الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المستحيل ليس مصريًا اسألوا الرجال عن العاشر من رمضان

المستحيل ليس مصريًا اسألوا الرجال عن العاشر من رمضان

مصر دائمًا عظيمة.. والرصاصة لا تزال فى جيبنا



 

الصبر الاستراتيجى.. حمل الأمانة ومسئولية القرار طريق النصر

 

لا تعرف الإنسانية اختبارًا قاسيًا مثل اختبار الحرب والسلام.. وكلاهما قرار وإرادة وكلاهما لا يفرضهما الضعفاء وكلاهما أيضًا لا مجال للحديث عنهما دون (امتلاك القدرة).. وامتلاك القدرة من أجل الحرب عمل مُضنٍ، ولكن امتلاك القدرة من أجل فرض السلام واحترامه أثبتت الأيام أنه أكثر صعوبة، ومن هنا استقر عنوان (الرصاصة لا تزال فى جيبنا) مع كل قراءة وحديث عن نصر أكتوبر هنا على صفحات مجلة «روزاليوسف»، وهو العنوان الذى صَكّه فارس الكلمة صانع الحب والحرية الكاتب الكبير «إحسان عبدالقدوس» أيقونة «روزاليوسف» ومؤسّس مَدرستها فى النقد السياسى عندما عنون به إحدى إبداعاته الخالدة وهى (الرصاصة لا تزال فى جيبى).

 

ولعل ما أحوجنا الآن إلى الحديث عن نصر حرب العاشر من رمضان.. نصر أكتوبر المحفور بمداد العزة على جبين كل مصرى.. والحديث منطلقه ليس فقط إحياء ذكرى وطنية غيرت الدنيا وعدّلت مسارها واستردت كبرياء الأمّة المصرية بالثأر لسيادة ترابها الوطنى.

 ولكن لكى نقرأ.. كيف جاء النصر؟ كيف هزمت هذه الأمة كل شىء عندما أرادت؟ هزمت العَوز.. هزمت فارق القدرات.. هزمت التوازنات الدولية فى فترة استقر فيها اتفاق ضمنى بتجميد الوضع فى الشرق الأوسط بسياسة «لا حرب ولا سلم».. فى إطار لعبة التوازنات الدولية بزمن الحرب الباردة.

كيف حققت مصر المعجزة؟ لمجرد أنها وثقت فى نفسها وكيف حوّل الرئيس «السادات» التركة البائسة الملعونة بعار الهزيمة.. إلى فخر لن ينتزع من هذه الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

أغلب الكُتّاب لا يجدون صعوبة فى كتابة لحظات الحزن والوجع بينما يختبر قلمهم فى وصف مشاعر الفرحة وما تداعب به النفس الإنسانية وهذا النمط فى سيناريوهات السينما.

أمّا فى دفاتر التاريخ وحياة الشعوب فالسيناريو معكوس.. القلم يقود صاحبه فى الكتابة عن النصر ويختبره فى الكتابة عن الهزيمة ولعنتها.

 لعنة هزيمة يونيو 1967 لا توصف، وفى معرفة الدرس كاملاً استيعاب لعظمة الشخصية المصرية وقدرتها على تحقيق المعجزات بغض النظر عن مَن يعتقد أن زمن المعجزات انتهى.

 

 

لعنة الهزيمة.. كان كبتُها وكآبتُها ويأسُها تحجب الأوكسجين عن رئة وطن بأكمله، تحجب الرؤية لا أحد يريد أن يصدق ما جرى.. كابوس يطارد كل حى ويؤلم الأموات فى مثواهم.. جعل الله قسوة هذه الأيام فى ميزان حسنات من عاشها.

بصيص من الأمل حضر مع بطولات حرب الاستنزاف.. يقين أطاح بالشك فى قدرة المقاتل المصرى مع إعلان أنباء معركة «رأس العش» ومن بعدها بدأت الروح مترددة تعود تارة مع كل عملية وخبر فى حرب الاستنزاف التى شهدت أعمالاً بطولية لم تأخذ حقها فى التوثيق والمعرفة حتى الآن.. ولولا ما كتبه المراسلون العسكريون حينها وفى مقدمتهم الأستاذ «جمال الغيطانى» الذى عرّف كل الأجيال بأسطورة «إبراهيم الرفاعى».. وأصبح أيقونة للبطولة ولا تستغرب أنه كان المثَل الأعلى لأيقونة أخرى اسمه الشهيد البطل «أحمد منسى».

