الجمعة 22 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

البوسة الحلال!

البوسة الحلال!
البوسة الحلال!


بين الميلاد والموت والحياة..
 تبقى القُبلة حياة وبهجة
 وسعادة.. فالطفل منذ صرخة الميلاد يحتاج قبلة حنان، وحتى نقطة الوداع، وهو يحتضر يحتاج قبلة المساندة والدعم.. وبينهما حياة كاملة تبقى القُبلة فيها غريزة يلعب الفم فيها مركز اللذة البدنية.. لكنها كسائر شئون حياتنا لم تنج من التنظير الدينى والتنظيم المقدس خصوصًا فى أوقات الصيام.. سواء كان ذلك الصيام إسلاميا أو مسيحيا.
مؤخرًا خرج علينا الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية وقال إن النبى (صلى الله عليه وسلم) حدد العلاقة بين الرجل وزوجته فى نهار رمضان بناءً على القياس المتفاوت لكل شخص. وأوضح «عاشور»، فى فتوى له أن الرسول أمر بأن يقيس الإنسان نفسه مشيرًا إلى أن الزوجين يمكنهما أن يتعاملا بشكل طبيعى خلال الصيام فيما عدا أن يقربا بعضهما فلا يقرب الرجل امرأته ولا المرأة زوجها بما يثير الغرائز لأن الصوم هو إمساك عن المفطرات من الطعام والشراب والعلاقة الزوجية. وأضاف أنه ينبغى الحرص فى التعامل بين الزوجين، ويمكن للرجل أن يتوجه لزوجته بالمعاملة دون العلاقة الخاصة، كأصدقاء وأحباء، فليست فى نهار رمضان علاقة خاصة إلا بالله عز وجل.
 البوسة الشرعية!
«ما حكم تقبيل الزوج لزوجته فى نهار رمضان؟».. سؤال أجاب عنه مشايخ دار الإفتاء على صفحتهم الإلكترونية: « تقبيل الزوجة بقصد اللذة مكروهٌ للصائم عند جمهور الفقهاء؛ لِمَا قد يجر إليه من فساد الصوم، وتكون القبلة حرامًا إن غلب على ظنه أنه يُنْزِل بها، ولا يُكرَه التقبيل إن كان بغير قصد اللذة؛ كقصد الرحمة أو الوداع إلا أن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ» وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ، فَرَخَّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ فَنَهَاهُ، فَإِذَا الَّذِى رَخَّصَ لَهُ شَيْخٌ، وَالَّذِى نَهَاهُ شَابٌّ».
أما الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر السابق أصدر فتوى يجيز فيها للصائم أن يعانق زوجته ويقبّلها، ولكنه عليه أن يحذر من مص لعابها فهذا يبطل الصوم ويوجب القضاء كما عليه أن يحذر من مقدمات خروج المنى المفسد لصومه عند جمهور الفقهاء أو أن يؤدى به الأمر لعدم امتلاك شهوته؛ فيجامع زوجته أثناء الصيام وهذه معصية كبرى توجب القضاء والكفارة أما حكم التقبيل فهو جائز لمن يملك نفسه.
 الجنس فى الصيام
ويقول دكتور مصباح منصور أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر: تجوز مداعبة الزوجة أثناء الصيام والأولى الابتعاد مخافة الوقوع فى المحظور، ويعتقد بعض الناس أن الشهر الكريم شهر عبادة ونسك ويجب إلغاء الجنس تمامًا خلاله وهذا خطأ ولا يستند إلى أى ركيزة دينية أو صحية قال تعالي: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً» وفى الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: «النكاح سنتى فمن أحب فطرتى فليستن بسنتي» فممارسة الجنس خلال الشهر الكريم بين الأزواج أمر طبيعى تمامًا، وحتى الزواج أثناء الشهر ليس من الأمور التى تسبب حرجًا أو تحريمًا.
وفى المسيحية تصل عدد أيام صيام الأقباط أكثر من 200 يوم فى السنة ويرى القساوسة أن القبلة الحارة حرام ويعتبر بعض القساوسة أن العلاقة الزوجية فى الصيام حراما ويرى البعض أنه يجوز إقامة العلاقة، ولكن بشرط بتصريح من الكنيسة، حيث يسمح بها فى ظروف يقدرها أب الاعتراف
 ومع كل صيام عند المسحية تثار أسئلة كثيرة عن القبلة والعلاقة الزوجية فى الصيام وقبل أكثر من ثلاثة أشهر ومع أول أيام الصوم الكبير والذى ينتهى باحتفال أقباط مصر بعيد القيامة المجيد كان هناك مجموعة من المحرمات والأمور الخلافية بين المسيحيين منها «العلاقة الزوجية» أثناء الصوم الكبير هل هى محرمة؟ أم لا.
