الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر أولا.. رمضان المصرى..  مع د.على جمعة..  فقيه مجتهد بدرجة عالم إنسان!

مصر أولا.. رمضان المصرى.. مع د.على جمعة.. فقيه مجتهد بدرجة عالم إنسان!

يقف ضده بالمرصاد.. كل من يرفض تجديد الفكر الدينى، ويرفض التنوير والاجتهاد والوسطية بسبب وهي المُسَلّمات الراسخة والمتوارثة لدى الرأى العام.. دون تدقيق أو مراجعة فقهية حقيقية.



د.على جمعة هو امتداد لمدرسة فقهية متطورة.. دائمًا ما أثارت جدلًا بسبب اجتهاداتها. بداية من الإمام محمد عبده (1849م – 1905م)، والذى شغل منصب مفتى الديار المصرية عام 1899، وصاحب السجالات الشهيرة بسبب فتاواه التى وصفوها حينها بـالجريئة والمتحررة، ومرورًا بالشيخ على عبدالرازق (1888م – 1966م) صاحب كتاب «الإسلام وأصول الحكم» الذى صدر سنة 1925م، ودعا فيه إلى فصل ما هو دينى عن ما هو سياسى، وصولًا إلى قضاة وأزهريين ومفكرين راحلين من أمثال: د.طه حسين، والمستشار محمد سعيد العشماوى، والشيخ خليل عبدالكريم، ود.نصر حامد أبو زيد، ود.على مبروك.

مؤخرًا، خلال شهر رمضان.. وصل د.على جمعة لمساحة مختلفة من اجتهاداته الفكرية والفقهية على القناة الأولى بالتليفزيون المصرى فى برنامج «نور الدين» الذى شارك فيه للمرة الأولى الأطفال والشباب بأسئلتهم وشجاعتهم وتهورهم ومغامراتهم دون محاذير مسبقة أو خطوط حمراء معتادة أو وصاية فى مواجهة العالم الفقيه د.على جمعة الذى استطاع تجسير الفجوات بين أجيال وسنوات وأسئلة.. كانت تبدو متعارضة ومتناقضة وصريحة ومحرجة فى قضايا حياتية ذات حساسية اجتماعية.

برنامج.. تجديد الفكر الدينى..

يمثل برنامج «نور الدين» شكلًا جديدًا فى أسلوب التقديم، وطرح القضايا الخلافية بأسلوب بسيط غير تقليدى، وقوى وجذاب.. يحرك برك الأفكار العتيقة والبالية. وهو أول برنامج يستهدف.. التفاعل مع الأطفال والشباب بحرية.. أتاحت التطرق لموضوعات وأسئلة.. كانت ضمن المحرمات حتى عهد قريب.

«نور الدين» هو بداية طريق تبسيط القضايا الدينية الخلافية فى خطوة نحو تجديد الفكر الدينى. واعتماد أسلوب الحوار كمنهج لتجديد الفكر الدينى.. وليس التلقين من طرف واحد للتأكيد على أن الخطاب الذى يدعو به د.على جمعة.. الناس، لابد أن تكون فيه دعوة إلى الرحمة والحب، وليس الكراهية.. فالعلاقة مع الله.. يجب أن تبنى على الحب والأمل والتفاؤل والرحمة.

 علاقات أتباع الأديان..

ضمن أهم أفكار د.على جمعة المتقدمة أن:

- دخول المسلمين فقط الجنة.. معلومة مغلوطة.

- الجنة ليست حكرًا على المسلمين فقط، وأن غيرهم من الأديان الأخرى أيضًا سيدخلون الجنة.

- الاحتفال بالكريسماس جائز لأنه احتفاء بالأنبياء.

- الاحتفال بالسنة بالميلادية الجديدة يعنى الاحتفال بعيد ميلاد المسيح وهو ميلاد معجزة، والقرآن أقرّ بها، وجعلها عيد محبة وسلام.

علاقات إنسانية..

وللدكتور على جمعة آراء واضحة فى العلاقات الشبابية حيث يقول:

- الحب عطاء.. وليس ميلًا قلبيًا فقط أو شهوة، فالحب أن تعطى من جهدك ووقتك من غير مقابل.

- الحب ليس فيه حلال وحرام لأنه شعور قلبى.. لا نملكه، أما قضية الزواج بعد الحب فهذه مسألة أخرى.

- الفتاة هى الأكثر ضعفًا.. فى العلاقة، وإن فشلت فهى الأكثر خسارة.

- «قيس» لما تزوج ليلى.. طلقها بعد كل هذا الحب والشحتفة والقصائد التى غزلها فى حقها.

- الصداقة بين الجنسين مباحة.. طالما فيها عفاف.. وتوازن.

- عن العلاقة بين الجنسين فى سن المراهقة: لو أبوها عارف يبقى عادى.

- الصداقة بين الولد والبنت والخروج معًا ضمن شلة ليس حرامًا.

 مملكة الدراويش..

أعلن د.على جمعة رأيه بوضوح فى برنامج «مملكة الدراويش» بقوله:

- خوارق العادات تحدث للمسلم فى صورة «كرامات».

- الكرامات فى التصوف.. أقرها أهل السنة والجماعة منذ عهد «الصحابة».. حتى يومنا هذا.

- لا توجد ديانة فيها خمس صلوات وسجود لله يوميًا.. سوى «الإسلام».

- للأسف ينسبون «داعش» و«الخوارج» إلى الإسلام، وكذلك منكرات بعض الصوفية على «التصوف الإسلامى».

- زيارة مسجد سيدنا «الحسين» صحيحة، ولا يوجد أى مظاهر للشرك فى مساجد «آل البيت» ولا سجود للقبور كما يدعى البعض على الصوفية.

