الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. مدينة العشق والجمال

أنا وقـلمى .. مدينة العشق والجمال

ﻻ عجب من الأغانى الكثيرة التى تم تأليفها وتلحينها فى حب الإسكندرية وأهلها، وﻻ عجب أيضاً من حرصى الدائم - وبشكل متكرر - على زيارة مدينة الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، لأننى من مواليد هذه المدينة العريقة رغم أننى لم أُقم فيها إقامة طويلة.. فهى مدينة على شاطئ مصر الشمالى أسسها الإسكندر الأكبر فى سنة «332» قبل الميلاد - وقد سميت باسمه - وكانت الإسكندرية تشمل البلدة المصرية القديمة «ركوتس» التى قبل تأسيس الإسكندرية، وتبعد «14» ميلاً غربى مصب فرع كانوب «رشيد» أحد فرعى النيل الرئيسيين، وكانت تقع على قطعة من الأرض بين بحيرة مريوط والبحر الأبيض المتوسط، وقد بُنى حاجز فى وسط المياه طوله ميل، يوصل بين الشاطئ وجزيرة فاروس، وساعد هذا الحاجز على جعل ميناء الإسكندرية أحسن ميناء فى مصر، وأُقيم على جزيرة فاروس فنار ارتفاعه أربعمائة قدم، وكان يُعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع، ثم أصبحت الإسكندرية - بعد تأسيسها- مركزاً للتجارة بين الشرق والغرب، وقد زاد عدد سكانها إلى أن بلغ «600» ألف نسمة، وكانت مدينة الإسكندرية عاصمة البلاد المصرية طوال عصور البطالسة، والرومان، والبيزنطيين، إلى الفتح العربى فى عام «640» ميلادى، وكان الميوزيوم (المتحف) مركزاً للدراسة العلمية، وكانت مكتبة الإسكندرية أكبر مكتبة فى العالم القديم، إذ كانت تضم ما يزيد على «500» ألف مجلد، وكان من أهم معابدها السرابيوم، وأعظم ما تبقى من آثار الإسكندرية هو ما يسمى - خطأ - عمود بمباى، ولكنه فى الحقيقة يسمى عامود السوارى، وفى العصر الحديث كانت مدينة الإسكندرية نافذة مصر على الحضارة الغربية، حيث إنها سبقت العاصمة على طريق التمدن والحداثة، واكتسبت بتنوع ثقافات ساكنيها شخصية فريدة داخل نسيج إبداع المصرى متعدد الألوان، وأُطلق عليها أنها مدينة الثقافة والفنون، لأنها خرّجت أجياﻻً من كبار الفنانين، وفى زيارتى الأخيرة لعروس المتوسط منذ عدة أيام أُصبت بصدمة حضارية كبيرة لما شاهدته من قبح وحاﻻت التردى التى آلت إليها مبانيها القديمة - خاصة التى تقع على الكورنيش  والتى تآكلت من الخارج بسبب غياب أعمال الصيانة والترميم، وبسبب التوسع الرأسى فى البناء بحجة الاحتياج السكانى، لدرجة أن جمال مبانى الكورنيش اختفى تماماً، وشوارعها التى أصبحت معظمها مطبات وتمتلئ بأسراب من الميكروباصات التى ضيقت الخناق على أهلها بسبب الزحام المرورى وعوادم السيارات، لدرجة أنه لم نعد نحس برائحة البحر التى كانت تقابلنا بمجرد وصولنا للكورنيش، نعم لم تعد الإسكندرية مدينة السحر والجمال، نعم حزنت عليها بعد زيارتى الأخيرة لها، ولكى تعود الإسكندرية مرة أخرى المدينة الساحرة التى يجتمع فيها الجاذبية الساحلية والتاريخ العريق وسحر البحر ينبغى إعادة النظر فى وضع المبانى التى تقع على الكورنيش وترميمها وصيانتها، ومنع أسراب الميكروباصات العشوائية - أو على الأقل تحجيمها وضبطها - وإعادة رصف شوارعها الرئيسية ومنع الباعة الجائلين والمتسولين المنتشرين فى وسط المدينة، ولن يتم ذلك إﻻ بالتعاون بين المحافظة ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى فى الإسكندرية وتعظيم موارد المحافظة.. وتحيا مصر.