القس لوقا راضى، راعى كنيسة يوحنا المعمدان بالقوصية بأسيوط قال: إن الكنيسة لا تمنع إقامة العلاقات الزوجية ولا تحرمها فالزواج سر من أسرار الكنيسة المقدسة له كامل بركته وقدسيته وللزوجين الحق فى ممارسة العلاقة فالزواج طاهر والمضجع غير دنس كما جاء فى رسالة بولس الرسول، ولكن لا يستحب إقامة العلاقة فى فترة الصوم الانقطاعى وهى الفترة التى يحددها الشخص على حسب قدرته على الصوم وإذا كان مريضا فالطبيب يحدد فترة الصوم بالاتفاق مع الكنيسة والشخص.
وتابع القس فى تصريحات: «لا يوجد فى المسيحية حرام وحلال ولكن يوجد لدينا يليق ولا يليق وإقامة علاقة فى الصوم أو الامتناع عنها فالعلاقة وقت الصوم الانقطاعى غير مفضلة موضحًا أن الصوم الكبير سمى بهذا الاسم، لأن مدته 55 يومًا، وكبير من حيث إعلائه لقيمة النمو الروحى على طلبات الجسد وكبير أيضا من حيث إنه من الأعياد السيدية، وبه نحتفل بأحد الشعانين خميس العهد جمعة الآلام وينتهى بالقيامة عيد الأعياد».
ويستمر الصوم الكبير إلى حوالى ستة أسابيع قبل عيد القيامة، هى أيام الصوم التى تسبق أسبوع الآلام فضلًا عن أى الجمعة العظيمة كما يطلق عليها فى المعتقد المسيحى وأيام الصوم بما فيه سبت النور بالإضافة إلى أربعة أيام أخرى، وتختلف تقاليد الصوم المسيحى بحسب الطوائف والطقوس.
القبلة بإذن كنسى
وفى صوم الميلاد القبطى ونشرت صفحة البركان للأحوال الشخصية لقاء تليفزيونيا قديما للأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة أكد فيه عدم جواز ممارسة العلاقة الحميمة أثناء الصوم إلا فى استثناءات قليلة تمنحها الكنيسة فيمكن للكنيسة أن تعطى الشخص السماح إذا كان لا يستطيع الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية.
من جانبه قال القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملى العام للأقباط الأرثوزكس: فى المسيحية يمنع المعاشرة الجنسيةللزوجين خلال فترة الصيام التى تبلغ أكثر من ٢٠٠ يوم فى السنة وهناك بعض الحالات والظروف الإنسانية التى يسمح فيها بمعاشرة الزوجين فى الصيام مثل حضور الزوج من خارج البلاد أو لسفرة خارج البلاد ولكن المعاشرة هنا بشرط الحصول على تصريح من الكنيسة بالإضافة إلى حالات أخرى يسمح فيها بمعاشرة الأزواج يقرها أب الاعتراف.
ما بالنسبة للقبلة والحضن فهى مصرح بها فى الصيام فليس هناك مشكلة لأننا نعتبرها تعبر عن المحبة والأمان ولا يجب أن نأخذها بنظرة سيئة، ولكن شرط إلا تكون شهوانية.
أما ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الصيام حرام لأن فترة الصوم هى فترة للنسك والاعتكاف فيها نمتنع حتى من الأشياء المحللة كالأطعمة المفطرة كنوع من ضبط النفس والجسد وضبط الشهوات والبعد عن اللذة.
والامتناع عن العلاقة الزوجية ليس لأنها خطيئة أو دنس وإنما تتوقف على الحالة الروحية للزوج والزوجة والقدرة على ضبط النفس والشهوات. والكنيسة لا تسمح بممارسة العلاقة الزوجية أثناء الصوم إلا فى ظروف قهرية، كسفر الزوج وعودته أثناء فترة الصوم على أن يكون ذلك بالاتفاق مع أب الاعتراف بخبرته الروحية الكبيرة. وشدد «صليب» على ضرورة الامتناع عن المعاشرة الزوجية ليلة القداس وقبل التناول، قائلا: «لا بد من شرط الطهارة والاستحمام قبل دخول الكنيسة والتناول باعتبار سر الأفخارستيا من الأسرار الكنيسة المقدسة كما يمتنع الزوجان عن ممارسة العلاقة الزوجية أيضًا فى أسبوع الآلام منذ أحد الشعانين وحتى عيد القيامة».
من جانبه اعتبر هانى عزت المصرى منسق رابطة منكوبى الأحوال الشخصية الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الصيام تشددا غير مقبول مستشهدًا بقول بولس الرسول «يلزم إلا يمتنع أحد عن العلاقات الزوجية كأمرٍ دنسٍ إنما يمكن الامتناع إلى حين للتفرغ للعبادة وبموافقة الطرفين» مؤكدا أن الامتناع لا بد وأن يحدث بموافقة الطرفين وليس بوازع كأن يتفق الزوجان على الذهاب إلى الكنيسة فى اليوم التالى فيجب قبلها أن يتفرغا للصلاة.