الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أسئلة مشروعة فى اليوم العالمى للتعليم

أسئلة مشروعة فى اليوم العالمى للتعليم

تحت شعار «عودة التعليم لمساره الطبيعى واستعادة نشاطه» احتفل العالم منذ أيام وبالتحديد فى 24 يناير الجارى باليوم العالمى للتعليم، يأتى الاهتمام الدولى بالتعليم هذا العام من خلال منظمة اليونسكو - المعنية بالتربية والعلم والثقافة- بعد انتشار جائحة كورونا التى تسببت فى غلق أغلب المؤسسات التعليمية أبوابها، ما نتج عنه خلل كبير وفجوة واضحة في العملية التعليمية في أنحاء العالم كله، الأمر الذى يستدعى بذل الجهود والتكاتف لاستمرار التعليم واستعادته لسابق عهده.



وترى اليونسكو أنه رغم أن التعليم لم يتوقف تماما ولكن عودته بشكله المعتاد والطبيعي أمر ضرورى لصالح الجيل الحالي ومن أجل الأجيال القادمة أيضا، ولكن كيف تم تحديد يوم للاحتفال بالتعليم سنويا؟، في 3 ديسمبر عام 2018، اختارت الجمعية العمومية للأمم المتحدة 24 يناير من كل عام يومًا دوليًا للتعليم، ودعت دول العالم للاحتفال به سنويا، وذلك تأكيدًا على أهميته في تحقيق التنمية والسلام في العالم، ومن أجل تدعيم خطوات توفير التعليم الجيد والشامل للجميع على حد سواء دون أي تمييز، وحددت الهدف من هذا الاحتفال السنوى بأن التعليم وسيلة ضرورية وشرط أساسى لتحقيق خطة التنمية المستدامة التى تبناها المجتمع الدولي عام 2015، ولهذا تهدف الأمم المتحدة ومعها منظمة اليونسكو التابعة لها من خلال هذا اليوم إلى العمل على توفير فرصة التعلم الجيد والشامل فى كل الدول، باعتباره اللبنة الأولى لبناء مجتمعات قوية تستطيع الصمود في مواجهة التحديات.. بجانب العمل على تحسين جودة ومستوى التعليم بمختلف مراحله، وحماية حقوق الطلاب والكوادر التعليمية على حد سواء.

كما يهدف اليوم العالمي إلى إلقاء الضوء على الفقر، حيث يلاحظ الارتباط الوثيق بين الأمية والفقر، ما يعطى أهمية كبيرة للتعليم فى خلق فرص العمل كخطوة أولية للقضاء على هذا الداء والتقليل من آ  ثاره على المجتمعات المختلفة، ولكن ماذا نفعل فى التعليم حتى انتهاء الجائحة وعودة الأمور  إلى سابق عهدها؟

ترى اليونسكو أن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي جعلا من عملية التعليم عن بعد أمرًا ممكنًا، لذا يعتبر وجوده مطلبًا ضروريًا في ظل هذه الظروف، ولكن ماذا عنا نحن فى هذا اليوم الدولى؟ وهل نستطيع القيام بما هو مطلوب منا للمساهمة فى عودة التعليم لسابق عهده وزيادة جودته كما تأمل اليونسكو؟، لعل الاحتفاء بهذا اليوم عالميا فرصة لمناقشة وضع ومستقبل التعليم فى مصر، وإذا كانت هناك أفكار وجهود لتحديث العملية التعليمية، مثل تطوير المناهج، واتجاه الحكومة مؤخرا لحل مشكلة نقص المدرسين والذى يصل إلى ما يقرب من 300 ألف معلم، حيث أعلنت عن نيتها تعيين 30 ألف مدرس كل عام على مدى الخمس سنوات القادمة، إلا أن هذا الإجراء لن يكفى لسد العجز بأكمله، حيث لن يتجاوز عدد المعينين 150 ألفا، أى نصف ما تحتاجه المدارس، كما أن هناك العديد من الأسئلة المطروحة، مثل هل سيتم تدريب المعلمين الذين سيتم تعيينهم على المناهج الجديدة قبل قيامهم بالتدريس؟ أم نتركهم يجربون فى أطفالنا ويتعلمون فيهم؟، وهل لدينا خطة لتدريب المدرسين القدامى حتى يواكبوا التطوير المنشود؟، وإذا كان لدينا مناهج جديدة متطورة مثل منهج الصف الرابع الابتدائي والذى أثار كثيرا من اللغط بين أولياء الأمور، فهل لدينا من يستطيع تدريسه وإيصاله للتلاميذ الصغار؟ أيضا هل لدى الوزارة خطة محددة للقضاء على نقص المدارس والفصول وتكدس التلاميذ داخلها وهو ما يعوق فهمهم واستيعابهم ويعرقل المدرس عن أداء دوره كاملا؟ وكيف نستطيع القضاء على مشاكل تعطل وبطء الإنترنت فى المدارس حتى نستطيع مواكبة التعليم العصرى؟ هذه أسئلة مشروعة يجب عدم تجاهلها من أجل مستقبل أولادنا، وإذا أردنا حقا تطوير التعليم.