الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل يمتلك هذا الفنان «بالفعل» مشروعـًا غنائيـًا؟ الدنيا إيه؟!.. حتى لا يفقد «ويجز» بريقه

أخيرًا وبعد غياب صدر لمغنى الراب الشاب «ويجز» أغنية جديدة، أقول بعد غياب لأن الفترة الزمنية بين أغنيته الأخيرة (الدنيا إيه)، و(أميرة)، مدة تزيد على عشرة أشهر.



أغنية (أميرة) صدرت فى 25 أغسطس 2022، والأغنية التى سبقتها (بعودة يا بلادي) صدرت فى 19 مارس 2022، وهنا أتحدث عن إصداراته الرسمية التى صدرت على قناته بموقع «يوتيوب»، وحتى لو احتسبنا أغنيته الصادرة بالتزامن مع كأس العالم الأخير (عز العرب)، سنتأكد أن «ويجز» أصبح مقلًا للغاية فى إصداراته الفنية.

 

ولأن لكل زمان قواعده، فأصبح السائد فى هذا الزمان هو إصدار الأغانى بشكل متتابع ومكثف كى يستمر الفنان فى ذاكرة الجمهور، وأكبر دليل على ذلك إصدارات «عمرو دياب» المنفردة، وهو ما يفعله أغلب الفنانين المتواجدين على الساحة، بل إننا أصبحنا لا نرى «ألبومات غنائية» بمفهومها القديم، ربما كان فريق «كايروكي» هو صاحب الألبوم الأبرز فى السنوات الماضية (روما)، ورغم ذلك لا يتوقف مغنى الفريق «أمير عيد» عن الغناء سواء فى الإعلانات، أو فى المسلسلات كما حدث فى مسلسل (ريفو)، وهو ما يؤكد خطورة أن يبتعد الفنان عن جمهوره لفترات طويلة، خاصة اذا لم يكن صاحب مشروع «غنائى» مكتمل المعالم!

ومن هنا يأتى السؤال؟ هل «ويجز» فنان لا يمتلك مشروعًا غنائيًا مكتمل المعالم؟

فى وجهة نظرى الشخصية، لا.

أغنية (البخت) التى صدرت لـ«ويجز» فى 26 فبراير 2022 وهى أنجح أغانيه من حيث المشاهدات والانتشار بواقع أكثر من 212 مليون مشاهدة، ربما بسبب محتواها الفنى، وربما بسبب ارتباط الأغنية بمشروع عاطفى لـ«ويجز» مع إحدى الفنانات كما يزعم جمهوره، وانشغال المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعى بالحديث عن هذا الأمر، ساهم وبلا شك فى زيادة عدد مشاهدات الأغنية.

هذا النجاح المدوى جعل «ويجز» يحاول استنساخ نفس التجربة فى أغنية (أميرة)، ولكنها لم تحقق نفس النجاح المرجو، فلم تصل نسب مشاهدتها إلى 16 مليون مشاهدة، ورغم ذلك يظل «ويجز» فعلًا أكثر «رابر» مصرى مسموعًا.

ولكن فى حقيقة الأمر، «ويجز» تحول بشكل يجعله نجمًا من نجوم الـ«بوب»، وأصبحت أغانيه تميل إلى الطابع العاطفى، بل إن حماسه أثناء الغناء أصبح يتلاشى، ولم يعد يغنى بنفس القوة التى ظهر بها على الساحة كمغنى راب.

ربما تكون المسئولية الجماهيرية هى السبب الرئيسى فى تغير منهج «ويجز» الغنائى، لأنه أصبح يدخل البيوت، ويظهر على شاشاتها، وتسعى الشركات الإقليمية الكبرى لأن يكون هذا الشاب المصرى وجهتها.

وكل هذا يتعارض بشكل واضح مع ثقافة موسيقى الـ«راب» المعتمدة بشكل رئيسى على هجاء الآخرين، وعدم الالتزام بالضوابط التى ربما يراها البعض «أخلاقية».

كل هذه العوامل ربما هى التى جعلت «ويجز» يصدر أغنيته الأخيرة (الدنيا إيه) كمحاولة منه لمغازلة جمهوره الأصلى، جمهور الراب، حيث إن الأغنية تتحدث عن تحدى الآخرين، بل إن «ويجز» وصف مغنيي الراب المتواجدين على الساحة بـ«الجراوى» أى الكلاب الصغيرة، وقال أيضًا فى مقطع من الأغنية «أنا ع المارد الألمانى»، وفى أوساط الراب يلتصق لقب الألمانى بـ«مروان موسى»، وفى مقطع ثالث قال ويجز «زميلى حسدونى على سر الخلطة»، وربما يكون المقصود بهذا المقطع الرابر «أبو الأنوار» صاحب الحملة الإعلانية الأخيرة لأشهر مطعم يقدم الدجاج المقلي ويعتمد فى شعاره على كلمتين «الخلطة السرية»، خاصة أن «أبو الأنوار» قد سبق له الإشارة إلى «ويجز» فى أغنية (شواكيش) عندما قال «تجار حرام.. بجد ياض كافحت»، علمًا بأن «ويجز» كان له أغنية بعنوان (تجار حرام)!

وكل هذا يعرف بأسلوب «النكش»، حيث يقوم كل «رابر» بهجاء زملائه بشكل غير مباشر، ليقوم زميله بالرد عليه، ويقوم الجمهور بالمقارنة بينهما، وهكذا!

ولكن «ويجز» نفسه عندما كان يفعل ذلك فى أغانيه «القديمة» كانت كلماته أجرأ بكثير، وكان حماسه واضحًا فى كل حرف ينطق به، عكس ما حدث فى أغنيته الأخيرة (الدنيا ايه) التى من المؤكد أنه إن لم يتفاعل معها أحد من زملاء «ويجز» بعد عودته لـ«النكش»، سينتهى أمر الأغنية بالنسيان!

«ويجز» شاب متميز ويسعى للتفرد، ولكن بمراجعة مواضيع أغانيه الأخيرة سنكتشف أن عددها قليل، بمقارنة بما يفعله باقى زملائه فى نفس الوسط، وهو ما يحرمه من أهم شيء ربما يكون هو فى احتياج له، ألا وهو التعلم من تجاربه الغنائية، فعدد أغانيه القليلة، يحرمه من استماع الآراء النقدية على أعماله، ويحرمه أيضًا من اختيار الموضوعات التى يفضل جمهوره التفاعل معها بكثافة، ويصبح المغنى كما يقول المثل «على عماه»، وعندما يحب العودة لمدرسته القديمة، تكون عودته باهتة تفتقد البريق الذى كان يتمتع به من قبل، مثل أغنيته الأخيرة (الدنيا إيه)؟!