الإثنين 7 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. حقائق وأرقام  فى حياة أم كلثوم

أنا وقـلمى.. حقائق وأرقام فى حياة أم كلثوم

مع بداية شهر فبراير عام 1975 لم يكن هناك حديث فى المجتمع المصرى والعربى إﻻ عن مرض كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وكانت جميع الصحف تتابع أخبار نقلها للمستشفى بقلق شديد، وفى 3 فبراير تم إعلان وفاة الست أم كلثوم فى بيان رسمى ليعُم الحزن الشديد أرجاء مصر والوطن العربى كله، وبدأت أجهزة الأمن المصرية تعرف أنها مقبلة على تأمين جنازة غير عادية، وإنها ستكون جنازة كوكب الشرق حدثًا ضخمًا يجب الاستعداد له، لأنهم سيكونون هم المكلفون بتأمين جنازة تُعد من أكبر الجنازات عبر التاريخ، وبدأت وزارة الداخلية طلب ضبط النفس والحفاظ على النظام العام من جانب الجماهير المصرية الحزينة.. وكالعادة فى دفن الموتى كان من المفترض أن يتم غسل الجثمان وإتمام عملية الدفن بعد الوفاة، ولكن قررت الحكومة المصرية وقف عملية الغُسل وتأجيل الدفن، وكان ذلك بناء على طلب الأمير السعودى عبدالله الفيصل الذى كان من عشاق الست وفنها، وهو الابن الأكبر للملك فيصل بن عبدالعزيز وكانت أمنيته أن يأتى اليوم الذى يستطيع فيه مقابلة كوكب الشرق، وأن توافق على أن تغنى من تأليفه - لأنه كان شاعرًا، وطلب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يتوسط له عندها لتغنى من كلماته، وفعلًا قام بمقابلتها عام 1958 فى بيت جمال عبدالناصر، وسمعت له عدة قصائد من تأليفه اختارت منها قصيدة «ثورة الشك» ثم غنت له بعد ذلك قصيدة «من أجل عينيك» الرائعة، كما أنه دعاها لأداء مناسك الحج مرتين، والعمرة خمس مرات تحت حراسة الحرس الملكى السعودى، لذلك عندما دخلت المستشفى ووافتها المنية، أصر الأمير عبدالله الفيصل إرسال طائرة خاصة من السعودية عليها كميات كبيرة جدًا من ماء زمزم لغُسل جثمان الست أم كلثوم، وهو ما تسبب فى تأخير الدفن يومين، وفى 5 فبراير بعد إخراج جثمان الست من مستشفى المعادى للقوات المسلحة - وذلك بعد موافقة أختها سيدة وابنة أختها سعدية - تم لف جسدها فى «11» ثوب آخرهم كان ثوب من الملس الأخضر الفلاحى كدليل على نشأتها الريفية الأصيلة، وتم خروجها فى الساعة السادسة صباحًا فى جنازة مهيبة من مستشفى المعادى وحتى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، الذى تم أغلق بالكامل، وقام بالصلاة عليها الشيخ حلمى عرفة إمام مسجد الحسين رضى الله عنه، وقبل خروج الجثمان من المسجد تم لفه بعلم مصر، وحضر الجنازة عدد كبير من ملوك ورؤساء الوطن العربى، ووزراء الخارجية العرب من عشاق الست أم كلثوم الله يرحمها، وكان المصريون يملأون الشوارع لدرجة أن أجهزة الأمن اضطرت إلى تغيير مسار الجنازة، لتصل إلى مقبرتها فى البساتين، هذا فقط عن جنازة الفنانة العظيمة أم كلثوم والتى ﻻ يعرف عنها شىء كثيرون، أما عن أرقام كانت فى حياة أم كلثوم أذكرها هنا فى ذكرى وفاتها التاسعة والأربعين، حيث كان أول أجر لها 20 قرشًا وآخر أجر لها كان 80 ألف جنيه، كما أنها غنت 700 أغنية فى 50 عامًا، وتعاونت مع 47 شاعرًا ألف لها كلمات أغانيها وقصائدها، أكثرهم إنتاجًا لها أحمد رامى بعدد 312 أغنية ثم بيرم التونسى 46 أغنية، وتعاونت مع 15 ملحنًا، أكثرهم إنتاجًا لها زكريا أحمد بعدد 150 لحنًا ثم السنباطى 90 لحنا ثم القصبجى 85 لحنًا، وقالوا عن صوت كوكب الشرق أن أبعاد صوتها تتراوح ما بين 16 إلى 60 ألف ذبذبة فى الثانية الواحدة، بينما يبلغ متوسط الأصوات القوية حوالى 10 آﻻف ذبذبة فقط فى الثانية الواحدة، كما أنها تمكنت من جمع أكثر من مليون جنيه مصرى فى يونيو 1967 فى المجهود الحربى، وهو ما يعُد رقما ضخما فى ذلك الوقت، وآخر ما تبرعت به للدولة عقب نصر أكتوبر 1973 شيك بقيمة 10000 جنيه باسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك كمنحة منها للجيش المصرى العظيم، وﻻ ننسى أنها تركت 400 لحن مسجل لها للإذاعة المصرية، ولحنت لنفسها أغنية «على عينى الهجر»، وفى عام 1936 لحنت أغنية « ياريتنى كنت النسيم»، كما أن إذاعة أغانيها تحتاج إلى 26 يومًا أو 634 ساعة دون توقف، ومن الأرقام الطريفة فى حياة كوكب الشرق أم كلثوم رقم تليفونها الذى كان «808080».. وأخيرًا احتشاد 4 ملايين مواطن مصرى وعربى من جميع أنحاء العالم العربى فى جنازتها، وهى تُعد الجنازة الثانية بعد جنازة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على مستوى العالم.