الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. مدينة الرب

الحقيقة مبدأ.. مدينة الرب

من قال إن الله لم يضع كل شىء!!، فإن الإرادة التى لا تقهر، وتدبر للأخذ بالثأر والكراهية تجاه الظلم التى لا يخبو أوارها أبدًا، والشجاعة التى لا تخضع ولا تستسلم هى من خلق وإرادة الرب، أما أن تنثنى متوسلة للرحمة، على ركبتين ضارعتين، وتعظم من سلطان الظالم.. فهذا أمر دنىء حقًا هذا خزى وعار أنكى من أى هزيمة وأكثر ذلًا من أى سقوط.. ويبقى العقل والروح ولا سبيل إلى قهرهما.



النضال الفلسطينى ضد الاحتلال الإسرائيلى هو صراع معقد وطويل الأمد يعود تاريخه إلى ما قبل إنشاء الكيان الصهيونى عام 1948. وقد تميز الصراع بالعنف والنزوح وانتهاكات حقوق الإنسان من قوى الاحتلال ولكن دون محاسبة.

يكافح الشعب الفلسطينى من أجل حقهم فى تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة منذ أكثر من 100 عام، خلالها تعرض الفلسطينيون لمجموعة من السياسات الإسرائيلية التى قيدت حركتهم ووصولهم إلى الموارد والفرص الاقتصادية، ما أدى أيضًا إلى تدمير المنازل والشركات الفلسطينية، والنزوح القسرى لملايين من هذا الشعب صاحب الحق فى الأرض والحياة.

غالبًا ما يتم تأطير النضال الفلسطينى على أنه نزاع إقليمى بين قوميتين متنافستين وهو أمر غير صحيح بالمرة، فالفارق ضخم بين شعب وقومية وبين دين وطائفة تختلف مبررًا يبدو أخلاقيا! ومع ذلك، من المهم إدراك أن الصراع يتعلق بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطينى، الذى له كل الحق فى العيش بحرية فى وطنه، دون خوف من الاضطهاد أو العنف أو التهجير، كما أن لهم الحق فى تقرير المصير، الذى يعنى الحق فى اختيار حكومتهم ونظامهم السياسى.. ولعل النضال الفلسطينى مر بعدد من المحطات الرئيسية، بما فى ذلك:

 

نكبة 1948، التى أدت هزيمة العرب فيها إلى إنشاء دولة إسرائيل وتهجير ملايين من الفلسطينيين.

 

نكسة 1967، والتى أدت إلى احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والجولان.

 

الانتفاضة الأولى (1987-1993)، انتفاضة شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلى.

 

اتفاقيات أوسلو (1993 و1995)، التى أنشأت السلطة الوطنية الفلسطينية (السلطة الفلسطينية) وإطارًا لمفاوضات السلام، فيما عُرف بوديعة رابين.

 

الانتفاضة الثانية (2000-2005)، انتفاضة شعبية أخرى ضد الاحتلال الإسرائيلى.

 

حرب غزة 2006، والتى شهدت أول المواجهات المسلحة المباشرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

 

حرب غزة 2008-2009، صراع آخر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

إضافة إلى المئات من المشاهد المتفرقة للتوحش الصهيونى تجاه المدنيين الفلسطينيين. وكما أن النضال يحمل كل الشرف فإن له تأثيرا مدمرا على الشعب الفلسطينى. فقد تم تهجير ملايين الفلسطينيين من ديارهم، وتضرر اقتصاد الأراضى الفلسطينية بشدة. كما كان للصراع تأثير نفسى كبير على الشعب الفلسطينى، الذى عاش فى خوف وقلق لعقود… سواء كان فى الشتات أو فى الداخل، وعلى الرغم من التحديات التى يواجهونها، يواصل هذا الشعب النضال من أجل حقوقه المشروعة مدعومًا بحركة تضامن عالمية متنامية تدافع عن تقرير المصير الفلسطينى ووضع حد للاحتلال الإسرائيلى.

