الإثنين 1 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المجمع المقدس أقر برؤيته الأب متَّى المسكين ينتصر فى قبره

المجمع المقدس أقر برؤيته  الأب متَّى المسكين ينتصر فى قبره
المجمع المقدس أقر برؤيته الأب متَّى المسكين ينتصر فى قبره


حينما يُذكر اسمه فى أى مكان تتبادر إلى الأذهان عدة أشياء، يأتى فى مقدمتها «الجرأة فى الاختلاف الفكرى».
إنه الأب متّى المسكين، الذى يعد من أبرز الشخصيات التنويرية فى الكنيسة الأرثوذكسية، ومن أبرز المفكرين الذين كانت لهم مواجهات واختلافات مع قادة الكنيسة، وعلى رأسهم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل، والذى رغم كل الخلافات اللاهوتية بينهما فإنه لم يجرده أو يفكر فى إيقافه، بل كانت له كلمته الشهيرة «نحن نحارب فكرًا وليس شخصًا».

رحل الأب متى المسكين فى 8 يونيو 2006، ويحيى محبوه وأبناؤه ذكرى رحيله الحادية عشرة هذا العام، تاركًا للجميع أسسًا ومبادئ للاختلاف، أثرى بها الكنيسة القبطية، كما أثراها بالمؤلفات، وكلما كان يُصدر كتابًا أرسله للبابا شنودة فى المقر البابوي، وكان البابا شنودة يرد عليه بإصدار كتاب أيضًا، فكان اختلافهما رحمة وثقافة للشعب القبطي، وكأن المثقفين كانوا يتمنون اختلافهما ليقرأوا لهما.
هذه الحالة الفكرية المختلفة والتى كانت قائمة على الاحترام الفكرى المتبادل نتج عنها مكتبات ضخمة وأفكار متعددة كانت منها الصادمة فى الكثير من الأحيان.
عام 2000 أصدر الأب متى كتيبًا بعنوان «فن الحياة الناجحة» وكتب فى الصفحة العاشرة منه جزءًا تحت عنوان «فن الأمومة» يقول:
« وبعد هذا أتعجب كل العجب ويتملكنى الحزن والأسى أن أسمع الكهنة يمنعون المرأة من التناول، سواء إن كان عليها دمها الشهرى أو دم ولادتها ويعتبرونها نجسة؟
نجسة! يا إلهى بعد كل ما قدسه المسيح وجعلها عضوة فى جسده، وبعد أن اعتبرت فى المسيحية بشبه كنيسة تلد أولادا للمسيح؟
وهل تحرم الأم من التناول أربعين يومًا إذا ولدت ولدًا أو ثمانين يومًا إن كانت بنتا؟!
وهل يجدر أن نرجع لناموس العهد القديم الذى عتق وشاخ وشبع اضمحلالاً، ويجدف على المعمودية التى صيرت المرأة مقدسة جسدًا ونفسًا وروحًا.
ألم يقرأ الكاهن فى الإنجيل كيف لمست نازفة الدم المسيح نفسه، ثم يمنعها الكاهن أن تتناول؟ هل نهدم ما بناه الإنجيل والمسيح ونقيم الناموس؟».
ورغم مناقشة هذا الأمر على مدار السنوات الماضية وإثارة الجدل حوله، فإن أول ما طرحه وطالب به هو الأب متى المسكين وبعد رحيله بعشر سنوات طرحه للنقاش الأنبا بفنتيوس مطران سمالوط وطحا الأعمدة، ثم طرح للمناقشة فى المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى ذلك الوقت، إلا أنه تم تعليق الموضوع ولم يؤخذ فيه قرار.
المجمع المقدس الذى عقد فى بداية هذا الشهر فاجأ الكثيرين بقراره «أن التعليم المسيحى يعلن وبوضوح عدم نجاسة أى إنسان مؤمن إلا بالخطية، وأن الإنسان هو هيكل للروح القدس الذى لا يفارق الإنسان إلا فى حالة الموت فى الخطية، وعليه فإن المرأة طاهرة ومسكن للروح القدس فى كل أيام حياتها، لكن بسبب التقوى والحرص اللائق بالتناول من الأسرار المقدسة والالتزام بما تسلمناه بالتقليد يليق بالرجل والمرأة أن يمتنعا عن التناول فى فترات عدم الاستعداد الجسدي، إلا فى حالات استثنائية بمشورة الأب الكاهن الروحى ولأسباب رعوية.
كما أكد أن المرأة غير ممنوعة فى جميع ظروفها من جميع الممارسات الروحية الأخري، بما فيها الصلوات الفردية والليتورجيا وقراءة الكتاب المقدس والخدمة وحضور الكنيسة.
وأكد أنه يمكن معمودية الطفل (ذكرًا أو أنثي) فى أى يوم بعد ولادته فى حالة الضرورة».
وصنفت اللجنة الطبية التابعة للمجمع المقدس الإفرازات الجسدية بكل أنواعها: الاحتلام والدورة الشهرية وفترة النفاس والعلاقات الزوجية، كل على حدة.
ورغم أن هذا القرار حرك المياه الراكدة لفترة طويلة، فإن البعض اعتبرها قرارات منقوصة، فأكد أحد أبناء الأب متى وصف قرار المجمع بأنه «محلك سر»، مبررًا ذلك بأنه أدى إلى تفعيل لسلطة الكهنوت فى التدخل فى أمور ليست موضوعًا للاعتراف وذلك لأنه وضعه مع الاحتلام والعلاقة الزوجية.
الأب باسيليوس المقارى تلميذ الأب متى المسكين قال لـ«روزاليوسف» إن القرار فى نصفه الأول جاء انتصارًا لرأى الكنيسة الأولى وليس للأب متى المسكين،
