافها وأطماعها، لكن أصرّت مصر على استرداد كامل أرضها حتى أصغر حصوة رمل، وعادت طابا إلى مصر بعد مَلحمة رائعة، وأصبح يوم رفع العَلم المصرى من وقتها مناسبة وطنية يحتفل بها جميع المصريون كل عام، بالإضافة لذلك هو ما حدث من اقتحام الصهاينية لحى الشيخ جرّاح بحراسة عسكرية صهيونية ومحاولة طرد أهله الفلسطينيين من منازلهم وتسكين بعض المتطرفين الصهاينة مكان أصحابها الفلسطينيين، ذلك لأن هذا الحى يحمل اسمًا تاريخيًا وهو طبيب الناصر صلاح الدين الأيوبى.
هؤلاء هم الصهاينة العنصريون المغتصبون، وتستمر الاستهانة الصهيونية بالحقوق الفلسطينية والإنسانية التى يحتلها الصهاينة؛ حيث يصعّدون من تعدياتهم ضد الشعب الفلسطينى المحتلة أرضه منتهكين مقدساته بحرق المسجد الأقصى الشريف أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويكثف الصهاينة من اعتدائهم الدائم على الفلسطينيين واغتيالهم ولا يستثنون أطفالا ولا شيوخًا ولا نساءً ولا مدنيين، وهو ما يحدث كل يوم ومنذ احتلالهم لأرض فلسطين العربية، وزاد الاحتقان ضد الفلسطينيين بعد مقاومة سكان حى الشيخ جرّاح لمسألة طردهم من منازلهم وتسكين الصهاينة بدلا منهم بالقوة الجبرية واستخدام الرصاص الحى ضد الشعب الأعزل.
صعّدت تل أبيب من تعدياتها ضد الفلسطينيين وانتهاكاتها للمسجد الأقصى وتواصل سياستها الاستفزازية والاستهانة بالحقوق الفلسطينية والعربية، كل تصرفاتها تؤكد أنها جرائم حرب كما وصفتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وأثارت القلق الشديد لدى الاتحاد الأوروبى، وعقب انزعاج العالم الإسلامى كله، إلّا أن ما حدث من بعض الحكومات العربية وأنظمتها وقيامها ولأول مرّة بخروج بيانات رسمية لها ضد ما يحدث فى الأرض المحتلة وبدلا من أن تخرج البيانات بالشجب والتنديد والرفض الذى كان يصدر من قبل من اعتداء صهيونى ضد إخواننا فى فلسطين وكنا نرفضه كشعوب عربية ونعتبره عجزًا وإذعانًا وتخاذلا وتراجعًا عن الالتزام القومى بقضية العرب المركزية، أصبحنا الآن نسمع من تلك الأنظمة والحكومات العربية الحديثة العهد بالتطبيع المجانى، بيانات وتعبيرات جديدة مثل دعوة الصهاينة إلى خفض التصعيد والمطالبة بضبط النفس، وفى الوقت الذى يرتكب فيه الصهاينة المجازر الوحشية بحق الشعب الفلسطينى سواء فى غزة أو الضفة وحتى فى أراضى الداخل المحتل منذ عام 1948، تعبير «خفض التصعيد» يفترض أنه مصطلح يُعبر عن تكافؤ بين قوتين، بما يعنى أن الكيان الصهيونى يملك شرعية فيما يتخذه من إجراءات وكل المطلوب منها أن تخفض من تصعيدها ضد الفلسطينيين، وهذا ليس تجنيًا على أحد؛ بل قراءة لما صرّحوا به، ما حدث من هؤلاء يصل بنا إلى درجة غير معقولة ومشهد مؤلم من الكوميديا السوداء، تعبير ضرورة استخدام أقصى درجات ضبط النفس يُفهم من ترجمته السماح للكيان الصهيونى بممارسة عدوانه لكن بـ«شوية حنّيّة».