ولكن الروح التى تزرعها بطولات حرب الاستنزاف تسحب من رئة المجتمع مع كل جريمة يرتكبها العدو، وكان أبشعها استهداف العمق المصرى سواء لإعاقة بناء حائط الصواريخ الذى شيدت قواعده بخليط من الأسمنت والدم لشهداء وأبطال أحياء عند ربهم يُرزَقون.. أو فى جريمة لا ينساها إنسان ولن يغفرها مصرى وهى ضرب مَدرسة بحر البقر فى الثامن من أبريل عام 1970 عندما استعرض العدو الإسرائيلى طائرات الفانتوم على جثة 50 من أطفالنا مسجلاً واحدة من أحقر الجرائم فى تاريخ الإنسانية.

بعدها بشهرين تقدمت الولايات المتحدة بمبادرة عبر وزير خارجيتها «روجرز» لإيقاف إطلاق النار وقَبَلها «عبدالناصر».. وكان مضطرّا للقبول، لم يكن ليستطيع أن يستمر فى البناء تحت القصف.. وفى سبتمبر 1970 ودون مقدمات.. مات «جمال عبدالناصر».. وعليك أن تتخيل وقع الخبر ولو عجزت عن تخيله ستدركه من مشاهدة مَشاهد جنازة الزعيم الخالد.. لا تعرف هل كان المصريون يبكونه أمْ يبكون حالهم؟.. أمْ تذرف دموعهم من خشية المجهول؟ والمصرى بطبعه عدو للمجهول.. وتَسَلّم الرئيس البطل «السادات» هذه التركة المفككة المنهارة.. لهذا لم يبالغ الرئيس «السادات» فى كتاب «البحث عن الذات» عندما وصف حاله حينها بأنه حمل الأمانة وهو مربوط على قضبان سكة حديد.

 

 

قد تفشل فى قراءة الدولة حتى لو كنت هيكل؟ 

أعرف قدر الأستاذ «هيكل» جيدًا فى الصحافة والسياسة.. الجورنالجى الاستثناء والذى ينطبق عليه القاعدة القانونية فى الاستثناء لا يقاس عليه.. مَهما سعى كُثُرٌ أن يكونوا «هيكل».. ولكن هذا ليس موضوعنا.. ولى اختلافات مفصلية مع الأستاذ العظيم الذى خسرت الصحافة العربية عمودًا رئيسيّا من أعمدة هيبتها برحيله، وهذا الخلاف عنوانه خطأ فى التقدير وقع فيه الأستاذ «هيكل» مرتين.. الأولى فى تحليلاته التى سبقت حرب أكتوبر والتى سيطرت عليها فكرة المستحيلات، وكنت قد أدركت هذه المقالات عند دراستى لحرب أكتوبر قبل 10 أعوام فى كلية الدفاع الوطنى.. أمّا المرة الثانية ففى ديسمبر 2012 وكان الشارع فى مصر يغلى ضد الإخوان بعد الإعلان الدستورى الذى أرادوا به الانقضاض على الدولة والمؤسّسات وخرج الأستاذ مستبعدًا الثورة عليهم بصيغة رمادية ضمن حواراته آنذاك مع الأستاذة «لميس الحديدى».. وحينها سمحت الفرصة لتوثيق هذا الخلاف بمقال نشرته فى جريدة الوطن بتاريخ 17 ديسمبر 2012 تحت عنوان (مصر لا تعرف الإحباط يا أستاذ هيكل).

والحقيقة أننى أنظر لهذا الخلاف الآن بزاوية مختلفة، وهى.. أن عقل الدولة المصرية فى لحظات المصير الوطنى.. محيطه بالغ العمق.. مفاتيحه ليست بالسهولة قراءتها.. وستعجز عن القراءة حتى لو كنت محمد حسنين هيكل.. فانتبه؛ لأن الكلمة سلاح.. قادر على الهد وقادر على البناء.. ومناسبة هذا الحديث هو ما يجرى على السوشيال ميديا من تحليلات فى ملفات تمس الأمن القومى المصرى وكل ذلك بهدف الانتشار.. وهى كارثة من نوع خاص وجهل خطر.. جهل مستحدث.. جهل معرفى يجد من يصفق له. 