وهذا أيضًا رأَيُ رُسُل المسيح فى أقدم مرجع مسيحى بعد الإنجيل، واسم المرجع «تعليم الرسل الاثنى عشر» المعروف باسم «الدسقولية»، وأوضح أن القرار، فى نصفه الأول، انتصار لعمل الروح القدس فى  الكنيسة، فلأول مرة بعد سقوط أبوينا الأولين (آدم وحواء) فى معصية مخالفة وصية الله ما أدى إلى موتهما هما ونسلهما بعد أن كان موعودًا لهما وللبشرية كلها المتناسلة منهما، بالحياة الأبدية، أتى الكلمة الإلهى مُتجسِّدًا من القديسة مريم العذراء الذى هو المسيح ليردَّ الحياة الأبدية للبشرية بحلول الروح القدس حلولاً مُجدِّداً ليهب البشرية الحياة الأبدية بديلاً عن الموت.
والروح القدس هو روح القداسة الذى يُطهِّر البشر ويُعيد لهم مُجدَّداً البَنَويَّة لله. والمرأة فى سر التجسُّد يؤكد أنها طاهرة، بالروح القدس، الذى حلَّ على القديسة العذراء مريم وقت بشارة الملاك لها، ومعها كل نسل المرأة، ذكورًا وإناثًا، بالروح القدس الذى يحلُّ عليهم فى سرِّ المعمودية وسرِّ المسحة المقدسة.
وأشار إلى أن الانتصار ليس لرأى الأب متَّى المسكين، بل الروح القدس هو الذى انتصر! وهذا هو رأى الكنيسة المقدسة ابتداءً من يوم الخمسين الذى فيه حلَّ الروح القدس على المؤمنين بالمسيح على هيئة ألسنة من نار: والنار رمز للتطهير الجسدى والروحى للإنسان وفيما بعد من خلال سر المعمودية وسر المسحة المقدسة.
وأضاف: أقدم مرجع مسيحى بعد الإنجيل «تعليم الرسل الاثنى عشر» أَلغى التقليد اليهودى القديم بنجاسة المرأة، ومن بعده، القديسون آباء الكنيسة الأوائل، وعلى رأسهم القديس أثناسيوس الرسولى وغيره. فالذى انتصر هو الروح القدس ومعه كل النساء المُطهَّرات بالروح القدس.
وعن رد الكنيسة على الأب متى حينما قال هذا الكلام وهل يعد هذا انتصارًا له قال الأب باسيليوس المقاري: «انقضى هذا العهد إلى غير رجعة، فلا داعٍ إلى تذكُّر القديم، فنحن فى عهد الروح القدس إلى غير رجعة، فآلام المسيح وموته ودمه المسفوك من أجل البشرية المُحبَّبة جداً إلى قلب الله الذى تبنَّاها من جديد لن تسقط أبداً».
وأشار إلى أن تنجيس المرأة وإهانتها والحطَّ من قدرها فى المجتمعات القديمة العتيقة يرجع إلى التخلُّف العلمى أولاً، فالأحوال الشخصية للمرأة من جهة الدورة الشهرية اتضح - بناءً على ما قرأتُه للعلماء الأخصائيين فى هذا الفرع من هذه العلوم الطبية:  أنها عملية تختص بالحبَل والولادة التى هى مهمة المرأة فى الولادة، فهى ضمن التركيب الخِلْقى للمرأة. وهل نوصم الله بأنه خلق فى المرأة ما نجرؤ نحن البشر على القول بأنه «نجاسة» بينما الله قدوس وطاهر فى كل الأديان السماوية ولا يمكن لنا، نحن البشر، أن نُنجِّس ما طهَّره الله وقدَّسه وخلقه بحكمة إلهية لا تدانيها أية حكمة بشرية، بل لابد أن نعطيه المجد والكرامة على عمل خِلْقته وحكمته التى لا يقدر بشريٌّ أن يأتى بمثلها، فما علينا نحن البشر إلا أن نعبده ونشكره على كمال وعظمة كل أعماله.
وقال تفسيرًا لرأى الأب متَّى المسكين إنه بحسب معرفتنا للأب متى المسكين منذ الخمسينيات من القرن العشرين، رأيناه وسمعناه وهو يعظ ويكتب مؤلفاته أنه دارس ومُتعمِّق فيما يكتبه فى أى موضوع قبل أن يكتبه أو يتكلم عنه، بالإضافة إلى نوع من الإلهام الإلهى الذى يرشده وهو يكتب فى أى موضوع. وقد سبق أن كتَب رأيه فى موضوع «الاعتقاد السائد» بنجاسة المرأة فى بعض الأحوال (فى كتاب «فن الحياة الناجحة» هامش صفحة 10 فى 8 سطور سنة 2000). وقامت الدنيا عليه واتُّهم بكل التُهم، إضافة طبعاً إلى التهجُّم عليه فى كل ما يكتبه ويَعظ به فى كتب أخري. وبالطبع، لم يردَّ على هذا التهجم وغيره وقد علَّمَنا نحن أيضاً بذلك ألا نردَّ على أحد.
وعن رأيه فى التطور الفكرى فى الكنيسة، أشار إلى أنه لا يعتقد أن ذلك سيتم فى العصر الحالي، لكن الأجيال الجديدة فى مصر تقرأ وتدرس- بنَهم- كتابات الأب متى المسكين، وأعتقد أنهم مدفوعون فى ذلك بإرشاد إلهى فى داخلهم، وليس بأى دافع آخر، وأقصد الشباب المصرى القبطي، أما الأجانب فى أنحاء العالم فقد سبقونا فى ذلك! والمؤتمر الذى عُقد شهر مايو 2016 فى دير رهبان فى بوزيه بألمانيا شاهد على ذلك. 