ولا يخلو الأمر من بعض التحديات الرئيسية التى يواجهها النضال الفلسطينى اليوم:

 

استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، مما يقيد حركة الفلسطينيين ووصولهم إلى الموارد.

 

الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، والذى كان له تأثير مدمر على الاقتصاد والوضع الإنسانى فى قطاع غزة.

 

المشروع الاستيطانى الإسرائيلى فى الضفة الغربية، وهو غير القانونى بموجب القانون الدولى ما يقوض احتمالات حل الدولتين.

 

الانقسامات الداخلية داخل الحركة الفلسطينية، والتى أضعفت الموقف الفلسطينى فى مفاوضات السلام لعقود طويلة.

إلا أنه ورغمًا عن هذه التحديات، يظل الشعب الفلسطينى ملتزمًا بالنضال من أجل تقرير مصيره وحقه فى إقامة دولته المستقلة.

وهو ما يدفع لإلقاء الكثير من المسئولية على المجتمع الدولى لدعم الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل حقوقه. وهذا يشمل الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية واحترام حقوق الشعب الفلسطينى. كما يجب على المجتمع الدولى تقديم الدعم للشعب الفلسطينى لبناء دولة مستقلة قابلة للحياة، ما لم يكن يرى أن الشعب الأفريقى فى دولة جنوب إفريقيا حين قدمت لها أوروبا كل الدعم لإنهاء سياسات الفصل والاضطهاد العنصرى، افضل من الشعب الفلسطينى، أو أن مناصرتهم لنظام زيلنسكى فى أوكرانيا هو فرض عين أما الالتفات لحق الفلسطينيين التاريخى والأبدى فليست له أهمية.

دعم مصر للشعب الفلسطينى هو منارة أمل فى زمن الظلام.

فقد لعبت مصر دورًا محوريًا وحيويًا فى دعم نضال الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال الإسرائيلى منذ البداية. لطالما كانت مصر من أوائل الدول العربية التى دعمت القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية، واتخذ دعمها أشكالًا عديدة، بما فى ذلك:

 

الدعم السياسي: استخدمت مصر ثقلها الدبلوماسى للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية واحترام حقوق الشعب الفلسطينى. كما كانت مصر صوتًا رائدًا فى الدعوة إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلى الفلسطينى.

 

الدعم المالى: قدمت مصر مليارات الدولارات من المساعدات المالية للشعب الفلسطينى. وقد ساعدت هذه المساعدات فى دعم السلطة الوطنية الفلسطينية وتوفير الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة وتمويل مشاريع التنمية فى الأراضى الفلسطينية.

 

الدعم العسكرى: قدمت مصر تدريبات عسكرية ومعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية. وقد ساعد هذا الدعم السلطة الوطنية الفلسطينية فى بناء قواتها الأمنية والدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإسرائيلية.

الوساطة: لعبت مصر دورًا رئيسيًا فى الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين. استضافت مصر العديد من جولات محادثات السلام بين الجانبين، وساعدت فى التوسط فى عدد من وقف إطلاق النار وغيرها من الاتفاقيات.

كان دعم مصر للشعب الفلسطينى ثابتًا، حتى فى مواجهة التحديات الكبيرة. على سبيل المثال، حافظت مصر على دعمها للفلسطينيين خلال حرب أكتوبر عام 1973، على الرغم من أن ذلك أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. كما استمرت مصر فى دعم الفلسطينيين خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993) والانتفاضة الثانية (2000-2005)، على الرغم من العنف وعدم الاستقرار اللذين جلبتهما هاتان الفترتان.

 

فى عام 1988، اعترفت مصر بدولة فلسطين، وهى منذ ذلك الحين صوت رائد فى الدعوة إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلى الفلسطينى.

