الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مبروك لمدرسى الألعاب!

مبروك لمدرسى الألعاب!

أخيرًا تذكرتْ وزارة التربية والتعليم مُدرسى التربية الرياضية، وأيقنتْ أن حالتهم «ضَنْك» ويستحقون المساعدة، فعطفت عليهم ومنحتهم الفرصة لزيادة دخْلهم من خلال إعطاء دروس خصوصية للطلاب فى مادة الألعاب.. الوزارة قررت منذ أيام وبَعد اقتراب التيرم الأول من الانتهاء أن التربية الرياضية مادة نجاح ورسوب من الصف الثالث الابتدائى حتى الصف الثالث الإعدادى، وأن على الطالب اجتياز المادة المقرر لها أربعين درجة مقسمة على الفصلين الدراسيين بواقع 20 درجة لكل منهما، وخصصت الوزارة للمادة حصتين أسبوعيّا، على أن يتم تقييم الطالب قبل نهاية الفصل الدراسى بأسبوعين، ولأن معظم مَدارسنا ليس بها ملاعب وما كانت تتمتع بوجودها وتتميز بها تم الاستيلاء عليها لبناء فصول جديدة لاستيعاب الكثافة الطلابية، فقد جاءت الفرصة على طبق من ذهب لمُدرسى الألعاب، و بما أنه لا توجد مناهج وليس هناك وسيلة حقيقية لممارسة الرياضة فى المدارس فقد أصبح تقييم الطالب بيد المُدرسين، الذين عليهم استغلال الفرصة التى تأخرت كثيرًا، وأصبح فى إمكانية ضعاف النفوس منهم أن يقيسوا قدرات الطلاب وموهبتهم ويضعوا لهم الدرجات التى تؤهلهم للنجاح من خلال الدروس الخصوصية، ولهذا من حق مدرسى الألعاب أن يقيموا الأفراح والليالى الملاح، فقد فُرجَت عليهم من وسع وأصبح رأسُهم برأس مدرسى المواد العلمية، «ومفيش حد أحسن من حد» وسيتمكنون من حجز أماكن فى السناتر لإعطاء الدروس الخصوصية، ومثلما عندنا عبقرى الفيزياء وإمبراطور الكيمياء ومَلك الماس سيكون لدينا أيضًا «فِرود» الألعاب و«كوتش» التربية الرياضية هداف الأوليمبياد، والويل لمن يتخلف من الطلاب، فمن يمتنع مصيره الدرجات الدنيا التى لا تحقق له النجاح.. لا أدرى ما الذى جعل الوزارة تستعجل فى اتخاذ هذا القرار وهى تعلم عدم جاهزية معظم المدارس لتنفيذه، فليس هناك ملاعب ولا أدوات رياضية ولا ملابس مناسبة لممارسة الرياضة، إلّا إذا كبّلنا أولياء الأمور بمزيد من الأعباء وألزمناهم بشراء زى رياضى لأولادهم.. لا أعرف هل درست الوزارة المشاكل المترتبة على القرار المتعجل؟، مثلًا ماذا ستفعل فى المدارس التى ليس بها ملاعب أو«حَوْشها» صغير لا يصلح لممارسة الرياضات المختلفة، هل ستؤجر الوزارة ملاعب ينتقل إليها الطلاب والمدرسون أثناء اليوم الدراسى؟ وهل سيتم إجبار الطلاب على رياضة محددة؟ أمْ يقتصر الأمرُ على كرة القدم يتقاذفها الطلاب فى الحصة المقررة؟، ومثلا إذا رغب الطالب فى لعب المصارعة أو الكاراتيه ماذا يفعل المدرس المسكين، وإذا كانت موهبته فى السباحة فمن أين نأتى له بحمّام سباحة؟ وهل لن يزيد المنهج على بعض التمرينات البسيطة يؤديها الطلاب وهم فى أماكنهم، وكيف نقنع أولياء الأمور فى الريف بأهمية ممارسة بناتهم للألعاب المختلفة دون مشاكل؟.. إننى أقدّر أهمية الرياضة وضرورة ممارستها؛ خصوصًا فى الأعمار الصغيرة، وأعرف المَثل الذى حفظناه فى الصغر «العقل السليم فى الجسم السليم»، كما أدرك أن حصة الألعاب وسيلة لحماية الطلبة؛ خصوصًا فى السّنّ الصغيرة من الأمراض، وربما كانت سبب اكتشاف مواهب رياضية كثيرة.. كما أننى أعتبر الرياضة عنصرًا أساسيّا فى العملية التعليمية والتربوية وكنا نفتقدها على مدَى سنوات طويلة، ولكن على الوزارة أيضًا أن تقول لنا كيف ستطبق القرار، حتى لا تكون النوايا الحَسنة الطريق إلى جَهنم، أمّا إذا لم يكن لدَى الوزارة تصوُّر واقعى عن تدريس هذه المادة، فسنقول مبروك للكباتن مدرسى الألعاب و«هارد لك» للطلاب ولا عزاء لأولياء الأمور فى فلوسهم التى سينفقونها على الدروس الخصوصية فى المادة الدراسية الجديدة!.