الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
كلمة و 1 / 2..  قراءة فى كف  كلوديا كاردينالى!

كلمة و 1 / 2.. قراءة فى كف كلوديا كاردينالى!

بمجرد أن قرأت خبر رحيل النجمة الإيطالية الكبيرة كلوديا كاردينالى تذكرت تلك الواقعة.



قبل نحو 40 عامًا، وفى هذه المساحة كتبت لقطة صحفية عنوانها (قراءة فى كف كلوديا كاردينالى)، والحكاية جرت أحداثها فى الدورات الأولى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، كانت الفنانة الإيطالية هى النجمة، فهى تونسية الجذور، وهكذا وجد رئيس المهرجان الكاتب والفنان الكبير كمال الملاخ، أنها تستحق كل الحفاوة، كنجمة عالمية وجذورها العربية تمنحها أيضًا خصوصية.

فى ذلك الحين كان الكاتب الصحفى اللبنانى الكبير محمد بديع سربية؛ مشهورًا عنه تقديم الخبطات الصحفية، وهو بالمناسبة صاحب أهم الألقاب التي أطلقت على النجمات المصريات مثل (سيدة الشاشة فاتن حمامة)، و(السندريلا سعاد حسنى).

المهرجان كان يُعقَد فى فندق شيراتون (الجيزة)، قرر بديع أن يحجز غرفة بجوار كاردينالى واصطحب معه (عم حسين) المعروف أنه من أشهر وأمهر من يقرأون الطالع، أطلقوا عليه (العبقرى الفلكى)، وأقنعوا كلوديا بأن تمنح له كفها، وحجزوا قاعة جانبية بالاستعانة بالعاملين فى الفندق وأخرجوا كل الصحفيين، ووقتها كنت أتدرب فى «روزاليوسف» ووجدت أن هذا السبق من حقى أن أقتنصه، ولكن كيف؟، من المستحيل مثلاً أن العبقرى الفلكى سيبوح لى بما قاله لكاردينالى، وهى قطعًا من رابع المستحيلات أن تبوح بشىء، كان يقف داخل القاعة شاب يعمل بالفندق، وبمجرد أن فتح الباب، قدّمت له نفسى بأنى طالب بكلية الإعلام وأتدرب فى «روزاليوسف»، وأن حصولى على هذا السبق يدعمنى فى المجلة، وهو أيضًا كان طالبًا بمعهد السياحة ولم يتم تعيينه، والتقينا فكريًا؛ لأن كلاً منا يريد أن يثبت نفسَه فى مجاله، حكى لى كل ما قاله العبقرى الفلكى لكلوديا عن الحب والزواج والصحة، ووجدت أن أغلب الإجابات مفرحة وسعيدة، وقبل أن تخرج مجلة «الموعد» للسوق بهذا السبق كانت «روزاليوسف» قد فضحت ما هو مكتوب على كف كلوديا كاردينالى!

 عندما استيقظتُ على خبر رحيل الأيقونة الإيطالية، استعدتُ الواقعة، ظلت كلوديا فى الملعب، وقبل ثلاث سنوات شاركت فى بطولة الفيلم التونسى (جزيرة الغفران) للمخرج التونسى الكبير رضا الباهى.

قال لى الباهى أنه اضطر أثناء تنفيذ السيناريو، إلى حذف بعض مَشاهدها؛ لأنه لاحظ أنها تعانى قدرًا من النسيان.. الفيلم كانت تجرى أحداثه فى جزيرة (جربة) بتونس؛ حيث تتعانق فيها كل الأديان والأعراق واللغات واللهجات، وهى الرسالة التي حملها الفيلم وحملتها أيضًا (جينيًا)  كلوديا كاردينالى، وأتصور أن هذا هو أهم ملمح لهذه الفنانة القديرة، لا أتصور أن العبقرى الفلكى قرأه على كفها، فهو يسكن قلبها!