 

فى عام 2000، استضافت مصر قمة كامب ديفيد، التى جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود باراك والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات فى محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام. على الرغم من أن القمة لم تتوصل إلى اتفاق، إلا أنها تظل واحدة من أهم الجهود لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.

فى عام 2007، لعبت مصر دورًا رئيسيًا فى التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بعد حرب غزة.

فى عام 2011، استضافت مصر اتفاق القاهرة، الذى جمع الفصائل الفلسطينية فتح وحماس فى محاولة لرأب الصدع بينهما. أدت الاتفاقية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنها لم تستمر طويلًا.

فى عام 2014، لعبت مصر دورًا رئيسيًا فى التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بعد حرب غزة.

فى عام 2017، استضافت مصر قمة شرم الشيخ، التى جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس فى محاولة لإحياء عملية السلام. ومع ذلك، فشلت القمة فى التوصل إلى أى نتائج ملموسة.. يعتمد دعم مصر للشعب الفلسطينى على عدد من العوامل، بما فى ذلك:

التضامن العربى: مصر ملتزمة بالقضية العربية، وترى أن النضال الفلسطينى جزء أساسى من تلك القضية. تعتقد مصر أن للشعب الفلسطينى الحق فى تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة.

التضامن الإسلامى: مصر دولة ذات أغلبية مسلمة، وترى أن النضال الفلسطينى هو نضال ضد الاحتلال الإسرائيلى للمقدسات الإسلامية فى القدس. تعتقد مصر أن للشعب الفلسطينى الحق فى العبادة بحرية فى مقدساته.

الأمن الإقليمى: تعتقد مصر أن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى يشكل تهديدًا رئيسيًا للأمن الإقليمى. تعتقد مصر أن حلًا عادلًا ودائمًا للصراع أمر ضرورى للسلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.

إن الدور المحورى والحيوى لمصر فى دعم نضال الشعب الفلسطينى ضرورى للقضية الفلسطينية. فإن ما قدمته مصر من الدعم السياسى والمالى والعسكرى والوساطى كان وسيظل هو الركيزة الأساسية التى يقف عليها الفلسطينيون لمواصلة نضالهم من أجل الحرية والاستقلال إضافة إلى ما لم يتحدث عنه الكثيرون حول ما قامت به الصحافة والحركة الثقافية المصرية فى زيادة الوعى بالقضية الفلسطينية وبناء الدعم للشعب الفلسطينى حول العالم.

فى زمن الظلام واليأس، كانت مصر حاضرة وحاضنة للشعب الفلسطينى فاعتبرتها المقاومة منارة أمل. إن التزام مصر الثابت بالقضية الفلسطينية هو شهادة على التزامها بالعدالة والسلام وحقوق الإنسان الساعى فى نضاله من أجل الحرية والاستقلال.

ولعل خلال عشر سنوات من حكم الرئيس السيسى كان فيها من الدعم الواضح بل والإصرار الكامل والسعى الحثيث لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على أراضيها ولاجل شعبها.

عَمِل السيسى بلا كلل منذ عام 2014 لمنح الفلسطينيين الحق فى إقامة دولتهم مستخدمًا ثقل مصر السياسى وثقله الدبلوماسى للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية واحترام حقوق الشعب الفلسطينى. كما قدم مساعدات مالية وعسكرية للسلطة الوطنية الفلسطينية، ولعب دورًا رئيسيًا فى الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين ومن أبرزها: 

التوسط فى وقف إطلاق النار فى غزة عامى 2014 و2021: حيث لعب السيسى دورا رئيسيا فى الوساطة فى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس عامى 2014 و2021. ساعدت هذه الهدنة على وقف العنف وجلب الإغاثة الضرورية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.

تقديم مساعدات مالية وعسكرية للسلطة الوطنية الفلسطينية: فقدمت مصر المليارات فى شكل المساعدات المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية وهى ما أسهمت فى دعم ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية وتوفير الخدمات الأساسية للشعب الفلسطينى. كما قدمت مصر تدريبات عسكرية ومعدات لقوات الأمن التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية.