إن التقييم الحقيقى لا يقاس بعدد الإصابات أو الخسائر البشرية والمادية؛ بل بإحساس المحتل أنه يخسر معنويًا وماديًا وأن إرادة المقاومين لم ولن تنكسر حتى تأتى النهاية المحتومة بإذن الله وهى التحرّر ودحر الاحتلال وهزيمته وعودة الحق الفلسطينى بسيادته على أرضه ووطنه، المقاومة الفلسطينية تملك أسلحة مهمة جدًا لا يملكها المحتل الصهيونى أهمّها سلاح الحق والإرادة وعدم الانكسار، والتشبث بأرضه، الاحتلال مصيره الزوال والاندحار والهزيمة، طال الزمن أو قصر، هذا هو القانون الإلهى والكونى والطبيعى ثبتت صحته منذ بداية التاريخ حتى اليوم، تحية إجلال وتقدير للشعب الفلسطينى الأبىّ الذى بقى وحده يواجه «كيانًا طاغيًا» يدافع شبابه عن أرضه ووطنه بصدور عارية وحجارة وصواريخ مصنعة للدفاع عن الكرامة العربية والأرض المسلوبة والحق المشروع فى الحياة الحُرّة على أرضه ووطنه، فلسطين عربية.
وتحكى لنا الأستاذة تحية عبدالوهاب أنها كتبت مقالا منذ 4 سنوات فى الولاية الأولى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فتقول: نجح ترامب فى أن يبدد الوحدة العربية فى الشرق الأوسط، فيما فشلت الجماعات الإرهابية أو الإسلام السياسى فى تحقيقه، ذلك فى أقل من 3 سنوات وتنفيذ صفقته المشئومة التى بدأت بضم الجولان المحتلة للصهاينة والسيادة على القدس، انحياز تام ضد كل الحقوق المشروعة للفلسطينيين والعرب أجمع، نستطيع القول إن ما فعله ترامب دفع بعض الدول العربية إلى التطبيع مجانا مع الكيان الصهيونى بإنجاز لم يحققه من سبقوه، ويرى الكيان الصهيونى أن هناك إعداد ترتيب جديد يمتد لإنشاء شرق أوسط جديد من المحتمل أن يشمل مصر واليونان وقبرص وإسرائيل والإمارات وعُمان وفى نهاية المطاف السعودية، ويرون أن هذا التحالف دوره سيواجه تحالفا معارضا يضم إيران وتركيا وقطر والوكلاء الإيرانيين فى العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن مع احتفاظ الأردن والكويت فى الوقت الحالى بموقف محايد غير مستقر.
وتضيف: إن الكيان الصهيونى يأمل من وراء هذا التحالف أن تكون هى قائدته، ولكن لا يستطيع أحد أن يجزم أن شكل الشرق الأوسط الجديد سيكون على هذا النحو الذى يأمله الصهاينة، فما الذى ستجنيه تلك الدول من تحالف كهذا؟! حين يحلو لأنصار التطبيع المجانى مع الصهاينة بطرح سؤال على من يرفضون التطبيع وتضامنهم مع الشعب الفلسطينى ومطالبهم المشروعة بالحقوق الفلسطينية، متسائلين: هل تريدون أن تشن الحكومات العربية الحرب على الصهاينة؟ متصورين أن من يدعون إلى مناصرة الفلسطينيين هم من السذج الذين لايعرفون واقع العلاقات الدولية أو من أنصار المغامرات العسكرية، التضامن هنا يتبناه بالفعل الكثيرون فى جميع أنحاء العالم، هؤلاء يدركون أن الشعب الفلسطينى تعرض للظلم باحتلال الصهاينة لأرضه وانتهاك كافة حقوقه، كما يعرفون أن تاريخ العالم حافل بالمآسى التاريخية، لذلك فإن معظمهم يتبنى فكرة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وهو الحل الذى يميل إليه المجتمع العالمى باستثناء إدارة ترامب فى الوقت الحالى، التطبيع المجانى الذى وقعته دولتا الإمارات والبحرين دون معارضة أو مقاطعة مثلما تم معنا، بل زاد عليه حينها نقل الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس. هذا رغم أن السادات وقتها طلب من الوسيط الأمريكى أن يجلسوا مع الفلسطينيين لأخذ حقوقهم المشروعة، إلا أن القيادات الفلسطينية رفضت هذا الطرح، ثم قبلت بما هو أسوأ منه وهو اتفاقية أوسلو فيما بعد، وبقى الشعب المصرى رافضا التطبيع وتمسكت مصر فى كل المحافل الدولية تطالب بحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، التطبيع المجانى الذى تم كان يجب أن يسبقه شرط أن تتم مناقشة قضية العرب الأساسية فى فلسطين وشعبها وحقها المشروع والجلاء عن الجولان المحتل من الصهاينة.
فلسطين لن تموت مهما تمادت خطوات التطبيع المجانى والشعب الفلسطينى لن يموت مهما بالغ الاحتلال فى ظلمه. هذه التنازلات المجانية تشجع الصهاينة على تجاهل التزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطينى.