 

 

 

الصبر الاستراتيجى.. امتلاك القدرة.. مفاتيح النصر

كان على الرئيس «السادات» حسم أموره سريعًا قبل أن تزداد الأوضاع سوءًا.. كان عليه أولاً ترتيب البيت داخليّا.. قام بالتخلص من مراكز القوى فى مايو 1971، وهى لحظة الإعداد الفعلية للمعركة عندما استقر القرار السياسى فى يد صانع القرار السياسى.. وبدأ رجل الدولة يعمل بصبر وحكمة وإتقان وصبر استراتيجى.

كان السؤال الأول.. كيف نمتلك القدرة؟ كيف نحصل على السلاح؟ وقد كان أمرًا بالغ الصعوبة.. وشهد العديد من المناورات من أجل تحقيقه، ولا نبالغ أن كل قطعة سلاح حصلت عليها مصر جاءت بطلوع الروح.

ثم بدأت خطة الخداع الاستراتيجى.. التى أقر بها واعترف قادة إسرائيل فى كتابات عدة، من بينها كتاب صدر بعنوان (40 عامًا على الحرب) كتب مقدمته وليام كوانت مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق.. فى هذا الكتاب تم الإقرار بالخديعة التى تعرضت لها إسرائيل وأن مصر كانت تمتلك معلومات دقيقة عن إسرائيل وتمرر لإسرائيل معلومات مغلوطة فى عملية مخابراتية أصبحت مرجعًا فى الحروب الاستخباراتية.

وكنت قد حضرت حلقة نقاشية مغلقة حول هذا الكتاب قبل 8 سنوات فى جامعة جورج واشنطن بقلب العاصمة الأمريكية، وهناك تحدثت إلى «وليام كوانت» حول هذه الفترة وما تضمنه الكتاب.. وقد أقر الرجل أن مصر حققت معجزة فاجأت العالم بها.. «هنرى كيسنجر» وهو الأب الروحى للاستراتيجية فى القرن العشرين وتحديدًا منذ ابتداعه نظرية «الردع الاستراتيجى» لا تزال حتى هذه اللحظة تلاحقه اتهامات بعدم قدرته على قراءة مصر جيدًا وتلاحقه اتهامات الضوء الأخضر للمعركة وينكرها دائمًا وإنكاره حقيقى؛ لأن مصر لم تحصل على ضوء أخضر من أحد ولا تنتظر إذنًا من أحد لكى تسترد أرضها وسيادتها.

وبينما الشارع يغلى.. ويشكك فى قدرة القيادة السياسية وأنها لن تحارب؛ بل إنها لن تستطيع الحرب خوفًا من الهزيمة أو خوفًا من أمريكا أو خوفًا من الاتحاد السوفيتى.. وبينما النخب ظن كبير كتابها الأستاذ «هيكل» أن تحطيم خط بارليف أو اجتيازه هو درب من دروب المستحيل وبينما مخزون السلع لا يكفى وبينما تصل النكات الساخرة من «السادات» إلى قلب منزله.. وتزلزل هتافات جامعة القاهرة محيط منزله.

 

 

 

كان يتم الإعداد للمعركة.. تم تصعيد جيل من القادة قادرين على خوض المعركة.. وفى منتصف يوم العاشر من رمضان فى يوم خريفى حار من أيام شهر أكتوبر عام 1973.. وبينما يمضى إيقاع حياة البيوت المصرية بين العادى أو أقل من العادى.

جاء الصوت «هنا القاهرة».. وإذاعة البيان العسكرى رقم واحد وصولاً إلى بيان النصر.. البيان رقم 7.. الذى أعلن نجاح القوات المسلحة المصرية فى تحقيق المعجزة؛ لأن المستحيل ليس مصريًّا. 

 

 

 

 

خطاب من رئيس تحرير مجلة روزاليوسف إلى رئيس تحرير مجلة الإيكونوميست

 

السيدة / زانى مينتون بدوس.

رئيس تحرير مجلة الإيكونوميست.