الدعوة إلى حل الدولتين: دعا السيسى فى كافة خطاباته السياسية سواء فى الداخل المصرى أو امام الشعوب العربية أو فى المحافل الدولية باستمرار إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع العربى الصهيونى. وقد دعا إسرائيل بوضوح إلى إنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية والسماح للشعب الفلسطينى بإقامة دولته المستقلة.. لم يتزعزع دعم السيسى للقضية الفلسطينية، حتى فى مواجهة التحديات الكبيرة. على سبيل المثال، واصل السيسى دعم الفلسطينيين على الرغم من رفض إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية أو السماح للشعب الفلسطينى بإقامة دولته المستقلة. كما واصل السيسى دعم الفلسطينيين على الرغم من أن السلطة الوطنية الفلسطينية طالتها اتهامات الفساد وسوء الإدارة.

حظيت جهود السيسى لدعم القضية الفلسطينية بإشادة العديد من القادة العرب والمسلمين، بل أوروبا والولايات المتحدة.

فى ظل كل ما سبق يجب أن نصل إلى تحليل منطقى للنتائج المترتبة عن عملية طوفان الأقصى. 

ولأن الحرب نتائج اقتصادية فإن آثار طوفان الأقصى السلبية على الاقتصاد الإسرائيلى سريعة ووخيمة.

يواجه الاقتصاد الإسرائيلى مجموعة من التأثيرات السلبية نتيجة طوفان الأقصى، وتشمل هذه التأثيرات:

انخفاض السياحة: وهى أحد القطاعات الرئيسية للاقتصاد الإسرائيلى، وتمثل أكثر من 5 من الناتج المحلى الإجمالى، أدى طوفان الأقصى إلى انخفاض حاد فى السياحة، حيث سيمتنع السياح عن السفر إلى بلد تشهد عنفًا شديدا وخطرًا داهما فضلًا عن عدم الاستقرار السياسى والعسكرى، ما يؤدى بشكل كبير وواضح إلى فقدان الوظائف وإغلاق الشركات.

زيادة الإنفاق الدفاعي: اضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى زيادة الإنفاق الدفاعى استجابة لطوفان الأقصى. وقد أدى هذا إلى تحويل الموارد بعيدًا عن قطاعات أخرى من الاقتصاد، مثل التعليم والرعاية الصحية وهو ما سينتج عنه موجات واسعة من الهجرة العكسية.

أضرار البنية التحتية: تسبب طوفان الأقصى فى أضرار بالبنية التحتية فى كل من إسرائيل والأراضى الفلسطينية بطبيعة الحال. وستتطلب هذه الأضرار إصلاحات، مما سيكلف الحكومة الإسرائيلية الكثير مما قد يؤدى إلى بعض الخلل فى الاحتياطات المالية.

انخفاض النشاط الاقتصادي: خلق طوفان الأقصى مناخًا من عدم اليقين وعدم الاستقرار. وقد أدى هذا إلى انخفاض فى النشاط الاقتصادى وخسائر ضخمة فى البورصة، حيث سيتردد رجال الأعمال فى الاستثمار ويتردد المستهلكون فى الإنفاق. وقد يؤدى هذا إلى زيادة معدلات البطالة، خاصة فى قطاع السياحة.

بالإضافة إلى التأثيرات المذكورة أعلاه، فإن طوفان الأقصى له أيضًا تأثير سلبى على الاقتصاد الإسرائيلى من خلال القنوات التالية:

تعطيل التجارة: أدت الحرب الحالية إلى تعطيل التجارة بين إسرائيل والأراضى الفلسطينية، وبين إسرائيل واغلب شركائها التجاريين. وقد جعل هذا من الصعب والأكثر تكلفة على الشركات الإسرائيلية تصدير واستيراد السلع.