- «التصوف» أساس من أسس دين «الإسلام»، وإنكار «التصوف» جهل.

- «الكرامات» للصوفية.. قد تكون نعمة، أو مدخلًا للشيطان، ومن اتبعها ضل.

- دليل قبول المتصوف والصوفية عند الله، هى الانتظام فى الصلاة والفرائض من عدمه.. أسوة بسيدنا «النبى».

- يجوز بناء «مسجد» على قبر الميت، ووضع علامة على الضريح.

- أسماء الله 243 اسمًا، ولكن الشائع 99 فقط.. بسبب حديث أبى هريرة رضى الله عن أسماء الله الحسنى.

- الحجاج ابن يوسف كان قتالًا وسفّاكًا للدماء.. لكنه كان حافظًا للقرآن ويتلوه كل أسبوع مرة.

- تكبيرات العيد بطريقة المصريين الحالية لم ترد عن سيدنا «النبى»، ولكنها فعل حسن.

- تحريم الصلاة فى مساجد الأضرحة «جهل».. ونحن نتبع النبى محمد صلى الله وعليه وسلم ونقتدى به وصحابته.

- ليس فهم «ابن تيمية» هو فهم السلف الصالح، وإنما الإمام «النووى» و«ابن حجر» و«السيوطى».. فهؤلاء هم علماء الأمة بحق، وصولًا للتابعين ثم الصحابة.

- أنا أُنكر على «ابن تيمية»، وآخذ على «ابن عبدالوهاب».. وأرفض القداسة التى وضعوها على هؤلاء الأشخاص. ولا نحصر العلم فى ٣ علماء ونترك بقية علماء الأمة.

- فرق المجدد من المحدث والمبدِد، هو أنه يلتزم بقواعد الكتاب والسنة ولا يصدر الفتوى بهواه.

- «التجديد» يكون لأمر الدين وليس خارجًا عنه.. ومن أحدث فى أمرنا ما ليس منه فهو «راد» أما ما كان منه فهو «مجدد».

- الحديث بأن «الصوفية» على تساهل وتفريط فى الدين، هو «هرت وجهل»، لأن «التصوّف» عبادة، و«المتصوفة» يلتزمون بالأحكام الشرعية، والتضييق على المسلمين فى التقرب إلى الله هو «البدعة»، وليس «التصوف».

 أفكار ضد التيار..

ما يحدث دائمًا ودوريًا.. مع د.على جمعة دائمًا هو نوع من اجتزاء بعض كلماته من سياق حديثه، والتركيز على أفكار بتوجيه التعليق عليها وإهمال السياق العام، وترصد شخصى ضده بسبب مواقفه الصريحة والمعلنة ضد جماعات الإسلام السياسى والتطرف والإرهاب. 

وأهم سمات أفكار د.على جمعة:

- أفكاره صادمة للعقلية الدينية الرجعية.. رغم أن العديد من اجتهاداته مدونة فى كتبه المنشورة خلال مسيرته الفكرية والدينية.

- استطاع اقتحام مناطق شديدة الانفجار الفكرى والفقهى التى لم يتخيل البعض أن يقدم فيها أحد اجتهادًا على عكس المعتاد عليه.

- اختلفوا معه فى مبادراته التى يجتهد فيها، ولم يعقبوا على الأفكار أو يشتبكوا معها.

- يكشف الأفكار الفاسدة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وغيرها من تيارات الإسلام السياسى.. بتنويعاتها المتعددة.

- لا يختلف معه معارضوه فقط من كل تيارات الإسلام السياسى، ولكن أيضًا مؤيديه الذين لا يتحملون اجتهاداته المتقدمة، وقدرته على الحوار لأكثر الأسئلة الشائكة جدلًا وحساسية.

إجابات د.على جمعة وتصريحاته وتعليقاته ليست تقليدية، ولكنها جريئة وصادمة.. مما جعلها تبدو صادمة لكثير من المتابعين تسببت فى حالة من الجدل والانقسام، لم تقتصر فقط على رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بل امتدت كذلك إلى شيوخ آخرين.. تباينت آراؤهم بشأن ما قدمه المفتى الأسبق.

 نقطة ومن أول السطر..

توجيه الفكر المتطرف وتسلله للمجتمع المصرى منذ أكثر من نصف قرن.. ترتب عليه، الترويج لتفسيرات خاطئة لغالبية القضايا الدينية، وانتشر على أثرها الخطاب الدينى المتشدد الذى أدى إلى ترسيخ وجود عقليات أصولية متشددة ومتطرفة لا تؤمن بالرأى والحوار بقدر ما تؤمن بالحاكمية والطاعة.

تم الترويج لخطاب دينى.. بعيد تمامًا عن الوسطية الدينية المصرية، وانتشرت أفكار الرفض والمقاومة لكل ما هو معتدل فى مقابل التمسك بقضايا تم تصديرها باعتبارها ذات أصل دين رغم أنها قضايا اجتماعية إنسانية على غرار: ضرب الزوجة وتعدد الزوجات وتبرير العنف ضد المرأة والعنف الأسرى وتبرير استحلال نهب النفقة والميراث لصالح العقلية الذكورية التى ترتدى عباءة الدين زورًا وبهتانًا.

التجديد ليس فى الخطاب الدينى، ولن يكون. ولكن التجديد فى الفكر الدينى.

تجديد الخطاب الدينى هو مجرد تغيير فى المفردات اللغوية المتعلقة بالشئون الدينية، ولكن ما نحتاجه هو تجديد الأفكار التأويلية المستندة إلى تفسيرات دينية معينة.