الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
نورت يا قطن بنين

نورت يا قطن بنين

طالب من الله، ولا يكتر على الله، أن يشاهد السيد القصير وزير الزراعة الجديد صورة وفيديو جاستون دوسوهوى وزير الزراعة فى بنين وهو يبكى من الفرحة على الهواء، عقب إعلان رئيس بلاده «باتريس تالو»، عن تحقيق بنين المرتبة الأولى فى زراعة القطن على مستوى أفريقيا، ولعل هذه الصورة تدفع وزيرنا الحالى لإصلاح ما أفسده وزراء الزراعة السابقون على مدى سنوات طويلة، دموع الفرح للوزير البنينى والتى كانت محور اهتمام وكالات الأنباء الأسبوع الماضى وواحدة من صور نهاية 2019،  لا بد أن يقابلها دموع حزن وحسرة من المسئولين عن الزراعة فى بلدنا على ما صار إليه حال القطن المصرى والذى تراجع خلال السنوات الأخيرة بعد أن كنا فى مقدمة دول العالم إنتاجا له، وكانت سمعته العالمية كبيرة لما يتميز به من صفات طبيعية وتكنولوجية وغزلية تفوق باقى الأقطان العالمية، وكانت الأهمية الاقتصادية للقطن المصرى على المستوى العالمى تعود إلى زراعة أقطان طويلة التيلة، والتى تجاوزت 50 % من الإنتاج العالمى فى العقود الأخيرة من القرن الماضى، إلا أنها انخفضت إلى ما يقرب من 20 % من إنتاج تلك النوعية على مستوى العالم. القطن المصرى ليس مجرد محصول، ولكنه تاريخ كبير وكان موسم جنيه هى أيام الأفراح فى القرى المصرية حيث تحدد  خلاله مواعيد الزفاف وسداد الديون وشراء عقارات وتصليح المنازل وترميمها، وكان الغناء له «نورت يا قطن النيل» معبرا عن أهميته ودوره فى إدخال السعادة على الفلاحين وأسرهم،  القطن كان مصدر دخل أساسى للفلاح وللدولة معا وكان يسمى الذهب الأبيض، وذلك قبل أن يتم تجاهله ونسيانه من قبل القائمين على الزراعة على مدى سنوات طويلة، وكانت بداية التراجع عام 1994 عندما صدر قانون تحرير تجارة القطن، وتم إلغاء الدورة الزراعية والتى كانت تلزم الفلاحين بزراعته وتمد لهم الدولة يد المساعدة وتقوم أيضا بشراء المحصول منهم، فتأثرت زراعة القطن وإنتاجه، وانخفضت المساحة المزروعة عاما بعد عام، وفى حين تقدمت دول أخرى وسبقتنا، مثل بنين، فى زراعته تراجعنا نحن، ومن المحتمل أن نتراجع أكثر إذا صدق توقع الحاج حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين فى تصريحات صحفية له: «ستنخفض مساحات محصول القطن عام 2020 إلى 150 ألف فدان، مقابل 237 ألف فدان عام 2019، بنسبة تزيد على 50 % و336 ألف فدان موسم 2018  بسبب فشل التسويق وتدنى سعر الشراء من المزارعين لإنتاج محصول 2019 والذى لم يزد من 2100 جنيه للقنطار، مقابل 2700 جنيه لعام 2018، و3200 – 3500 جنيه لعام 2017»، ولكن رغم كل هذه السلبيات فإنه ما زال لدينا أمل فى أن يستعيد القطن المصرى عافيته بعد أن أعلنت وزارة الزراعة، العام الماضى، عن استراتيجية جديدة تهدف إلى استعادة القطن المصرى كافة خصائصه وجودته، ومكانته العالمية، وإذا لم تصدق الوزارة فى استراتيجيتها وإذا لم يتأثر وزير الزراعة بصورة وفيديو وزير زراعة بنين، فإننا سنبارك نجاح الدولة الأفريقية الصغيرة وسنغنى مع قادتها وشعبها «نورت يا قطن بنين».