زيادة أقساط المخاطرة: أدت عملية طوفان الأقصى إلى زيادة أقساط المخاطرة على الأصول الإسرائيلية، مثل السندات والأسهم. وقد جعل هذا من الصعب والأكثر تكلفة على الشركات الإسرائيلية اقتراض المال، وقاد إلى انخفاض قيمة الاستثمارات الإسرائيلية.

هجرة الأدمغة: تلعب الحرب الأخيرة دورًا كبيرا أيضًا فى هجرة الأدمغة من إسرائيل، حيث يغادر العمال المهرة ورجال الأعمال بل والعلماء البلاد بحثًا عن المزيد من الاستقرار والفرص. وهذا من شأنه أن يقوض الاقتصاد الإسرائيلى بشكل أكبر.

طوفان الأقصى هو نزاع معقد له عدد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد الإسرائيلى.

ستحتاج الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات واسعة ومكلفة لتخفيف الآثار الاقتصادية للنزاع، ودعم قطاعات الاقتصاد الأكثر تضررًا. وهو الأمر الذى يبدو مستحيلا على المدى القصير.. مستقبل الحرب الحالية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى، المعروفة باسم طوفان الأقصى، غير مؤكد. فهناك عدد من العوامل التى يمكن أن تؤثر على مسار الصراع، بما فى ذلك:

قوة وتصميم المقاومة الفلسطينية.

مستوى الرد العسكرى الإسرائيلى.

رد فعل المجتمع الدولى على الصراع.

إذا تمكنت المقاومة الفلسطينية من الحفاظ على زخمها الحالى، ولم تتمكن إسرائيل من تحقيق نصر حاسم، فقد يستمر الصراع لفترة طويلة نوعيا وهو ما لا يرجوه الاحتلال نظرا لتكلفته الباهظة على كل المستويات وليس الاقتصاد فقط اما الجانب الفلسطينى فقد اعتاد مثل هذه الأمور حتى باتت وكأنها جزء من مجريات حياته اليومية، لا سيما وانه يمكن أن يؤدى ايضًا إلى أزمة إنسانية فى الأراضى الفلسطينية، كما سيؤثر كثيرا على استقرار المنطقة.

ومع ذلك، إذا تمكنت إسرائيل من تحقيق نصر حاسم، عن طريق الدعم الغربى والمساعدات الأمريكية فقد ينتهى الصراع بسرعة، إلا أنه سيأتى بثمن باهظ للشعب الفلسطينى، ولن يعالج الأسباب الجذرية للصراع وهو ما سيؤدى إلى اندلاع حروب جديدة وفى اقرب وقت.

يبقى أن رد فعل المجتمع الدولى على الصراع مهم أيضًا، خاصة إذا اضطلع بمسئولياته السياسية والإنسانية تجاه الفلسطينيين وبنفس ذات المكيال والمعيار الذى يتعامل به مع الحرب الروسية الاوكرانية، فإن تمكن من الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية واحترام حقوق الشعب الفلسطينى، فقد يساعد ذلك فى تحقيق سلام دائم، وقل هذا هو الحلم البرتقالى الذى ننتظره كعرب، إذ أن المجتمع الدولى لن يعمل فى هذا الاتجاه على الأقل خلال سنوات قادمة وهو ما يؤهل إلى أن يستمر الصراع إلى أجل غير مسمى.

على جانب آخر بين هرولة عربية لتطبيع غير مبرر وعنجهيات عربية أخرى لا يوجد لها أساس ولا يدعمها التاريخ، تفتقد قضية الصراع لموقف عربى موحد، محملا بقرارات واضحة وفاعلة تجاه اسرائيل والولايات المتحدة.

بشكل عام، مستقبل طوفان الأقصى غير مؤكد. هناك عدد من العوامل التى يمكن أن تؤثر على مسار الصراع الأقدم تاريخيا، ومن الصعب جدا التنبؤ بكيفية انهائه، الأكيد أنه لا مهرب من حل سلمى سياسى وعاجل برعاية ومشاركة مصرية.