
كريمة سويدان
أنا وقلمى.. الحصاد الأول للجامعات الأهلية
فى مثل هذا الشهر من العام الدراسى الماضى «2023» تم الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من طلاب الجامعات التكنولوجية الجديدة، وذلك بحضور عدد من الوزراء وقيادات الجامعات ورجال الصناعة، وتحت رعاية وبحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، حيث تم تخريج «375» طالبًا يمثلون الدفعة الأولى من طلاب هذه الجامعات التكنولوجية الثلاث التى بدأت الدراسة بها عام «2019».. وكان حفل التخرج بمثابة ملتقى تدريب وتوظيف، مع دعوة كبرى الشركات الصناعية والاستثمارية مع لفيف من قيادات التعليم والتصنيع فى مصر للقاء الخريجين.. والأسبوع الماضى تم تخريج الدفعات الأولى من الجامعات الأهلية الدولية الجديدة (الجلالة- الملك سلمان- العلمين) لعدد من الكليات تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وبحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وعدد من قيادات التعليم فى مصر، وكانت الدراسة قد بدأت فى هذه الجامعات الثلاث عام «2020»، وفقًا للقواعد التى أقرها المجلس الأعلى للجامعات، ووفق أحدث المعايير الدولية، وحققت نجاحات هائلة، وعلى سبيل المثال وقعت جامعة الجلالة الأهلية بروتوكول تعاون مع شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، للتعاون بين الطرفين فى المجالات العلمية والعملية، من خلال ربط البحث العلمى ومخرجاته بالجانب التطبيقى بهدف تبادل الاستشارات العلمية والخبرات العملية، بالإضافة إلى قيام جامعة الجلالة بتقديم جميع أنواع الدعم ﻻستحداث طرق تكنولوجية لزيادة الإنتاج، وتخطى أبرز المشاكل والمعوقات لتحقيق الاكتفاء الذاتى، إضافة إلى استقبال الطلاب بمصانع شركة السكر لتدريبهم على التقنيات الحديثة فى جميع قطاعات الشركة، مما يتيح لهم فرصة اكتساب خبرات عملية، بالإضافة إلى دعم مشاريع التخرج للطلاب، من خلال توفير المواد الخام والتوجيه الفنى من خبراء الشركة، ناهيك عن عقد المؤتمرات العلمية وورش العمل، بمعنى أدق أن برامج هذا النوع من الجامعات تتيح تعليمًا متميزًا لتخصصات متداخلة، تواكب تحديات الحاضر وتغيرات سوق العمل، لذلك تم التركيز على تجهيز الجامعات الأهلية ليس فقط من الناحية المادية بل أيضًا من ناحية تدريب أعضاء هيئة التدريس على تصميم البرامج البينية بالتعاون مع خبراء دوليين، ومن خلال هذا العُرس العلمى الجميل، لفت نظرى مجموعة ملاحظات مهمة أولها مكان هذا الحفل الرائع وهو «المتحف المصرى الكبير» وهو كان فرصة عظيمة للطلاب الخريجين وأولياء أمورهم الذين لم يروا هذا الصرح العظيم ليتعرفوا على روعة بلدنا وجمالها وحضارتها، حيث قال لى أحد الخريجين إنه كان ينوى بعد التخرج السفر خارج مصر للعمل ولكن بعد رؤيته للمتحف قرر أن يظل فى بلده وأنه سيعمل فيها ولها فهى تستحق من كل مصرى أن يفتخر بها وبعظمتها وبحضارتها.. والملاحظة الثانية كانت خاصة بأولياء أمور الخريجين الذين كانت الفرحة والبهجة ظاهرة على وجوههم حيث كان معظمهم من الطبقات المتوسطة من الشعب المصرى، وكانت فرحتهم بسبب تخرج أولادهم وبناتهم من جهة وبوجودهم فى هذا المكان الذى من المحتمل أنهم لم يسمعوا عنه من قبل.. والملاحظة الأخيرة كانت خاصة بلمسة الوفاء من جانب الدكتور مصطفى مدبولى ووزير التعليم العالى والبحث العلمى تجاه الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة ونائب رئيس مجلس الوزراء، الذى كان يتولى منصب وزير التعليم العالى عند عرض فكرة إنشاء الجامعات الأهلية على الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، حيث اقتنع فخامته بالفكرة، ووجه ببدء العمل فيها فورًا.. هذا الاهتمام من جانب الدولة المصرية بهذا النوع من التعليم إن دل على شيء إنما يدل على أن كل من الجامعات التكنولوجية والأهلية الدولية الجديدة عبارة عن مسار تعليمى استحدثته الدولة المصرية لتلبية متطلبات الصناعة، ومواكبة تطورات العصر الحديث القائم على توظيف خريجين تقنيين يتمتعون بمهارات مختلفة فى مختلف قطاعات الصناعة والإنتاج، وحرص مصر أيضًا على أن يتبوأ كل من التعليم التكنولوجى والأهلى مكانة تليق بهما.. وتحيا مصر.