الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
فوضى البرامج الطبية

فوضى البرامج الطبية

 على الرغم من القرارات التى اتخذها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لوضع ضوابط للبرامج الطبية فى القنوات الفضائية فإن هذه البرامج لاتزال تمارس نصبها على المشاهدين، وضحاياها كثيرون. 



على الرغم من انتهاء المهلة التى منحها المجلس للفضائيات لتوفيق أوضاعها فإنه لاتزال هناك برامج طبية مدفوعة الأجر أو بنظام تأجير الوقت تحجز أوقاتا مميزة لها ولاتزال هناك قنوات تقدم أكثر من برنامج طبى علاوة على الفقرات الثابتة لبعض الأطباء  على مدار اليوم وجميعها تتاجر بآلام المواطنين وتستغل حاجتهم للشفاء من الأمراض المزمنة أو لهفتهم على الإنجاب أو التخسيس فى النصب عليهم.

كما أصبحت هذه البرامج أحد أساليب الدعاية للأطباء وعياداتهم فنجد أرقام تليفونات هؤلاء الأطباء وعناوين عياداتهم، رغم مخالفة ذلك لآداب مهنة الطب وأخلاقياته. أما إعلانات المستحضرات الطبية المجهولة المصدر فجميعها  تشير إلى حصول هذه المستحضرات على تراخيص من وزارة الصحة لكسب ثقة المواطن. 

حتى الطباخون أصبحوا أطباء ويعالجون المواطنين على الهواء مباشرة وأصبح  كل من يملك مالا يشترى وقتا فى الفضائيات ويفتى فى الطب والصحة  كما تحولت برامج التوك شو أيضا إلى ساحة للفتاوى والاستشارات الطبية عبر المداخلات التليفونية التى يلجأ إليها المريض وهو لا يعلم أن بهذه الاستشارة  البسيطة التى لا تكلفه سوى ثمن مكالمة تليفونية يعرض حياته للخطر أو لأعراض جانبية خطيرة. 

 وأصبح أطباء التوك شو يشخصون الحالات المرضية على الهواء مباشرة ويصفون العلاج للمرضى دون إجراء  الأشعات والتحاليل اللازمة ودون مراعاة لاختلاف الأعراض من مريض لآخر. 

 وتحولت مهنة الطب من خدمة إنسانية إلى سبوبة على شاشات الفضائيات وبيزنس  تستفيد منه القنوات الفضائية والطبيب، والضحية هو المواطن الغلبان المريض الذى يصدق  هؤلاء النصابين فى الفضائيات. 

 فبعد أن  كانت البرامج الطبية فى البداية تعتمد على معلومة علمية وصحية للمرضى بهدف تثقيفهم فقط أصبحت كارثة تهدد حياة المرضى.

ولذلك أناشد المجلس الأعلى للإعلام عدم التهاون مع  القنوات التى لا تلتزم بالضوابط والقرارات التى وضعها وأن يمنع البرامج مدفوعة الأجر والإعلان عن الأدوية غير المرخصة فى الفضائيات لأن صحة المواطنين ليست حقل تجارب.