Girly day .. يوم الفرفشة والدلع!

ندى مختار
الظروف التى يمر بها كل بيت وسط ضغوطات الحياة، تفرض علينا العديد من التغيُّرات المزاجية والحياتية، والتى تؤثر على أبنائنا والمحيطين حولنا، فأزمات الحياة ومشاكل العمل والظروف المعيشية، تلقى بظلالها على كل بيت، البعض يستسلم لها، والبعض الآخر رفض الخضوع وعمل بمقولة «تعالوا نسرق من الزمن لحظة سعادة»، من أجل كسر روتين الحياة وإدخال البهجة فى نفوس المحيطين به.
فاطمة حلمى فتاة مصرية، تعمل رئيسة قسم فى مؤسسة « الدار للتعليم» بالإمارات، وُلدت بدولة الإمارات، وعاشت فاطمة طفولتها بمصر إلى أن قررت استكمال دراستها فى أبوظبى بالإمارات، فتزوجت وعاشت هناك، وبدأت برسم عالمها الطفولى الخاص، واحدة من اللاتى رفضن الخضوع لضغوطات الحياة وتأثيرها على أسرتها.
أم البنات
فاطمة، أم لأربع بنات، وولد، وتقول عن نفسها «أنا أم البنات»، قررت عمل «يوم البنات girly day» بمنزلها، وهو بمثابة «يوم الدلع والفرفشة الخاص ببيتها بيت العز والدلال». مضيفة: «أعشق التعامل مع الأطفال بكل تفاصيلهم الصغيرة، المرئية والمحسوسة، فأنا أجد المتعة فى هذا العالم الخاص، على عكس الكثير من المحيطين بى ممن يجدون صعوبة وإرهاقًا فى تربية الأطفال، فدائمًا ما أهوى التفنن فى صنع ذكريات مميزة معهم، وتربيتهم بشكل استثنائى، غير تقليدى، وممتع فى الوقت ذاته».
ترجع فاطمة الفضل إلى مجال عملها الذى أهَّلها كثيرًا للتعامل مع الأطفال وحبها المجال التربوى: «مجال عملى بالتعليم كان له الفضل فى تغيير كبير فى شخصيتى، وهو ما ساعدنى كثيرًا ودفعنى لقراءة كتب التعليم، والتربية، وبدأت أولى تجاربى فى التأسيس والتنشئة مع إخواتى الصغار».
حاولت فاطمة حلمى تطبيق كل ما تعملته على أطفالها وتنفيذ كل التجارب التى درستها وقرأت عنها: «بعد إنجابى لأولادى بدأت بتنفيذ ما قرأته وتعملته بشكل أكثر تمكنًا، وبعد تلك التجارب والقراءات المتعددة أدركت أن الطفل فى بداية عمره الصغير هو أساس التربية، فإذا أردت فترة مراهقة مزهرة مريحة للأبناء، فلا بُد من الاعتناء بالنبتة الأولى، بذرة التأسيس، منذ بداية غرسها، ومن ثم ريها رويدًا لتكبر فى بيئة سليمة؛ لأن بالطفولة الجيدة تتحول المراهقة لبستانٍ مزهر عَطِر».
يوم البنات
تحاول فاطمة من خلال تربيتها لأطفالها تطبيق العديد من نمط التربية الحديثة، بالإضافة إلى محاولة كسر روتين الحياة بالعديد من الأفكار المبتكرة ومن بينها «يوم البنات»، والذى تقول عنه: بما إنى أم البنات، فقررت منذ 6 أعوام وحتى الآن، تخصيص يوم من كل أسبوع، ليكون يومًا للبنات فقط «girly day»، يبدأ اليوم بفطور مميز، يقمن بناتى باختياره بل ومساعدتى فى عمله، من شاى أعشاب، أو شاى الفواكه للاسترخاء وإضفاء أجواء حميمية.
وعن أهمية يوم البنات، تقول فاطمة حلمى: «مغزى «يوم البنات» وهو كيفية الاعتناء بالذات والاهتمام بالنظافة الشخصية بل وإشباع جانب الأنوثة والدلع، فنقوم بتجهيز خلطات للعناية بالشعر والبشرة، وعمل المانيكير والباديكير، وكل أسبوع أقوم بعمل مسابقات بينهن، كـ «مسابقة أفضل تسريحة شعر، أفضل مانيكير وباديكير، أفضل رسمة حنة، أفضل تكنيك مساچ، وغيرها،...»، وبهذه الطريقة أغرس فى بناتى المواهب والتفنن لتصبح روتينًا فى حياتهن للاعتناء الذاتى، بل أصبحن يتفوقن عليّ فى بعض الأحيان، وأستزيد من طاقتهن والتفكير فى تكنيكات جديدة، ثم نختم ذلك اليوم برياضةٍ ما أو بتعلُّم رقصة خفيفة.
نفسية الأطفال
توضح فاطمة أن مثل هذه الأفكار يمكن أن تنفذ فى العديد من البيوت المصرية والعربية، ولكنها تكون بشكل عشوائى متباعد: «تتميز فكرة التطبيق الدورى فى كونها لها مردود إيجابى على نفسية الأطفال، وتبدأ رحلة نضج الفكرة مع تطور أعمارهم؛ لتلبى احتياجاتهم المختلفة كلما كبر عمرهم، وبالرغم من أن هذه الفكرة كان يغلب عليها الغرابة من جانب بعض الأصدقاء والأقارب؛ فإنها لاقت استحسانًا لدى عدد منهم وبدأوا فى تنفيذها بالفعل.
وتحكى «أم البنات» عن تجاربها مع تخصيص أيام لأبنائها، قائلة: «منذ 10 سنوات، بدأ الأمر معى بعمل «يوم الصداقة»، فعلى سبيل المثال إذا كان ميلاد أحد من أبنائى يوم 11 أبريل، أقوم بتخصيص يوم 11 من كل شهر لنا سويًا فقط، موعد خاص، بملابس مميزة، ونذهب إلى مكان ما لقضاء اليوم كله نحن الاثنين معًا فقط».
وتضيف: هذا اليوم يكون بمثابة مشاركة الأفكار والمشاعر والمواقف والأسرار والأسئلة، نتبادلها كأصدقاء ما يكسر الكثير من الحواجز النى قد تنشأ فى علاقة الأب أو الأم بأبنائهما، وكنت أنبهر فى كثير من الأحيان بأفكارهم التى تزداد نضوجًا فى كل يوم صداقة، وهذا حفظ الكثير من الجهد فى خطوات التربية المرهقة، فتخصيص يوم خاص للطفل يجعله يشعر بذاته وأنه مميز فى زمن كثر فيه الانشغال بالمُلهيات غير المجدية، والتى تتسبب فى التباعد الاجتماعى».