الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
كلمة و 1 / 2.. المجتمع من ليلى علوى إلى ريهام عبدالغفور!

كلمة و 1 / 2.. المجتمع من ليلى علوى إلى ريهام عبدالغفور!

قبل نحو 35 عامًا كانت ليلى علوى تلعب بطولة مسرحية صيفية، أحد المصورين استلقى على أرض قاعة العرض وأخذ صورة بالكاميرا - قبل زمن المحمول بالطبع - تمت ملاحقته من قبل جمهور المسرح، ومسح شريط الصور كله وانتفض وقتها الشارع المصرى غاضبًا، وشجب كل الزملاء هذا الموقف، ولم يكمل هذا المصور مشواره العملى، برغم اعتذاره المتكرر، إلا أن أهل المهنة لم يغفروها له، قبل ذلك الشارع المصرى لم يتسامح معه.



المجتمع تصدى وقتها، لهذا الفعل الشائن، قبل أن أتحدث طبعًا عن المهنية ومحدداتها التى تحول دون اختراق الخصوصية.

هل تابعتم (السوشيال ميديا) وكيف تناول جزء من المجتمع واقعة الاعتداء على ريهام عبدالغفور بتلك اللقطة، لاحظت أن الاتهامات أو الجزء الأكبر منها تحديدًا، انهال بالهجوم على ريهام عبدالغفور، صارت هى المخطئة من (ساسها إلى راسها) فى حق نفسها، بينما المصور هو البطل المغوار الذى يحمى الفضيلة، ولم يتوقف أحد عند هذا التلاعب الذى يتيح لأى إنسان التقاط صورة بزاوية محددة بغرض التشهير والإيذاء.

تكتشف أيضًا أن من يكثر حديثهم عن فضيلة الستر سارعوا بتبادل الصور على مواقعهم فخورين بهذا السبق، وكأن هذا هو فى عرفهم هو معنى الستر، الذى أوصتنا به كل الأديان السماوية.

الغريب أن ريهام كانت تشارك بالحضور فى عرض فيلمها (خريطة رأس السنة)، الذى يتناول أحد أمراض الإعاقة والتحدى (متلازمة داون)، فنانة لديها موقف اجتماعى فى العديد من أعمالها الفنية وفى كل أحاديثها لا تسمح أبدًا فى الدخول لأى معركة خارج رقعة الفن، لم أستشعر أبدًا فى أى موقف لها سوى أننا بصدد سيدة مصرية شديدة الرقى، والالتزام والتواضع والإبداع، تغير جزء من المجتمع المصرى بسبب تلك النظرة الدونية للمرأة، صار المجرم بطلاً، والضحية قاتلاً!