وتضيف الأستاذة تحية عبدالوهاب أنها كتبت مقالا فى 8 فبراير 2020 حمل عنوان «فلسطين ليست ضيعة أو بستانًا» وذلك مع إعلان الرئيس الأمريكى ترامب ما يسمى بصفقة القرن واستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلى بالاستيلاء على الأرض الفلسطينية، حيث تتواصل محاولة شرعنة وتعميق نظام الفصل العنصرى فى فلسطين المحتلة، مترجمة لمواقف اليمين الإسرائيلى الحاكم وعقيدته المتطرفة، حيث إن الأجواء التى ستوفرها «الصفقة» ستشجع هذا اليمين وجمهوره من المتطرفين والمستعمرين المستوطنين على ابتلاع ما تبقى من الأرض واستباحة حياة الفلسطينيين.
واستطردت قائلة: هى بالفعل كانت صفقة للكيان الصهيونى وليست اتفاقية سلام بل عقد إذعان للفلسطينيين، حيث جاءت لتدمير أى آمال أو تطلعات فلسطينية فى الحرية والاستقلال وإقامة دولتهم، ظاهر تلك الصفقة حل الصراع وباطنها استعمارى توسعى والاعتماد على ما هو قائم على الأرض والذى رسخه الكيان الصهيونى طيلة عقود طويلة على قاعدة حكم ذاتى محدود فى بعض أجزاء متفرقة بالضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنها صفقة انتهازية هدفها إخراج كل من ترامب ونتنياهو من المستنقع الذى وقع فيه كلاهما وطوق نجاة لهما فى التوقيت المناسب لهما ليعلنا عن محتويات الصفقة لإنقاذ ترامب من وضعه الداخلى المتردى ولتحسين موقف نتنياهو «الانتخابي» المتهم جنائيًا فى ممارسة يشوبها الفساد والذى تقدم لإعادة انتخابه بمارس القادم.
موضحة أن هذه الخطة لا تهدف إلى قيام دولتين لشعبين، بل لعبة مضللة يقوم بها الرجلان، أى خطة يجب أن تنتج من الأطراف الفاعلة بها حتى تنجح، فهناك فرق بين الصفقة والخطة، الصفقة وما قدمه ترامب خطة إسرائيلية أحادية الجانب بل ويتبجح ويقول إنها ستتم بصرف النظر عن الموقف الفلسطينى، أى قائمة على الإذعان من قائدين شبههما «توماس فريدمان» الكاتب الصحفى اليهودى فى مقالته بصحيفة «نيويورك تايمز» بأن هذه الخطة قام بها قائدان حقيران.. وقال عنها المفاوض الأمريكى السابق «أرون ميلر» إنها أول مبادرة سلام هدفها لا علاقة له لا بالإسرائيليين والفلسطينيين ولا بعملية سلام ولا ببدء مفاوضات.. ووصف آنذاك مقرر الأمم المتحدة المعنى بحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة «مايكل لينك» أن الخطة الأمريكية خطة «زائفة» تقوض بشكل كامل حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، كما تقدم حلاً لإقامة دولة واحدة «إسرائيل» ونصف دولة «فلسطين» خطة غير متوازنة تميل لصالح إسرائيل فقط.
وقالت إن الدولة الفلسطينية وفق الصفقة ستصبح حال قيامها كيانًا جديدًا تمامًا فى سجلات العلوم السياسية الحديثة وستكون أرخبيلا متناثرًا من أراضٍ غير متجاورة تحيط بها إسرائيل من جميع الجوانب دون حدود خارجية لا تتمتع بمجال جوى ولا تمتلك حق تشكيل جيش للدفاع عن أرضها.وأنهت المقالة قائلة: المطلوب الآن منا كعرب أو مجتمع دولى ألا نخضع للاقتراح الأمريكى لمجرد أنه وارد من أقوى دولة فى العالم وشيطانها الأعظم، الأفضل هو التحرك الفلسطينى الواعى والحكيم للم الشمل بين الفلسطينيين بالضفة والقطاع وتكوين حكومة فلسطينية موحدة بدعم عربى قوى للاستعداد للتفاوض مع الكيان الصهيونى على أساس خطة السلام العربية سنة 2002 ودعم الشعب الفلسطينى ماديًا واللجوء إلى المحافل الدولية القانونية والسياسية والتى تضمن الحق الفلسطينى الشرعى طبقًا لجميع القوانين الأممية.
