الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هل نستعيد آثارنا التى سرقها موشى ديان؟

هل نستعيد آثارنا التى سرقها موشى ديان؟

الاعتراف سيد الأدلة، وقد اعترفت صحيفة معاريف الإسرائيلية بسرقات موشى ديان للآثار المصرية؛ حيث نشرت الصحيفة منذ أيام، «أن رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق موشى ديان، عكف على سرقة الآثار المصرية فى سيناء».



وكتب الصحفى عيدو ديسنتيك «إن والده شاهد أثناء خدمته فى قوات الاحتياط، ديان وهو يسرق الآثار فى سيناء، وأنه كان يشرف بنفسه على أعمال الحفر فى منطقة «سرابيط الخادم»، التى تقع جنوب غرب سيناء، وتبعد بنحو 80 كيلومترًا عن مدينة أبوزنيمة، وكان يحط  بمروحيته فى المناطق الأثرية، ويخفى الآثار بعد استخراجها  فى أكياس تمهيدًا لنقلها إلى بيته فى تل أبيب».  وللحقيقة فإن ديان نفسه اعترف فى كتابه «العيش مع التوراة» أنه ذهب إلى منطقة سرابيط الخادم مرتين الأولى خلال حرب السويس 1956 والثانية عام 1969 بعد حرب يونيو بعامين واحتلال إسرائيل  لسيناء وكشف أيضا أنه أخذ عددًا من اللوحات الأثرية بالمنطقة ونقلها إلى منزله فى تل أبيب بطائرة عسكرية، إذن ما هو الجديد فى كلام معاريف الأخير؟، هذا الاعتراف الإسرائيلى يدعونا لاتخاذ إجراءات عاجلة لاسترداد هذه الآثار من ورثة موشى ديان،  ويجعل فى أيدينا سلاحًًا قويًا يُمكِّننا من استرداد الآثار المنهوبة التى لم نستعدها. 

وإذا كانت  أزمة سرقة إسرائيل  لآثار سيناء عقب حرب 1967، تم حلها بالتفاوض مع عامى 1992 و1994، وتم استرداد نحو 1800 صندوق، ومن بينها آثار استولى عليها ديان، إلا إنه يجب علينا فتح هذا الملف الجديد والذى قد يكشف عن سرقات لم نكن على علم بها، ويعزز من هذا الاعتقاد أنه تم عرض لوحة أثرية على موقع إلكترونى متخصص فى بيع الآثار عام 2016 مدون عليها من مجموعة موشى ديان ومن أعمال سرابيط الخادم، وقد سعت وقتها وزارة الآثار لوقف البيع، أعتقد أن علينا التحرك على عدة جهات ومستويات، مطلوب من وزارة الخارجية المصرية بحث هذا الملف من جديد وطلب استرداد الآثار المصرية التى لم نستعدها، وفى حالة تعنت إسرائيل ومماطلتها يمكننا  تقديم  شكوى لليونسكو، ورغم أن قرار المنظمة الدولية المعنية بالتراث والثقافة غير ملزم لإسرائيل؛ فإنه يمكننا تدشين حملة دولية ضدها  كما أنه من حقنا  الاحتكام إلى اتفاقية (لاهاى)، والتى تمنع الاستيلاء على الآثار فى الأراضى المحتلة  وفى المناطق المتنازع عليها، حيث نصت على حماية الممتلكات الثقافية الكائنة فى الأراضى المحتلة، واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها، بما فى ذلك حظر ومنع كل سرقة، ونهب، وإزالة أو نقل الممتلكات الثقافية.

كما أعطت الاتفاقية الحق فى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لملاحقة وفرض عقوبات جزائية أو تأديبية للأشخاص الذين يرتكبون أعمالًا تخالف الاتفاقية.

كما نصت أيضًا  على أنه فى ختام أعمال القتال، يجب إعادة الممتلكات الثقافية المصدرة إلى السلطات المختصة فى الأراضى المحتلة سابقا.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، على وزارة الآثار إعداد ملف بالقطع المسروقة التى لم تعد إلينا، والمنطقة التى استُخرِجت منها  وتوضيح أهميتها التاريخية، فحسب كلام الأثريين المصريين وموقع ويكبيديا أن سرابيط الخادم  بها معبد كبير للإلهة (حتحور) معبودة الجمال وحامية الصحراء عند المصريين القدماء. 

ويعود تاريخ المعبد على الأرجح إلى عصر أمنمحات الأول بالقرن العشرين قبل الميلاد، واستمر العمل به بعصر سنوسرت الأول، وعصر الدولة الحديثة وهناك نقوش لتحتمس الثالث، وحتشبسوت، ورمسيس الثانى، ما يؤكد أن الفراعنة  اهتموا بهذا المكان، كل هذا يبين أهمية الآثار التى تم الاستيلاء عليها، الآن نمتلك ورقة مهمة أعطاها لنا صحفى إسرائيلىوعلينا استغلالها  لصالحنا فقد شهد شاهد من أهلها ومنحنا فرصة لا تعوض لاسترداد ما سرقه ديان.