الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. الشرق الأوسط: تحديات وفرص  فى ظل التطورات المتسارعة

الحقيقة مبدأ.. الشرق الأوسط: تحديات وفرص فى ظل التطورات المتسارعة

يشهد الشرق الأوسط تحولات جذرية على مختلف الأصعدة، بدءًا من الصراعات المسلحة والتطرف، مرورًا بالفساد السياسى والمالى والإدارى فى بعض من دوله وعدم الاستقرار السياسى فى بعض آخر، وصولًا إلى التطورات المتسارعة فى مجالات التكنولوجيا والاقتصاد.



 

وفى ظل أحداث جارية ومتلاحقة التطورات والتى تخرج فى بعض غير قليل منها عن سياق المنطق المعروف ما أدى إلى خلق عمليات من الشد والجذب التى لم تكن معروفة من قبل بل إن فيها ما كان يعد مستحيلًا. 

- الحرب فى أوكرانيا: ألقت الحرب بظلالها على استقرار المنطقة، حيث أدت إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز، ونقص الغذاء، وتزايد التوترات بين الدول العربية والولايات المتحدة.

- الصراع فى اليمن: استمرت الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وازدياد تدخلات الدول الإقليمية فى الصراع.

- التوترات بين السعودية وإيران: تصاعدت التوترات بين السعودية وإيران على خلفية الحرب فى اليمن، والبرنامج النووى الإيرانى، والتدخلات الإيرانية فى بعض من الدول سواء بالتأثير السياسى أو بالوجود المسلح - تراضيًا - فى بعض من الدول العربية.

- التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل حيث وقعت بعض الدول العربية اتفاقيات سلام مع إسرائيل، مما أثار جدلًا واسعًا حول تأثير اتفاقات التطبيع الجديدة - أبراهام -على قضية الصراع العربى الصهيونى. تأثير الأحداث الجارية على العلاقات الإقليمية والدولية:

- تزايدت التوترات بين عواصم صنع القرار العربى نتيجة مواقف الولايات المتحدة فى المنطقة، مثل دعم إسرائيل.

- تزايد التعاون بين الدول العربية والصين وروسيا بسعى عربى واضح وترحيب روسى متطلع إلى تعزيز التعاون مع الصين وروسيا فى ظل تراجع الدور الأمريكى فى المنطقة.

- أدت الحرب فى أوكرانيا إلى إعادة تقييم بعض الدول العربية لعلاقاتها مع إيران بإيمان جديد فى هدوء نسبى وخلق شراكات اقتصادية فعلية وتعاون فى مجالات السياسة والصناعات العسكرية.

 

 

 

- أدى التطبيع إلى تحسين العلاقات بين دول الخليج العربى وإسرائيل فى بعض المجالات، لكنه لم يؤد إلى خلق مسارات جديدة لحل قضية الصراع العربى الصهيونى بل أصبح أقرب إلى تطبيع مجانى بلا عائد يُنتظر وفى نظرة أخرى؛ عبئا لم يكن له ضرورة.

 البحر الأحمر

- التنافس بين القوى الإقليمية والدولية: ازداد التنافس على النفوذ فى البحر الأحمر مع تصاعد التواجد الصينى، وازدياد حدة التوتر بين السعودية وإيران، ناهيك عن التوترات الأمريكية- الإيرانية.

- التطورات الأخيرة: ألقت الحرب فى اليمن بظلالها على استقرار البحر الأحمر، مع تصاعد هجمات الحوثيين على السفن، بينما ساهمت اتفاقيات التعاون بين الدول العربية وإسرائيل فى إعادة تشكيل خارطة التحالفات فى المنطقة.

تأثير التطورات فى البحر الأحمر على استقرار المنطقة:

- زيادة التوترات بين القوى الإقليمية والدولية: قد تؤدى المنافسة على النفوذ إلى صراعات جديدة، بينما قد تشكل هجمات الحوثيين على السفن تهديدًا لحرية الملاحة فى البحر الأحمر.

- إعادة تشكيل خارطة التحالفات: قد تُفضى اتفاقيات التعاون بين الدول العربية وإسرائيل إلى تحالفات جديدة تُعيد رسم خارطة العلاقات فى الشرق الأوسط.