وتضيف تحية عبدالوهاب: ستظل القضية الفلسطينية هى القضية المحورية والمركزية لمصر أولاً والمركزية فى المنطقة، كما أنها من أولويات السياسة الخارجية المصرية حتى يومنا هذا وبدون أى مزايدة على أحد، حيث لعبت وتلعب مصر دورًا تاريخيًا إزاء القضية ولم تتخلّ عن دورها أبدًا فى أى وقت حتى بعد توقيع اتفاقية السلام المزعومة بين مصر والصهاينة، إلا أن العالم كله يعلم أنه لن يكون هناك سلام أو استقرار فى منطقة الشرق الأوسط بدون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووضع النقاط على الحروف من ناحية توظيف الوضع الدولى الراهن لصالح القضية، من منطلق هذا الدور الذى تمثله مصر حتى بعد أن قاطعها بعض دول إقليمنا العربى ومحاولة الحد من فاعلية الدور المصرى فى هذا الملف وصولاً إلى حد محاولات الإقصاء، وبالرغم من كل تلك الضغوط لم يرضخ الشعب المصرى ولم يفتُر حماسه تجاه أهمية تلك القضية ولم تجبره الأنظمة الرئاسية ولمدة أربعين عامًا على التطبيع، وها هى مصر مرة أخرى تخطو خطوات مهمة هذه الأيام لتحريك الماء الراكد للحل وإبراز فكرة السلام بأنه يجب أن يكون المرادف هو تحديد الأراضى المحتلة وبناء دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وهو ما فعلته مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى، ما قامت به مصر وشعبها يظل مثالاً واضحًا للتضامن القومى والالتزام الأخلاقى والسياسى ولم يهرول المصريون إلى الذهاب لفلسطين المحتلة ولا الجولان المحتل كما فعل بعض الأشقاء العرب المطبعون الجدد ولم يسمح لهم فى بلدنا أن يفتتح أحد حاخاماتهم «مدرسة دينية» فى أرضنا أو يحتفل أحد سفرائنا بعيد «الحانوكاه».
مصر دائمًا تواصل دورها فى لم شمل الفصائل الفلسطينية المتناحرة وإنهاء حالة الانقسام بينهم، لهذا يجب أن نطالب دول إقليمنا العربى المهرولين بوقف عمليات التطبيع مع الصهاينة ليصبح التقدم على مسار القضية الفلسطينية شرطًا أساسيًا لتطوير العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيونى وأن يكون لمن طبعوا بشكل مجانى دور حول مطالبة الصهاينة بوقف هدم المنازل الفلسطينية ومصادرة أراضيهم وعمليات فرض الأمر الواقع على الأراضى المحتلة لأن تلك الأعمال تعد خرقًا للقانون الدولى، مصر تواجه الكثير من التحديات والمؤامرات غربًا وشرقًا وقضية وجودية جنوبًا إلا أنها تضع القضية الفلسطينية فى القلب والعين.
وتحكى لنا تحية عبدالوهاب أنها فى إحدى كتاباتها فى مجلة روزاليوسف نشرت مقال «ليلة سقوط أورشليم».. وتقول: أورشليم/ القدس.. مدينة الرب.. هى بداية سقوط أو قل حتى سقطت القدس فى عام 1967؟ أم سقطت فى عام 1948؟ مع إعلان قيام الكيان الصهيونى كدولة تقام على أنقاض الإنسانية.. لا على المدينة المقدسة. هل سقطت القدس مع وعد «بلفور» بإعطاء فلسطين أرضا لإقامة وطن قومى لليهود؟! وهل اليهودية ديانة أم قومية أم عرقية؟!
الإجابة التى لا يريد أحد أن يتفوه بها أو يعلنها صراحة رغم أن الكل فكر، والجميع يعلم، والكثير يخاف من تهمة معاداة السامية والتى تتوافر فى معلبات صدئة على أرفف المتاجر بالإنسان والدين.