أخبار كنسية

- هاجم البابا تواضروس الثانى موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) ووصفه بميادين الأكاذيب. البابا يشهد حملة هجوم ضارية من الشباب القبطى على الفيس بسبب تصريحاته الأخيرة التى أعقبت هجوم الدير حيث طالبه الشباب بالاعتكاف بالدير والتفرغ للصلاة.


- أقام الأنبا «باسيليوس» رئيس دير الأنبا صموئيل - المعترف بمغاغة منذ عشر سنوات - كنيسة داخل الدير باسم الشهداء ،وهذه الكنيسة هى التى تم دفن شهداء «طريق دير الأنبا صموئيل» بها، ويقوم الأسقف حاليا بتجهيز المدفن بصورة لائقة بالشهداء حيث من المقرر أن تقام بالدير صلاة الأربعين.
- عبر القس مكارى يونان كاهن الكنيسة المرقسية بالأزبكية عن حزنه الشديد  جراء قرار وقف اجتماعه الأسبوعى بالكنيسة، وقال إن قلبه يبكى من الظلم وخاصة من الشائعة التى نشرها قس يحتل منصبا كبيرا فى الكنيسة، وتقول إن إيقاف الاجتماع جاء خوفا وحرصا على الأب مكارى وعلى حياته لدواعٍ أمنية، ونفى وصوله أى تهديدات بعد تصريحاته ضد الشيخ سالم عبدالجليل، ورشحت مصادر كنسية تسفير الأب مكارى للخدمة فى إحدى كنائس أمريكا قريبا.