الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
فنانو مصر.. كيف كانوا وكيف صاروا؟!

أحلف بسماها

فنانو مصر.. كيف كانوا وكيف صاروا؟!

لا أصدق ما أشاهده هذه الأيام من مظاهرات عارمة واعتصامات تجتاح الدول الأوروبية لنصرة فلسطين والتنديد بما يتم من إبادة جماعية للشعب الفلسطينى باستخدام كل الجرائم الوحشية من قصف وحرق وقتل.. والأكثر إبهارا انتفاضة الفنانين فى أمريكا وأوروبا ومشاركتهم فى تلك المظاهرات واستخدامهم كل وسائل التواصل الاجتماعى لمهاجمة نتنياهو ووزرائه المتطرفين وأيضًا الاعتراض على السياسة الأمريكية المؤيدة والمشاركة فى إبادة الفلسطينيين.. مؤخرًا أقيم حفلٌ خيرى ضخم فى قاعة أوفو أرينا ويمبلى بلندن تحت شعار «نعم من أجل فلسطين» بحضور ما يزيد على 12 ألف شخص.. وشارك فى الحفل نجوم عالميون من بينهم ريتشارد جير، وبينيديكت كومبرباتش الذي ألقى قصيدة للشاعر الفلسطينى محمود درويش.. وحضور مطربين وموسيقيين عالميين وصل عددهم إلى 60 فنانًا عالميًا، ولاعبى كرة مشهورين، والمقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز التي ألهبت مشاعر الحضور بكشف انتهاكات الكيان الصهيونى لقطاع غزة، وقدم الحفل عروضًا موسيقية ورسائل تضامنية، ومقاطع مصورة أبرزت جهود وشجاعة الأطباء والصحفيين وعمال الإغاثة فى غزة، وندد الحفل بصمت الحكومات أمام المجازر والإبادة، ووصلت حصيلة التبرعات لهذا الحفل الكبير 1.5 مليون جنيه استرلينى لصالح الإغاثة فى غزة.. هذا بخلاف الفيلم الوثائقى «صوت هند رجب» الذي يوثق اللحظات الأخيرة للطفلة الفلسطينية هند التي استنجدت بوالدتها على الهاتف وهى داخل سيارة مع أقاربها الذي قتلهم القصف الإسرائيلى ليستهدفها أيضًا هى والمسعفين فى سيارة الإسعاف وتم عرض الفيلم بمهرجان فينيسيا وحصل على جائزة الأسد الفضى.. وتحول المهرجان إلى مظاهرة حماسية تندد بجرائم إسرائيل قادها الممثل براد بيت، خواكين فينيكس، رونى مارا، جوناثان جليزر.. وأكثر من ذلك أن حوالى 4 آلاف فنان من هوليوود وقعوا على تعهد برفض التعامل مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية المتورطة فى الفصل العنصرى والإبادة ضد الفلسطينيين، وأبرزهم مارك رافلو، أندرو جارفيلد، كيت بلانشيت، إيما ستون، دوا ليبا، بيلى ايليش، وغيرهم..لماذا أنوه عن هؤلاء الفنانين الذين ستسجل  حروف أسمائهم من نور لنصرتهم الشعب الفلسطينى، لأننى لم ولا أجد فنانًا مصريًا أو عربيًا يفعل أى شىء للتعبير عن مناهضة الكيان الصهيونى، لا تقديم  عمل درامى أو وثائقى، أو ندوة أو اجتماع للنقابات الفنية.. إن الفنان هو ملهم الشعب.. إن كانت المظاهرات الشعبية ضد اسرائيل فى تلك الفترة العصيبة لها محاذير شديدة لها مبررها بسبب تربص الخونة مثل الإخوان ومحاولتهم  استغلال المظاهرات لزرع الفتنة.. فى حين لو قام الفنانون بأى مبادرة لنصرة الشعب الفلسطينى لن يهدد ذلك السلم العام لكن للأسف انصرف الفنانون لحفلات الساحل واستعراض الملابس المثيرة ولم نسمع عنهم سوى الحكايات السفيهة والنميمة الكريهة..ولعلنا فى هذا الصدد نتذكر فنانى مصر العظام الذين لبوا نداء الوطن فى الفترات العصيبة التي واجهت الأمة العربية ومصر.. منها المبادرة القومية التي قام بها أعظم فنانى مصر «قطار الرحمة» فى الخمسينيات بعد ثورة  يوليو لدعم القضايا العربية والوطنية وذلك بجمع التبرعات لإغاثة لاجئى فلسطين بعد  النكبة، وأيضًا دعم أهالى الصعيد من كارثة السيول.. وكان قطار الرحمة يضم كل فنانى مصر الذين زاروا معظم المحافظات وقدموا حفلات غنائية وعروضًا مسرحية، بإيرادات الحفلات وتبرع الأغنياء نجحت المبادرة وضرب الفنانون المصريون أروع المثل فى الوطنية.. وعقب نكسة 67 رفع فنانو مصر شعار «الفن من أجل المجهود الحربى» أهمها ما فعلته كوكب الشرق أم كلثوم التي طافت الدول العربية وفرنسا لإحياء حفلاتها التي ذهب كامل إيراداتها للمجهود الحربى.. وكذلك معظم الفنانين تبرعوا بأجورهم فى كثير من الأعمال الفنية لدعم الجيش، بخلاف زياراتهم للجبهة والعمل بالتمريض، ولا يكفى المقال لذكر كل الفنانين الكبار بداية من يوسف وهبى وعبد الحليم حافظ وشادية، وهلم جرا.. هؤلاء تبرعوا وقدموا أعمالًا وطنية عززت الشعور الوطني ورفعت الروح الوطنية للمقاتلين وللشعب، وأثبتوا دور الفن فى وقت الحروب.. فأين هم من فنانين اليوم؟!