سقطت أورشليم بالتشدد الطائفى الغربى حتى قبل أن تظهر الصهيونية اليهودية، سقطت عندما ذبح ملايين السكان الأصليين فی كندا وأستراليا وأمريكا. سقطت أورشليم عندما أقيمت المستوطنات الأوروبية لإنجيليين متشددين قادمين من عالم يسمى نفسه «حرًا»، ذلك بإبادة حضارات إنسانية ثم إعلان أنفسهم سادة علی سائر البشر! أليس من المستغرب أو لعله مفهوم لماذا أمريكا- إنجلترا- أستراليا وكندا، وبالتحديد هذه الدول، الأكثر دعما للصهيونية اليهودية؟! ذلك لأن من أراد الفهم هو أن الصهيونية البروتستانتية الإنجليكانية «غربًا» هى الأقدم تاريخيا والأكثر تشددا من الصهيونية اليهودية، وبالنظر المتمعن سيجد القارئ أن هذه الثقافة كانت سبب إفراز وعد بلفور المشؤوم، وهى التى جعلت «ترومان» يأمر بقصف هيروشيما ونجازاكى، بل هى دوما الدافع الرئيسى لسياسات «ولسن» 1921- 1913 الداعم للاستيطان فى فلسطين وكذلك «روزفلت».
وهل يعلم عزيزى القارئ أن وصول المستوطنين الصهاينة الأمريكيين إلى فلسطين كان سابقا على وصول أى مستوطن يهودى؟ بل نقول إنه حتى قبل مؤتمر «بازل» بـ32 عامًا، وكان ذلك على ظهر السفينة «بيلى شابليم» وأقاموا أولى المستوطنات فى مدينة يافا الفلسطينية وكان ذلك يوم 22 سبتمبر عام 1866، حيث احتفل الصهاينة الأمريكيون بجملة سيفهمها من يريد التدقيق «على شرف الأمريكيين المسيحيين عشاق صهيون الذين وصلوا بحرا جالبين معهم بيوتا خشبية لإقامة مستعمرة أمريكية فى يافا بفلسطين».
هنا كانت ليلة سقوط أورشليم «مدينة الرب» الذى تبعها بعد ذلك سقوطات كثيرة، وعندما تحاول استجماع شتاتها تسقط مرة أخرى، ومع كل مرة يأتى السقوط أفظع وأكثر فداحة عما كان من قبل، هذا مع تجاهل الصفوة والنخب أصحاب القرار، حيث يتجاهلون المشكلة الفلسطينية قاصدين متعمدين هذا التجاهل، ذلك دون أى اعتبار لهذا الشعب المحتلة أرضه ليدافع وحده، ومحاولة علاج جميع التجاوزات الدامية التى يدفعها هو، لذلك يقف الشعب الفلسطينى أمام مستعمر غاشم دموى بصدور عارية وسواعد فارغة من أى سلاح، لكنه يحمل العزيمة والدأب مضحيا بأولاده وآبائه من أجل الحفاظ علی موروثاته التاريخية. هؤلاء الصهاينة الأمريكان جاءوا متسللين فى الظلام عام 1866 أى أنه يوم أول النكبات التى تتابعت الواحدة تلو الأخرى وحتى يومنا هذا، ويقف العالم ليشاهد ويرى ويشجب ويندد وفقط، عاجزا عن اتخاذ قرار لتطبيق الشرعية الدولية بحق هذا البلد المنكوب والمنكوب شعبه أيضا، وسيظل الكيان الصهيونى كيانا فوق القانون الدولى، دون أى عقاب مهما ارتكب من جرائم يندى لها الجبين ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
إنهم يعلمون تمام العلم بأنهم لن يحاسبوا على ما يقترفونه ضد شعب فلسطين، هذا الكيان الصهيونى مؤمن بأنه لن يعاقب على أى جرم ولا أى انتهاك للمقدسات فى أرض يحتلها بالقوة الباطشة، وأنه سيفلت من أى عقاب، وينطبق عليه المثل العربى «من أمن العقاب أساء الأدب».