فلسطين

- استمرار الجمود فى العملية السلمية: لم تُحرز أى تقدم فى العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما أدى إلى تزايد مشاعر اليأس والإحباط.

- استمرار الاستيطان الإسرائيلى: واصلت إسرائيل توسيع الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، مما يُعيق إمكانية التوصل إلى حل الدولتين.

- إمكانيات التوصل إلى حل سلمى: لا تزال إمكانيات التوصل إلى حل سلمى قائمة، لكنها تتطلب تنازلات من كلا الطرفين.

هنا يجب أن نذهب إلى تقييم المخاطر فى ظل اتساع وتعدد دوائر الصراع فى المنطقة. 

- المخاطر السياسية:

- عدم الاستقرار السياسى فى العديد من الدول العربية.

- احتمال اندلاع صراعات جديدة.

- تصاعد التطرف والإرهاب.

- المخاطر الاقتصادية:

- ارتفاع أسعار النفط والغاز.

- نقص الغذاء.

- بطء النمو الاقتصادى.

- المخاطر الأمنية:

- انتشار الجماعات الإرهابية.

- سيطرة الميليشيات على بعض من دوائر النفوذ داخل بلادها.

- الحروب الأهلية.

- توقعات مستقبلية:

- من المتوقع أن تستمر الصراعات المسلحة فى المنطقة لسنواتٍ قادمة خاصة فى السودان الذى دخل قى ممر معتم يصعب الخروج منه أو الوصول لنهايته فى ظل الدعم الإقليمى الذى يقدم للأطراف المتصارعة. 

- من المتوقع أن تعود نزعات التطرف الدينى والطائفى فى المنطقة مرة أخرى وإعادة تشكيل لبعض الجماعات المسلحة خاصة فى سوريا وليبيا والسودان، مع الأخذ فى الاعتبار انتشار الفساد وعدم الاستقرار السياسى.

- ليس من المستبعد أن تُسهم التكنولوجيا الحديثة فى حل بعض التحديات الاقتصادية والأمنية التى تواجهها المنطقة خاصة فى ظل وجود أجيال جديدة من الشباب لديهم القدر الوافر من العلوم والتطلع لمستقبل مختلف للمنطقة.

المشورة التى ينبغى أن تُقدم لصانعى القرار هى:

- العمل على حل الصراعات المسلحة بأسرع ما يمكن من خلال الحوار والتفاوض دون فرض تدخلات متعلقة بمصائر الشعوب والتوقف الكامل عن تقديم أى دعم مادى أو لوچيستى لأى طرف.

- مكافحة التطرف من خلال نشر الوعى الدينى والثقافى وبخطط واضحة والتفريق بين الانفتاح الثقافى المُطلق بغير حساب وبين تثقيف الشعوب ودعم النشاط التوعوى والثقافى.

- محاربة الفساد من خلال إصلاحات جذرية سياسيا واقتصاديًا تلبى الحاجة والطموح للأجيال الجديدة. - الاستثمار فى التعليم والتكنولوجيا لتحسين مستقبل المنطقة مع التركيز على أبحاث تحلية مياه البحار والزراعة فى الصحراء وإنتاج الطاقة البديلة للنفط وتصنيع ماكينات الصناعة وبرامج تشغيلها.

- لا مجال لإضاعة فرصة التعاون الإقليمى سواء كانت عربية عربية أو بين مجمل دول العربية ودول الجوار (إيران وتركيا) على أن يتم ذلك دون النظر لمصالح ضيقة وخلافات مصطنعة وتوترات مستحدثة ومتعمدة.  خلاصة القول: يواجه الشرق الأوسط تحديات كبيرة، فيها عدم الاستقرار السياسى والصراعات المسلحة وجذور فكرية للتطرف والإرهاب اضافة لارتفاعات أسعار النفط والغاز وبالطبع نقص الغذاء مع بطء النمو الاقتصادى لكنه يمتلك أيضًا فرصًا واسعة وواضحة للتقدم مرهونة بوحدة الإرادة العربية.