
أسامة سلامة
اقتراح إلى أبو شقة
حسنًا أنْ تراجع رئيس حزب الوفد بهاء الدين أبو شقة عن اقتراحه بإجبار الموظفين ممن يزيد راتبهم على 5 آلاف جنيه على التبرع لصندوق تحيا مصر، ولأنه قال إن الأمر متروك للنقاش والدراسة فإننى أطور فكرته وأقدم له اقتراحًا بديلًا، خاصة أن رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب يرى أن مشروع القانون المقترح يهدف إلى أن تكون هناك مشاركة من المواطنين للدولة في أعباء وباء كورونا، من خلال التبرع لصندوق تحيا مصر، وذلك وفقًا لضوابط تتناسب مع الراتب أو الدخل الشهرى، وقال معدلًا أفكاره «الأمر لا يعدو كونه فكرة شخصية، هدفها التكافل الاجتماعي، بحيث يمكن للطبقات ذات الدخول الكبيرة، أن تسهم فى صندوق تحيا مصر، بما يساهم مع الدولة فى دعم الطبقات الكادحة والمتعثرة، وأصحاب الدخول الضعيفة والمتضررة من كارثة فيروس كورونا».
وأشار إلى أنه كان يقصد من حديثه أصحاب الدخول العالية، ولم يرد فى حديثه كما فهم البعض المساس بالموظفين وأصحاب المعاشات، كما أن المقصود بالدخل هو صافى الدخل الذى تجرى عليه المحاسبة ضريبيًا.
ويضاف إلى هذا أن تحديد نسبة المساهمة هو مسألة تخضع لما ينتهى إليه رأى الأغلبية فى حالة الموافقة على الفكرة.
ولأن أبو شقة يقول إن فكرته مطروحة للنقاش فإننى أقترح الآتى:
أن يتم سن قانون يتيح للدولة تحصيل ضريبة لمرة واحدة فى العمر ممن تتجاوز ثرواتهم 50 مليون جنيه على أن تكون بنفس النسب التى اقترحها أبو شقة على الموظفين الغلابة وقد كانت فى اقتراحه قبل التراجع عنه «أن يتبرع من يزيد راتبه الشهرى على خمسة آلاف جنيه بنسبة 5 % منه، ومن يزيد راتبه على 10 آلاف جنيه بنسبة 10 %، ومن يزيد راتبه على 15 ألف جنيه بنسبة 15 %، ومن يزيد راتبه على 20 ألف جنيه بنسبة 20 %.
ولهذا أقترح أن يتم وضع ضريبة كالآتى:
يدفع من تتجاوز ثرواتهم 50 مليون جنيه 5 % من قيمة هذه الثروات ، و10 % ممن تتجاوز ثرواتهم 100 مليون جنيه، و15 % ممن تزيد ثرواتهم على 200 مليون جنيه، و20 % لمن تصل ثرواتهم إلى500 مليون جنيه فأكثر، وإذا كان البعض سيقول إن هذه الضريبة غير دستورية فإننى أذكره بما قاله رجل الأعمال حسين صبور إنه يجوز التضحية من أجل الدولة واقتصادها بجزء من الشعب وأن الأمر مثل الحرب وقد دخل السادات حرب أكتوبر وهو يعرف أن هناك تضحيات بشرية من أجل الانتصار، ولذا فإنه من المؤكد أن التضحية بجزء من أموال وممتلكات المليونيرات والتى لن تؤثر عليهم كثيرًا أهون من التضحية بالفقراء الذين سيكونون الأكثر عرضة للفيروس والموت، ولا ننسى أن الجزء الأكبر من هذه الثروات تم تكوينه بمساعدة الدولة من خلال القوانين والتسهيلات التى منحتها لكثير من المشروعات، كما أنه لا توجد فى مصر ضريبة تصاعدية مثل الموجودة فى معظم الدول الغربية، هذه الضريبة المقترحة -وكانت طرحت بعد ثورة يناير من قبل بعض الاقتصاديين ولم تلق قبولًا وقتها- يمكن أن تؤدى إلى حصيلة كبيرة تستخدمها الدولة فى دعم المتضررين من الفقراء والعمالة غير الثابتة، بل ويمكن من خلالها مساعدة عمال المصانع الخاصة إذا أصر أصحابها على خفض مرتباتهم، كما تمكن الدولة من دعم المستشفيات والفرق الطبية والأبحاث العلمية، وربما يدفع إقرار هذه الضريبة باقى فئات المجتمع إلى التبرع كل حسب قدراته بعد أن تشعر أن الجميع مشارك فى هذه المعركة، وكذلك قد تساعد فى تقبلهم لأى ضريبة تفرض على الفئات الأقل فى الثروة إذا دعت الضرورة لها، فما رأى أبو شقة ومجلس النواب والمهتمين بإنقاذ البلد من التداعيات الاقتصادية لحرب كورونا فى هذا الاقتراح؟