بداية أود أن أعرب عن عميق تقديرى للرسالة الصحفية المهمة التى تقدمها مجلتكم العريقة، ويضاف إلى هذا التقدير رونق أنها تقدم تحت رئاستكم لتحريرها بصفتكم أول امرأة تشغل هذه المسئولية الصحفية الكبرى، منذ تأسيس الإيكونوميست عام 1843، وهذا الأمر نقدره لأننى أتشرف برئاسة تحرير مجلة أسستها امرأة عام 1925 وهى السيدة «روزاليوسف»، والتى تحمل المجلة اسمها، وتضع صورتها كأيقونة ثابتة على غلافها.

ولأن مجلتكم العريقة ليست مجرد إصدار صحفى ملقى على الأرصفة، ولكنه إصدار له سمعته الدولية، وتأثير مستمد من تاريخ طويل من المصداقية والمهنية، لذلك ما يتم نشره على صفحات الإيكونوميست ننتبه له ونناقشه، وهذا هو دافعنا فى هذا الخطاب.. بعد تناول عددكم الأخير لتقرير لا يعبر عن الدقة المعلوماتية التى تتميز بها مجلتكم، وظنى أن سياستكم التحريرية أحرص ما يكون على استمرار مصداقية مجلة الإيكونوميست، وأنها تدرك جيدًا التفرقة بين ما يتم نشره على سبيل الرأى، وما يتم نشره على شكل تقرير أو تحقيق صحفى.

التقرير الذى أتحدث عنه نُشر فى الصفحة (27)، كاتبه (مجهول)، ولهذا لم أوجه الخطاب له، ولكن هذه الخطوة جعلت توجيه الخطاب لشخصكم.

يتحدث التقرير عن الدراما والسينما فى مصر بالكثير من المعلومات المغلوطة، تعكس عدم معرفة كاتبه بالحقائق، وأنه يستمد معلوماته من صفحات السوشيال ميديا بما تحمله من مغالطات.

ذكر التقرير أن مصر هى هوليوود الشرق، وهى بالفعل كذلك.. ولكنه ذهب إلى أنها لم تعد كذلك فى ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى بفعل الرسالة التى يحملها عدد من الأعمال التى تستهدف توضيح الحقائق للشعب المصرى والعربى فى إطار الحرب التى تخوضها مصر ضد أخطر التيارات والجماعات الإرهابية فى التاريخ وهى جماعة الإخوان المسلمين.

وذلك لأن الحرب على الإرهاب ليس مجرد عمليات ميدانية، ولكنها معركة فكر وثقافة بالدرجة الأولى، وهذا دور الفن.

 

 

 

وبالعودة إلى أن مصر لم تعد هوليوود الشرق فهذا الحديث مردود عليه بلغة الأرقام أن القاهرة ما زالت الدولة الأكثر نجاحًا فى الإنتاج السينمائى والدرامى، وأن السوق الإعلامية فى مصر ما زالت السوق الأكبر فى الشرق الأوسط، سواء من حجم الأعمال التى يتم إنتاجها، أو حجم القنوات، وكذلك حجم الإعلانات التى تعكس نجاح هذه الصناعة، ويصل حجم الإعلانات فى القنوات المصرية لنحو 3 مليارات ونصف المليار جنيه مصرى فى العام، الجزء الأكبر منها يوجهه المعلنون على الدراما التى يحبها المصريون، بل إن المشاهد المصرى أصبح يشتكى من كثافة وحجم الإعلانات.. أما فى السينما فما زالت الأفلام المصرية صاحبة الإيرادات الأكبر فى الشرق الأوسط قبل كورونا، وما زالت الصناعة مستمرة أيضًا بعد كورونا، ونستعد لاستقبال موسم سينمائى جديد خلال أسابيع.

أما البُعد السياسى الذى تحمله بعض الأعمال الدرامية، وقد سلط التقرير الضوء بشكل مكثف على مسلسل «الاختيار»، وتناول الجزء الأول، بينما تشاهد البيوت فى مصر يوميًا الآن الجزء الثانى، ولكن السياق الجامع بينهما لا يختلف سواء فى الرسالة أو الأسلوب.

أما الرسالة فهى الانتماء والتضحية التى يقدمها أبطالنا فى القوات المسلحة والشرطة من دمائهم لحماية الوطن والمجتمع من الإرهاب.. وهى رسالة درامية نبيلة لم تقدمها مصر على سبيل الاستثناء ولكن كل الدول المتحضرة والمتقدمة تقدر تضحيات أبطالها، وفى أرشيف السينما الأمريكية عشرات الأعمال التى تقدم الرسالة نفسها، وإن كان بعضها من الخيال، فإن الرسالة المصرية جزء من واقع عايشه المصريون بتفاصيله.

