الأحد 3 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الباز أفندى

فى فيلم (ابن حميدو) الذى تم إنتاجه سنة 1957 جسّد الفنان الراحل توفيق الدقن شخصية مهمة فى الفيلم هى (الباز أفندى).



باختصار الباز أفندى ده نموذج للشخصية الكدابة والمخادعة ومدعى إنه عارف وفاهم كل حاجة بس هو مش كده بالمرة.

أكتر ما يميزه إنه فهلوى وبيعرف يلم حواليه الناس البسطاء وأحياناً الجهلاء وبيوقروه ويدوله وضعه ومن هنا بياخد مكان أكبر منه ويبتدى يعيش فى توب مش توبه.

أول ما عمله الباز أفندى لنفسه هو إنه عمل branding وابتدى باليافطة الليّ حاططها وراه فى المكتب ومكتوب عليها (ساقط توجيهى ووكيل أعمال وسمسار مَراكب وقبانى وبالعكس).

الباز أفندى من كتر ما هو متقمص شخصية الفهمان العالم ببواطن الأمور بقى بيعرف يوصل القناعة دى للآخرين ولما إسماعيل يس (ابن حميدو) فى الفيلم سأل الفنان عبدالفتاح القصرى (الريس حنفى): «يطلع مين (الباز أفندى) دا يا معلم حنفى؟»، رد عليه بكل فخر: «ده رجل مستوعب كل الأشياء وقارى، ده سمسار مراكب وقبانى ووكيل أعمال وساقط توجيهية، يعنى شهر عقارى متنقل». الباز أفندى فى شبهه كتير أوى فى الحياة، ناس كده بالضبط تدعى معرفة كل حاجة وإنها جايبة الدنيا ولفاها حوالين صوابعها لف، ناس مخَلصة وجابت الديب من ديله ومتعرفش تقول كلمة معرفش، هم عارفين كل شىء ما شاء الله عليهم وعلى حواليهم.

المؤسف أن فى كتير الباز أفندى، دول شايفين إنهم عارفين كل حاجة وفاهمين الكفت، وفى الحقيقة إن محدش فاهم كل حاجة وإن الدنيا لما بنمشى فيها بنتعلم منها ومن هنا تتأكد فكرة أن الباز أفندى وهم كبير وأنه لا يمكن يكون فى حد على دراية بكل ما يحيط به.

سأتوقف قليلاً عند نقطة أن من حول الباز أفندى هم أول من ظلمه، ظلمه لما اداله وضع مش بتاعه وده بالضبط زى لما مدحه الريس حنفى فى الفيلم لما قال عنه: «دا راجل أنا ذات نفسى أستمناه» ولما أم حميدة قالت عنه لبنتها: «دا عليه كرافتة ترد الروح».

للأسف الباز أفندى له مدافعين عايزين يجوزوه القمر هند رستم!

فى علم النفس فى نظرية «توهم/ ادعاء المعرفة» ودى بتقول إن فى ناس بيبالغوا فى ادعاء المعرفة بكل شىء، حتى الحاجات الليّ برة نطاق تجاربهم الحياتية أو التعليمية.

الباز أفندى موجود فى كل مجال..مبدأه إنك مش مهم تكون متخصص وخبير فى مجالك علشان تنجح وتفرقع، الأهم إنك تبقى عندك صفات الباز أفندى: الثقة بالنفس، الوهم أن الليّ حواليك معجبين بيك ومقدرينك، وإن لولا وجودك كانت الناس ضاعت، ولولا إبداعاتك لتحول الكون إلى ظلام، ولولا نصائحك الذهبية كانت الناس حياتها وقفت وزمانهم تاهو فى الدنيا الكبيرة وبلادها الكتيرة وصلاة النبى أحسن على رأى الباز أفندى.