الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

2 مليون حالة زنى محارم فى فرنسا

2 مليون حالة زنى محارم فى فرنسا
2 مليون حالة زنى محارم فى فرنسا


يظل موضوع زنى المحارم  أكبر التابوهات فى كل المجتمعات على اختلاف ثقافاتها وكابوسا تعانى منه الكثير من الدول.. خاصة مع وجوده بدرجات متفاوتة فى  36 دولة تشمل دولا عربية  طبقا لإحصائيات معهد يونيكرى UNICRI  عدا اليابان التى لا توجد بها حالة واحدة.
وأسباب زنى المحارم كثيرة ومتشعبة أهمها قلة الوازع الدينى والفقر والتقارب غير الطبيعى بين أفراد الأسرة بسبب ضيق مساحات المنازل، هذا بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والسلوكية.
 وتشير أحدث إحصائية لليونيسيف إلى أن أكبر نسبة زنى محارم 25٪ بين الأخ وأخته، 12٪ بين الأب وابنته، 9٪ زوج الأم وابنة الزوجة، 6٪ بين الابن وزوجة الأب.
وإذا كان زنى المحارم معترفًا به فى العصور القديمة مثل الفراعنة إلا أن الاديان كلها حرمته تحريما كاملا غير قابل للتأويل.
هذه القضية المخجلة ألهمت صناع السينما بطرحها فى فيلمين شديدى الجرأة الأول إسرائيلى تم طرحه العام الماضى بعنوان «بعيدا عن أبى» الذى تدور أحداثه فى أجواء مشحونة بالخوف والشعور المتعاظم بالذنب من خلال قصة الأب موشى الذى يعيش مع ابنته تمير فى شقة فى نوع من العزلة الجهنمية يتقاسمان الطعام وممارسة الجنس، تقضى تمير يومها فى دوامة من الهوس النفسى تسعى لتخفيفه بغسل جسدها مرارا وكأنها تريد التخلص من الدنس وتشتد حدة معاناة الفتاة النفسية فتصاب بالبوليميا وتحاول تشويه ذراعها بشفرة حادة. تصاب الفتاة بالسمنة كأنها تريد حماية جسدها من الانتهاكات التى يمارسها الأب من ضرب واغتصاب وكأن العذاب المسلط على جسدها هو الوسيلة الوحيدة لانتهاك حرمته.
وتبلغ ذروة العنف عندما يعيش الأب علاقة حب مع امرأة أخرى مع استمراره فى استغلال ابنته، ويثير دخول المرأة الجديدة حياتهما الاضطراب والحيرة لدى تمير، حيث تعصف بداخلها الغيرة والغضب فتصير فريسة أسهل لتلاعب والدها.
يولد الفيلم لدى المتفرج من أول وهلة إحساسًا متعاظمًا بالاختناق والقلق أمام سادية الأب الذى لا يترك للضحية خيارا آخر سوى الرضوخ للعنف، وهو ما يحدث غالبا فى الحقيقة فى تشريح متقن لأكبر التابوهات الإنسانية وفتح  طاقة أمل بلقاء الفتاة لامرأة تساعدها للخروج من المحنة.
فى البرنامج الفرنسى الشهير «أحمر بالخط العريض» ذكر مركز البحوث الاجتماعية الفرنسى أنه يوجد نحو مليونى حالة زنى محارم فى فرنسا وحدها!
وفى محاولة للفت الأنظار لهذه الظاهرة المنتشرة تم عرض فى مهرجان كان الماضى فى مايو فيلم «مارجريت وجوليان»، وهو مستوحى عن قصة حقيقية حدثت فى فرنسا فى القرن الـ17 ويدور حول قصة حب بين فتى هو جوليان وشقيقته مارجريت، حيث يتغير الحنان الأخوى بين مارجريت وجوليان إلى عاطفة تقضى على ما تبقى من سحر الطفولة وبراءتها. وينتمى الأخوان إلى الطبقة الارستقراطية فى فرنسا فى القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر.
هذه العلاقة الغريبة المرفوضة اجتماعيًا والمجرمة قانونيًا والمحرمة دينيًا فى ذلك الوقت، تستمر كل محاولات الأسرة فى القضاء عليها بشتى الطرق بما فى ذلك تزويج الفتاة إلى رجل يكبرها فى العمر، ترفض معاشرته جنسيًا وتتمكن من الهرب من ضيعته بمساعدة جوليان وتعود الفتاة إلى منزل الأسرة، وتلتقى جوليان سرا ويحذر قس من أقارب العائلة والد الشابين من عواقب العلاقة الآثمة، لكن الأم تساعدها على الهرب، لكن زوج مارجريت يقاضيها بتهمة الزنى خاصة أنها قد حملت من شقيقها وأنجبت منه.
وإذا كان الفيلم الإسرائيلى «بعيدًا عن أبى» يحمل فى ثناياه مشاعر الذنب والخوف والنفور الحقيقى من العلاقة الشاذة فإنه فى فيلم «مارجريت وجوليان» تبدو العلاقة سلسة لا تهز القصور ولا الكنيسة حتى الملك لم يبد مصدوما وقرر إعدام الأخوين فقط حتى لا تزيد سمعته النزقة فى أوروبا سوءاً وليس لاستنكاره لأفعال الأخوين.
إذا كانت ظاهرة الشذوذ الجنسى رغم كونها من الكبائر فى الأديان السماوية الثلاثة وتحريمها تحريما كاملا إلا أن المجتمعات الغربية اعترفت بها إلا أن زنى المحارم حالة أكثر خصوصية وحرجا من المستحيل التعامل معها أو تخفيف وطأة ما تحدثه فى النفوس من نفور.
نتمنى ألا يأتى اليوم الذى تعترف فيه الدول الغربية بزيجات من هذا النوع، وربما ستكون نهاية العالم قد حلت بالفعل.
من المنتظر أن يعرض فيلم «مارجريت وجوليان» قريبا.
الجدير بالذكر أن المخرجة إيناس الدغيدى تحضر فيلما عن زنى المحارم فى مصر من المنتظر أن يحدث ضجة عند عرضه.∎