وبالنسبة للأسلوب الذى تقدم به هذه الأعمال.. حرصًا من صناع الأعمال على المصداقية وبناء وعى حقيقى، تقدم هذه الأعمال فى شكل يمزج بين الدراما الإنسانية والأعمال الوثائقية التى تستعرض مشاهد من واقع الأحداث الحقيقية، بالإضافة إلى ذكر مصادرها، وعدد من هذه المصادر تنتمى إلى القنوات التابعة والمؤيدة للإخوان فى تركيا، وكذلك قناة الجزيرة، وقنوات ومواقع إخبارية دولية. وذلك لأن الهدف كما ذكرت ليس تشويهَ واقع لأنه من المستحيل، لأن ما تتحدث به الدراما كل مصرى عايش تفاصيله، ولكن الهدف هو أن تعرف الأجيال حقيقة ما جرى، وكذلك لمنع استقطاب الفكر الإرهابى لمتطرفين جدد، وقبل كل ذلك تقديرًا لأبطال الوطن.

وهو ما يجعل منهج تقرير مجلتكم هشًا، لا يتناسب مع مجلة عالمية تتبع الأسلوب المتعمق فى تناول القضايا والموضوعات، وهو ما جعل تجربة الإصدارات ربع السنوية للإيكونوميست إصدارات لها تميز عالمى، ومرجع ذلك الدقة والعمق فى التناول، وهى تجربة ملهمة بالنسبة لنا ونسعى لتطبيقها فى مجلة روزاليوسف.

تحدث التقرير عن ارتباط الرسالة الدرامية بأهداف سياسية، وهذا ليس بالأمر المشين، والسينما الأمريكية كانت أول من وظّف الرسالة الدرامية والسينمائية فى السياسة، وذلك وقت الحرب الباردة، وما زالت إلى يومنا هذا.. النقطة المهمة هنا هو الهدف السياسى من الرسالة الفنية.

فعلى سبيل المثال.. أنتجت السينما الأمريكية أجزاء «رامبو» للممثل العالمى سيلفستر ستالونى، وهو بالمناسبة نجمى المفضل الذى أحرص على مشاهدة أعماله.. فى الجزء الثالث كانت الرسالة واضحة وهى دعم المحتجين فى أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتى، ورُغم البعد الخيالى فى العمل، لكن علينا أن ندرك الآن أن هذا العمل خدم الإرهابيين فى أفغانستان، وتحديدًا تنظيم القاعدة، الذى أعلنت أمريكا الحرب عليه فيما بعد.

تقرير مجلتكم وإن كان قد ركز على عمل «الاختيار»، فإنه أغفل أعمالًا أخرى فى نفس السياق مثل «هجمة مرتدة، و«القاهرة كابول».. الأول من ملفات المخابرات العامة المصرية عن قضية حقيقية، أحداثها دارت قبل عقد من الزمن كان العالم فيه يمر بتغيير الثورات الملونة المصنوعة.. والمجتمع المصرى يفضل هذا النوع من الأعمال، سواء كانت درامية أو سينمائية أو حتى كتبًا أو قصصًا للشباب، وما زالت حتى الآن قصص مثل «رجل المستحيل» تحتفظ برونقها فى السوق المصرية، وأعمال مثل رأفت الهجان تتصدر أولويات المشاهدة عند المصريين.

وفى ذلك أيضًا لا يعد المصريون استثناءً.. لأننى أذكر عند زيارتى لمتحف «نيوزيم» فى واشنطن - وأنصحك بزيارته إن لم تكونى قد قمت بزيارته بعد، لأنه تجربة ممتعة لأى صحفى- هناك وجدت قسمًا خاصًا بالمباحث الفيدرالية فى متحف مخصص للصحافة، وهو أمر يثير الفضول، ولكن هذا الفضول زال عندما علمت أن القسم الخاص بالمباحث الفيدرالية يضم أهم القصص التى تم نشرها بواسطتها فى الصحف الأمريكية، وتمتعت بانتشار كبير ساهم فى زيادة توزيع هذه الصحف، وبعضها تحول إلى أعمال سينمائية. بل أكثر من ذلك فى قاعة السينما بالمتحف كان يتم عرض فيلم عن قصة حياة مراسل «حربى» أثناء الحرب العالمية.