إن سجل الكيان الصهيونى حافل بانتهاكاته للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، تلك القرارات التى لم تنفذ رغم صدورها من عام 1967، ذلك بالحماية الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية المطالبين والرافعين راية الحرية. والعدالة وحقوق الإنسان، هم فى الحقيقة كاذبون، لأنهم يتصنعون الصمم والخرس والعمى مع تصرفات الكيان الصهيونى تجاه أصحاب الأرض، ذلك لأن الكيان الصهيونى يتمتع بحصانة استثنائية من قبل أمريكا وحلفائها فلا يطبق عليه القرار رقم 237 الخاص بحق البشر فى معاملة إنسانية فى المناطق المتحاربة ويدعو لاحترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين أثناء الحروب، طالبت الأمم المتحدة به الكيان أن يطبق منصوص القرار، إلا أنه لم يطبق ولم يعاقب الكيان عن امتناعه عن تطبيقه، لحقه قرار آخر رقم 242 والصادر سنة 1967والذى طالب فيه القرار الدولى الكيان الصهيونى بالانسحاب من الأراضى التى احتلتها عام 1967، ولم ينفذ أيضا ليومنا هذا، كما أصدر مجلس الأمن القرار رقم 271 لعام 1969 والذى أدان فيه محاولات الكيان الصهيونى حرق المسجد الأقصى، كما دعا القرار لإلغاء جميع الإجراءات التى من شأنها تغيير وضع القدس التاريخى، ومع ذلك استمرت عمليات الانتهاك للأقصى وحتى هذه اللحظة وباتت جميع القرارات التى صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن حبرًا على ورق. بالأمس القريب قتلت شيرين أبوعاقلة الصحفية الفلسطينية التى كانت شاهدة على ما يحدث من خروقات الكيان ضد شعب فلسطين ومقدساته الإسلامية والمسيحية ولكى يخرسوها عن تسجيل شهادتها قتلوها، ذلك لأنهم يكرهون الحقيقة ويريدون إخفاءها عن العالم ويريدون طمسها و«بتصريح» رون كوشتاف المتحدث الرسمى باسم الجيش الصهيونى قال إن شيرين كانت عزلاء، إلا أنها كانت مسلحة بكاميرا! هناك العديد من القرارات الدولية التى تدين الممارسات الصهيونية بانتهاكهم ضد المدنيين العزل أصحاب الأرض وتطالب تلك القرارات بالالتزام باتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحروب وأبرزها القرار الدولى رقم 605، إلا أنه لم ينفذ أيضًا وما زال الصهاينة يمارسون الاستهتار بتلك القرارات غير مبالين من تبعات ما سوف يحدث، ذلك لأنه يرى ما يؤكد بأنه لن يعاقب، ونرى نحن أن ما يحدث ما هو إلا اعتراف واضح بعدم قدرة المجتمع الدولى على فرض تلك القرارات وتطبيقها طبقا للشرعية الدولية على الكيان الصهيونى حتى أصبح الكيان محصنًا وفوق القانون. أخيرًا وليس آخرًا ما حدث من اقتحام المسجد الأقصى المبارك عدد غير مسبوق من الصهاينة فاق الألف ونصف الألف ومن بينهم عضو الكنيست المتطرف إنيمار بن غفير بحراسة أكثر من ثلاثة آلاف جندى صهيونى اقتحموا المسجد للاحتفال بذكرى احتلال شرق القدس، رافعين الأعلام الصهيونية فى باحاته وقاموا بأداء طقوسهم التلمودية، ذلك فى تحدٍّ سافر للمطالبات والمواقف الدولية والأمريكية، هذا فى الوقت الذى منعت فيه قوات الاحتلال دخول المصلين الفلسطينيين كما اعتدت على المصلين أثناء تأديتهم صلاة الفجر وقاموا بتفريقهم والقبض العشوائى على البعض، وتحولت أرض السلام إلى منطقة عسكرية، أطلق فيها الجيش الصهيونى الرصاص الحى والمطاطى والغازات. إن الكيان الصهيونى يعتمد سياسة الأرض المحروقة ويريدون تهويد القدس وجعلها عاصمة ليهود العالم. إن ما يحدث ويشاهده العالم أجمع عبر شاشات التليفزيون يبقى عارًا على جبين كل عربى وكل مسلمى العالم، بل على العالم أجمع بدوله الرافعة راية حماية حقوق الإنسان، وفى الحقيقة هم ليسوا إلا مدعين مزيفين لكل الحقائق، بقى لى أن أسأل أربعة أسئلة حول ما حدث وما سوف يحدث.
- هل العرب مستعدون لمواجهة العالم الذى يصف نفسه بالتمدن والتحضر.. وهو عالم متعصب ومتشدد وطائفى حتى اللحظة؟
- هل العالم مستعد للتخلى عن طائفيته ومذهبيته التى اعتمدها منذ الحروب الأوروبية على الشرق فى القرن الحادى عشر الميلادى؟!
- هل نستوعب جميعا أن الغرب بطائفيته أصبح هو الصانع الرئيسى للجماعات المتشددة إسلاميًا حتى ولو بشكل غير مباشر؟
- هل سننتظر حتى يتغير العالم أم نبدأ نحن بالتغيير؟