السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الرئيس السيسي يستقبل نظيره الألمانى بقصر الاتحادية.. الرئيس السيسي: ما يحدث فى قطاع غزة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، رئيس ألمانيا الاتحادية «فرانك فالتر شتاينماير»، الذى قام بزيارة رسمية لمصر برفقة وفد موسع من رؤساء كبرى الشركات الألمانية، حيث أُجريت مراسم الاستقبال الرسمى وتم عزف السلامين الوطنيين.



مباحثات مشتركة

وذكر السفير أحمد فهمى المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية أن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات مغلقة أعقبتها جلسة موسعة بحضور الوفدين الرسميين، حيث أعرب الرئيس عن ترحيبه بزيارة الرئيس «شتاينماير» الأولى لمصر كرئيس لألمانيا، والأولى لرئيس ألمانى منذ 25 عامًا، مؤكدًا تقدير الشعب المصرى للصداقة الوثيقة مع الشعب الألمانى، وما حققته ألمانيا من تقدم صناعى وتكنولوجى، تتطلع مصر لتعظيم الاستفادة منه، من خلال المشروعات المشتركة بين الجانبين، والدور المهم الذى تضطلع به الشركات الألمانية فى نقل التكنولوجيا وبناء القدرات للكوادر المصرية.

ومن جانبه، أعرب الرئيس الألمانى عن اعتزاز بلاده بمصر قيادة وشعبًا، مشددًا على حرص بلاده على مواصلة تعزيز علاقاتها مع مصر فى مختلف المجالات، بما فيها العمل التنموى والاستثمارى، وفى قطاعات الطاقة والهجرة ومكافحة الإرهاب، فضلًا عن الدفع بالتعاون العلمى والثقافى الممتد بين البلدين، ومعربًا فى هذا الصدد عن سعادته بافتتاح الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذا حرصه على اصطحاب وفد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية خلال زيارته الجارية لمصر، وتفقده لعدد من مواقع العمل والإنتاج التى تنخرط فيها شركات ألمانية، تعمل جنبًا إلى جنب مع شركات وعمال مصريين يتسمون بالمهارة والكفاءة.

تطورات الحرب فى غزة

وأضاف المتحدث الرسمى: إن اللقاء شهد التباحث حول مُختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وعلى رأسها تطورات الحرب على قطاع غزة، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد ضرورة الوقف الفورى للحرب الدامية، التى تسببت فى كارثة إنسانية، فضلًا عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتنفيذ حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، بوصفه مسار تحقيق السلام والأمن المستدامين بالمنطقة.

هذا، وقد عقد الرئيسان عقب المباحثات مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، عرضا خلاله أهم ما دار فى المباحثات.

مؤتمر صحفى مشترك

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الألمانى أنه اتفق مع نظيره الألمانى فرانك فالتر شتاينماير على أهمية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإيجاد آلية لزيادة المساعدات الإنسانية وكذلك إطلاق سراح الرهائن..مؤكدًا أن مصر تسعى بجدية لدور إيجابى مع الفلسطينيين خصوصًا مع حماس بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار.

وقال الرئيس السيسي: «إننا نعمل على تشجيع جميع الأطراف من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة»..مشيرًا إلى أن أكثر من 40 ألف فلسطينى سقطوا جراء الصراع أغلبهم من النساء والأطفال فضلاً عن وجود أكثر من 100 ألف مصاب.

ولفت إلى استخدام الجوع كسلاح داخل القطاع ضد الفلسطينيين، مما أثر بشكل كبير جدًا على مصداقية وفكرة القيم الخاصة بحقوق الإنسان التى تحدثنا عنها لسنوات طويلة.. داعيًا أوروبا إلى ضرورة أن تبذل جهدًا كبيرًا خلال هذه المرحلة لتشجيع الأطراف المعنية أو الضغط عليها للوصول إلى اتفاق يحقق الاستقرار ويخفف من معاناة الفلسطينيين فى قطاع غزة.

ووصف الرئيس السيسي ما يحدث فى قطاع غزة بأنه «انتهاك صارخ لحقوق الإنسان» وأنه يجرى على مرأى ومسمع من الجميع ولم يستطيعوا فعل شىء.

وحذر من اتساع رقعة الصراع فى المنطقة.. قائلاً: «إنه تم الحديث عن الموضوعات الخاصة بإعادة الاستقرار فى المنطقة مثل السودان وليبيا وبقية الدول التى يوجد بها صراعات، وأن حالة الاضطراب الموجودة بالإقليم يجب أن تنتهى وتتراجع وأيضًا يجب ألا تنزلق المنطقة إلى اضطراب أكثر من ذلك حتى لا يتسع الصراع أكثر من ذلك فى الضفة الغربية وجنوب لبنان واليمن وغيرها».

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه ناقش مع شتاينماير موضوعًا مهمًا جدًا، وهو ملف مياه النيل وتحديدًا سد النهضة والتفاوض مع إثيوبيا فيما يخص الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

وأضاف: «إنه أكثر من عشر سنوات نحاول الوصول إلى اتفاق طبقًا للمعايير والقوانين الدولية للمياه أو الأنهار العابرة للحدود».. مشيرًا إلى أن مصر ليس لديها أى وسيلة أخرى للمياه غير نهر النيل منذ آلاف السنين وهو يتحرك بلا عوائق.

وتابع الرئيس السيسى: «إن الوضع على حدودنا الثلاثة سواء فى الاتجاه الجنوبى مع السودان أو الغربى مع ليبيا أو حتى فى الوقت الراهن مع إسرائيل وقطاع غزة، غير مستقر وله تداعيات كبيرة جدًا».

وأشار الرئيس إلى أن تأثير هذه الأوضاع كان واضحًا خلال السنوات العشر إلى الاثنتى عشرة الماضية، حيث وصل عدد الضيوف الذين نزحوا إلى مصر نتيجة الأزمات فى بلادهم مثل اليمن وليبيا وسوريا والسودان وجنوب السودان إلى أكثر من 9 ملايين شخص.. مضيفًا «إن مصر لم تصف هؤلاء بالنازحين أو اللاجئين، وهم لا يعيشون فى معسكرات بل تم دمجهم فى المجتمع المصرى».

وقال الرئيس السيسي: «إن مصر كانت حريصة منذ سبتمبر 2016 على منع خروج أى قوارب هجرة غير شرعية من مصر باتجاه أوروبا، احترامًا ومن منظور إنسانى وأخلاقى، لتفادى تعريض هؤلاء الأشخاص للخطر فى البحر وللحفاظ على أمن واستقرار شركائنا فى أوروبا».

وتابع: «من المهم أن يعلم الناس أن مصر تعرضت على مدى أربع سنوات إلى أزمات ضخمة ليست لها دخل بها ابتداء من أزمة كورونا إلى الأزمة الروسية الأوكرانية وأزمة قطاع غزة».