أما العمل الثانى «القاهرة كابول» فهو يناقش مخاطر فكر الإخوان ونظرتهم العدائية للبشر، وأصحاب الديانات الأخرى غير الإسلام، وأعتقد أن هذا الخطر تعانى منه الإنسانية فى كل بقاع العالم، وهذا الخطر منبعه فكر الإخوان.

 

 

 

الإبداع لا ينفصل عن واقعه يا سيدتى.. والسياسة جزء من الواقع.. والشعوب التى تخوض معارك كبرى مثل الشعب المصرى سواء فى مواجهة الإرهاب أو معركة التنمية -وهى مناسبة لكى أحييكم عن تقارير اقتصادية نشرتها الإيكونوميست مؤخرًا عن الاقتصاد المصرى والأرقام الواعدة التى يحققها– من الصعب خداعه أو تضليله بعمل أو أكثر، لأنه يعرف جيدًا ما يدور فى بلده، وما يدور من حوله بما يتجاوز حجم معرفة شعوب أوروبية وسكان بعض الولايات الأمريكية.. فضلًا أن المشاهد سواء فى مصر أو بريطانيا أو أى بقعة من العالم أصبح أمامه خيارات مشاهدة لا تنقطع وهو من يختار.

أخيرًا.. أتمنى أن تنتهى محنة فيروس كورونا قريبًا، وأن يعود العالم إلى طبيعته وأتشرف بزيارتكم فى مقر الإيكونوميست لكى أستفيد من التطور الراهن والواضح على صفحات مجلتكم العريقة وكذلك لكى أهديكم درعًا تذكارية بمئوية مجلة روزاليوسف والتى نستعد لها من الآن.. تحياتى. 

أحمد الطاهرى

رئيس تحرير مجلة روزاليوسف

 

 

 

 

Dear Mrs. Zanny Minton Beddoes, Editor in chief of the Economist.

 

First of all, I would like to express my deep appreciation for the important press message presented by your prestigious magazine, under your presidency as the first woman to hold this great journalistic responsibility since the foundation of the Economist in 1843, which I personally appreciate, because I am honored to chair the editor of a magazine founded by a woman in 1925, Ms. Rosa Al Youssef, whose name is held by the magazine, and whose image is a fixed icon on its cover.

And because your time-honored magazine is not just a press release lying on the sidewalks, but a publication of an international reputation and an impact derived from a long history of credibility and professionalism, we pay attention to what is published and eager to discuss certain points and that is the core of my letter.

The last issue addressed a report that does not follow the informatics accuracy of your magazine, which is not in line with the credibility of the Economist magazine, and that it is well aware of the distinction between what is published as an opinion and what is published in the form of a report or as a press investigation.

The report I>m talking about was published on page (27) by an (anonymous) writer, so I didn>t address him, but instead I headed directly to you. 

The report talks about drama and cinema in Egypt with a lot of misinformation that reflects the author>s lack of knowledge of the facts, and that he derives his information from social media pages, with their fallacies.

According to the report, Egypt is Hollywood of the East, and it is indeed, But he went on to say that it is no longer so under the presidency of Abdel Fattah Al-Sisi, because of the message carried by a number of actions aimed at clarifying the facts to the Egyptian and Arab people in the context of Egypt>s war against the most dangerous terrorist group in history, the Muslim Brotherhood.

This is because the war on terror is not limited to field battles, but rather a battle of thought and culture in the first place, and this is the role of art.

Returning to the fact that Egypt is no longer the Hollywood of the East, in language of numbers, Cairo is still the most successful country in films and drama production as the media market in Egypt is still the largest market in the Middle East, whether from the quantity of works produced or the size of channels, as well as the amount of advertisements that reflect the success of this industry. Advertising returns in Egyptian channels reaches about 3.5 billion Egyptian pounds per year, that even made the Egyptian viewer complains about the density and size of advertisements.

 As for cinema, Egyptian films still have the largest revenues in The Middle East before the lock down of COVID-19, and the industry is also continuing after that, and we are preparing to receive a new film season in a few weeks.

