الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. أبومازن بين الواقع الافتراضى والفانتازيا السياسية

الحقيقة مبدأ.. أبومازن بين الواقع الافتراضى والفانتازيا السياسية

لا أحد له الحق فى المزايدة على وطنية شخص أو حبه لوطنه وإخلاصه لقضيته، ولكن للجميع الحق فى المناقشة المرتابة وليست المتشككة فى ترتيب الأولويات بين الوطنية العامة والشخصية الفردية، وما بين ترتيب الأولويات وجدوى الخطوات أو حتى إيقاعها نجد لمقولة ويليام شكسبير وقعا منطقيا لتموضع قضية الصراع العربى الصهيونى فى ذهنية الرئيس الفلسطينى «محمود عباس» أبو مازن؛ أهو ذلك التباطؤ الشديد فى وضع إطار واقع للتفكير فى حل القضية أم هو تسرع مخيف فى خلق وضع سياسى (الدولة غير كاملة العضوية ) لم يصل بالجميع إلى هدف منشود أو حتى آمال عظيمة قد تجد من يحولها إلى واقع ملموس.



أبو مازن ليس من رجال الكفاح والنضال المسلح ضد الاحتلال الصهيونى لبلاده ولا تاريخ له فى ذلك وهو لا يدعى ذلك؛ إلا أنه أيضا ليس من رجال التفكير والتنظير وحتى التحليل أو التفاوض بمعناه الحقيقى؛ فرغم مشاركته فى فرق التفاوض الفلسطينية إلا أنه لم يكن صاحب دور حقيقى بل إن الحرص على وجوده كان نابعا من اقتناع «ياسر عرفات» أبو عمار بأن للرجل علاقات جيدة بالمفاوض الأمريكى والإسرائيلى على حد سواء نظرًا لتصريحاته الدائمة بأنه من أنصار المقاومة السلبية ومن الرافضين لحمل السلاح فى وجه الاحتلال مما يخلق ارتياحا لدى الجانب الإسرائيلى والأمريكى عند وجوده حتى وإن لم ينطق الرجل!!

ولم يكن غريبا على الإطلاق أنه مع بداية عام 2003 وباتفاق بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية على عدم مُواصلة المُفاوضات مع عرفات سطع نجم عباس كبديل براجماتى لعملية التّفاوض خاصة وأن المؤهل للتّفاوض عوضًا عن عرفات مثل مروان البرغوثى هو اسير فى السّجون الإسرائيلية تعلو فجأة نغمة غربية تطالب برجل مرن يُعيد إحياء عمليّة التفّاوض!! وبعلاقة صداقة بينى وبين أو عمار استمرت لأكثر من 30 عاما أعلم جيدًا أن ضغوطا شديدة مورست عليه حتى يقوم بتعيين عباس كرئيس للوزراء، علما بأن عرفات كان من الرافضين حتى لفكرة منصب رئيس وزراء إلا أنّه قام بذلك على مضض عسى أن يعطى ذلك الأمر إشارة جيدة على مرونة عرفات فى وقت كان الأجدر به الإصرار على مواقفه، ولأن أبومازن رجل يمتلك ذكاء لا ريب فيه فقد أجاد صناعة صراع سلطوى بينه وبين أبو عمار حول الصّلاحيات والنّفوذ حرص على أن يطفو الصراع إلى السطح ويظهر للعلن، وألمح أنّه سيستقيل من منصبه إن لم تتوفر له صلاحيات رئيس الوزراء، إلى أن واجه برلمان السلطة بتلك الحقيقة، ومقدمًا استقالته من منصبه، فى خطوة كان يعلم نتائجها بدقة وهى أن وجّهت وشنطن ولندن اللّائمة لأبو عمار لتجاهله منصب رئيس الوزراء وحكومته ومن هنا كانت نهاية آخر فصول وحدة الصف الفلسطينى وبداية المشهد الأول من الفصل الأول لمسرحية عالمية بالمعنى الكامل تحت عنوان «دولة ال لا دولة.. ملهاة سياسية».

 الأسئلة التى ننتظر إجابتها من أبو مازن:

1 - هل وصل بما يحب أن يسميه الإرهاب الدبلوماسى إلى أمل واحد من أحلام الفلسطينيين ؟!

2 - هل رفضه وإدانته للمقاومة الفلسطينية ووصفه العمليات الفدائية بالإرهاب - تصريحات سابقة للقناة الثانية الإسرائيلية وجريدة يديعوت أحرونوت وشبكة أوربت - ساعدت فى وقف أو تحجيم الاستيطان الصهيونى الذى زاد فى فترة ولايته إلى 5 أضعاف عشية وفاة عرفات؟!

3 - لماذا لا يستخدم أبو مازن ورقة حق العودة الفلسطينية واستعادة الملكيات المنهوبة للضغط على واشنطن.

4 - لماذا لا يعمل أبو مازن مع جماعات الضغط السياسى فى أوروبا لخلق رأى عام عالمى يطالب بحق العودة واستعادة الملكية.

5 - هل يخشى أبومازن من خروج مروان البرغوثى.

6 - لماذا لم يَعُد فاروق قدومى «أبو اللطف» إلى فلسطين ولماذا رفض أن يتولى أبو مازن السلطة؟!

إجابات أبو مازن ستنير الطريق إن كانت واضحة ومباشرة دون مواربات معتادة أو أسلوبه المذهل فى الرد مهاجما المتسائلين حتى ينأى بنفسه عن الإجابة؛ هنا نأتى لما بعد الإجابات ألا يرى أبو مازن أنه يعيش واقعا افترض فيه أن الحل بيد واشنطن فى حين أن الحل بين القدس والقاهرة ورام الله إن أراد، وظن أن عقلية رجل الأعمال قد تساوى دهاء السياسى واعتبر أن شرف المحارب لا قيمة له طالما أن هناك من يدفع عنه الأذى!! تلك هى حالة الفانتازيا التى تدور فى مخيلة السيد محمود عباس وعلى أساسها غير المكتمل شكل واقعه الافتراضى تماما كما يظن مستخدم التواصل الاجتماعى أنه يغير العالم ويصيغ السياسات ببضع تغريدات أو كمثل أولائك الذين يشترون أراض ومساحات من الدول والقارات على الميتا ڤيرس.

(أكوان فوقية) لا محل لها من الوجود

هل أحب أبو مازن.. هل تباطأ.. هل تسرع..

أم تراه نسى لا تناسى؛ الأكيد أن أبو مازن فى تركيا بدلا من أن يسارع إلى العلمين..

تحيا مصر.