الإثنين 24 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. فى بيتنا  ثانوية عامة

أنا وقـلمى.. فى بيتنا ثانوية عامة

يُعرف قلق الامتحان فى موسوعة علم النفس بأنه حاله من القلق والتوتر والخوف تصيب الفرد نتيجة تعرُّضه لموقف اختبار، إذن هو مزيج من الأعراض النفسية كالتوتر الدائم، والتردد، والارتباك، وضعف القدرة على التركيز، وعدم الثقة بالنفس، إضافة إلى الأعراض الجسدية التى تظهر من خلال نوبات صداع، وألم فى الصدر، وفقدان للشهية، لذا فإن غالبية الدراسات تشير إلى أن القلق يقلل مستوى التركيز والانتباه، اللذين يُعتبران من العوامل المهمة لاجتياز الامتحانات بنجاح، لذلك يؤكد علماء النفس أن قلق الامتحانات مشكلة حقيقية تواجه عددًا كبيرًا من أبنائنا الطلاب، وتُشكل مصدر أرق - ليس لهم فقط- بل يمتد أثره إلى جميع أفراد الأسرة، خاصة الأسر التى يوجد فى بيتها طالب أو طالبة فى الثانوية العامة، ويرى البعض أن القلق قد يكون مفيدًا وإيجابيًا، إذا كان ضمن مُعدَله الطبيعى الذى يحث الفرد على بذل مزيد من الجهد ويزيد حالة اليقظة والانتباه، بما يساعد على إنجاز المطلوب، لذا سنجد أن المعادلة هنا دقيقة ويجب الانتباه لها، وحتى لا تُلقى الضغوط النفسية والجسدية بظلالها سلبًا على نفوس طلبة الثانوية العامة وأولياء أمورهم على حد سواء، باعتبارها مرحلة مهمة يترتب عليها مستقبل الطلاب، وربما مستقبل أهلهم، ينبغى النظر إلى هذه المرحلة المهمة بواقعية حتى لا نعطيها أكبر من من حجمها أو التعاطى معها بنوع من اللا مبالاة، وتحقيق التوازن هنا هو الحل كبداية نحو فترة امتحانات - مثل باقى الامتحانات - يجب الإستعداد المُسبق لها، وجدير بالذكر هنا أن نعرف أنه من الطبيعى أن يشعر طلاب وطالبات الثانوية بالخوف والقلق، لأن هذه الامتحانات محطة مفصلية فى مستقبلهم التعليمى، وهنا ننصح أولياء أمورهم تقليل هذا اللإحساس لا إنكاره، فتفهّم كل أفراد الأسرة لأولادهم وتقديرهم حالتهم النفسية له دور فعال، ويساعدهم على تجاوز هذه المرحلة بهدوء وطمأنينة، لأن القيود التى تفرضها الأسرة على الطلبة وتعرُّضهم لكثير من النقد والضغط عليهم للمذاكرة بأسلوب غير تربوى والتدخل فى شئونهم الخاصة، سيُزيد الضغط النفسى على الطلاب، وكلما زاد الضغط النفسى عليهم قل مستوى الأداء الدراسى، وظهرت مشكلات فى الانتباه والتركيز وعدم القدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها، وكما قال علماء النفس أن أسرع طريقة للتعلم السريع والتذكُّر المثالى، إنما تكون مع ذهنية بعيدة عن التوتر، وعقل غير منشغل بإرضاء الآخرين، وإذا كان هناك درس واحد يجب أن يتعلمه أبناؤنا طلاب الثانوية العامة، هو أن تثق بأنك أهم شخص فى عالمك الذى تعيش فيه، فأنت من تقع فى المشكلات وتقوم بحلها، وأنت أيضًا من تعمل وتكد من أجل النجاح، وأنت من تساعد الآخرين وتمد يد العون لهم، وهنا ينبغى أن نشير لبعض الجهود التى تقوم بها بعض المؤسسات وجمعيات العمل الأهلى، لدعم طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم فى هذه الأيام، أهمها مبادرة «تِقدر فى 10 أيام» من مؤسسة حياة كريمة التى تقدم هذا العام دعمًا تعليميًا لطلاب الثانوية العامة، متمثلة فى مراجعات نهائية للشُعبتين - العلمى والأدبى - فى مختلف المحافظات، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وأيضًا من خلال نصائح الدعم النفسى لأولياء الأمور والطلاب برعاية مؤسسة «فاهم للدعم النفسى» برئاسة السفيرة النشيطة الوزيرة نبيلة مكرم، وإن دل ذلك على شىء إنما يدل على تأكيد من مؤسسات الدولة المختلفة على تقديم الدعم الكامل لهؤلاء الطلاب، وعلى أن هؤلاء الطلاب هم مستقبل هذا الوطن.. تحيا مصر.