As for the political dimension carried by some dramas, the report highlighted intensively the series Al Ekhtyar (The choice) and addressed the first part, while all Egyptian and Arab world are watching now the second part daily, but the context between them is not different either in the message or the method.

As for the message, it is about the huge sacrifices that our heroes in the armed forces and police offered to protect our nation and society from terrorism. It is a noble message that Egypt has the right to be proud of, as all civilized and advanced countries are with the sacrifices of their heroes. We see dozens of works that present the same message in American cinema, although some of them are fiction, the Egyptian message is part of the reality that the Egyptians lived through with its details.

And regarding the way these works are presented. In order to ensure credibility and build a true awareness, these works are presented in a form that blends humane drama with documentaries via scenes from the real events in addition to mentioning their sources, Although numbers of these sources belong to the satellite channels linked with the Muslim Brotherhood in Turkey as well as Al-Jazeera channels and international news channels and web sites.

This is because the goal, as I mentioned, is not to distort reality as every Egyptian lived its details, but to show the generations the mere truth of what happened, as well as to prevent the polarization of terrorist ideology that leads to generate new extremists, and above all, an appreciation for the heroes of the homeland.

This makes the approach of your magazine report fragile and does not fit with a global magazine that follows the in-depth approach to issues and topics, which has made the experience of the quarterly editions of Economist issues universally distinguished and the reference to that accuracy and depth of handling, which is an inspiring experience for us and we seek to apply in the magazine of Rosa Al-Youssef.

The report stated that there is a link between the dramatic message and political goals, which is not shameful, and American cinema was the first to employ the dramatic and cinematic message in politics at the time of the Cold War and still. The important point here is the political goal of the arts’ message.

For example, American cinema has produced (Rambo) a movie series for the American star Sylvester Stallone, In the third part of this movie series, the message was clear: support the protesters in Afghanistan against the Soviet Union, despite the imaginary dimension of the work, but we must now realize that the movie served the terrorists in Afghanistan, specifically al-Qaeda, on which America later declared war.

The report of your magazine, even if it focused on the work of Al Ekhtyar (The Choice), it ignored other dramas in the same context, such as Hagma Mortadda (counterattack) and (Cairo Kabul). For Hagma mortadda it is a series based on true events that took place a decade ago when the world was going through colorful revolutionaries, and was documented in the Files of the Egyptian General Intelligence. Good to mention that Egyptian society prefers this type of work, whether it is dramatic, cinematic, books or even novels, as up till now, fiction series like (The Impossible Man) still retains its momentum in the Egyptian market, and works such as (Raafat El Hagan) are among the top viewing priorities for Egyptians.

In this also, Egyptians are not an exception, I remember when I visited the Newseum in Washington, and I advise you to visit it if you haven>t visited yet because it>s a fruitful experience for any journalist. There, I found a special section of the FBI in a museum dedicated to journalism, which made me curious, but this curiosity disappeared when I learned that the FBI section includes the most important stories that were published in American newspapers and enjoyed a large spread that contributed to the increased distribution of these newspapers, some of which turned into films.

More than that, in the museum>s film hall, a film was shown about the life story of war during the World War II.

As for the second work (Cairo Kabul) it discusses the dangerous ideology of the Brotherhood and their hostile approach towards people of other religions that made people suffer in all parts of the world.

Creativity is inseparable from the reality, my lady, And Politics are part of reality, and people who are fighting major battles like the Egyptian people, whether in the face of terrorism or the battle for development- and it is an occasion to greet you about economic reports published by the Economist recently about the Egyptian economy and the promising figures it achieves  - it is difficult to deceive or mislead them because Egyptians are well aware of what is going on in their country and around even more than the Europeans and the inhabitants of some American states. In addition, the spectators, whether in Egypt, Britain or any other part of the world, have endless channels, and they can make their own choice.

Finally, I hope that the ordeal of Covid-19 will end soon and the world will return to normal. It will be a great honor to visit you at the headquarters of The Economist, in order to benefit from the current and obvious development that is evident on the pages of your prestigious magazine, as well as to present a memorial shield of the centenary of Rosa Al-Youssef magazine, which we are preparing for from now. 

Greetings,

Yours Sincerely,

Ahmed El-Tahri,

Editor-in-chief of Rosa Al-Youssef magazine.