
أسامة سلامة
«بأى حال عدت يا مدارس»؟
بدأ الموسم الدراسى الجديد، ورجع التلامذة للفصل تانى، وبعد أجازة قصيرة عادت معاناة أولياء الأمور، والتى تبدأ بدفع المصاريف مرورا بالاشتراك فى الباص ولا تنتهى بشراء اليونيفورم ومستلزمات الدراسة، وكل ما سبق عبء ينوء به كاهل الآباء والأمهات بعد ارتفاع المصاريف والأسعار لدرجة غير مسبوقة، رغم محاولات الحكومة التخفيف على الأسر من خلال منافذ بيع المستلزمات بأسعار مخفضة، والكل سواء فى الأعباء سواء من ألحق أبناءه بمدارس خاصة أو من أدخلهم مدارس حكومية، ولكن هذا الهم ليس هو الأساسى لدى أولياء الأمور الذين يكاد يقتلهم القلق من أن يتكرر فى الموسم الجديد ما حدث فى العام الماضى، والذى عانى فيه الطلاب كثيرا بسبب العديد من المشاكل، وكان على رأسها تطبيق التعليم من خلال التابلت على طلاب الصف الأول الثانوى، وعدم القدرة على استخدامه نتيجة ضعف الإمكانيات التقنية فى معظم المدارس ما جعل التخبط سيد الموقف خاصة عند الامتحانات، حتى إن بعضها جرى بنظام التابلت وبعضها ورقى، وهو ما أدى إلى إعلان الوزارة أن الامتحانات بالتابلت كانت على سبيل التجربة، ولا ينكر أحد الدور الذى تحاول الوزارة القيام به فى تطوير التعليم، وهى هنا ينطبق عليها المثل الشعبى «الشاطرة تغزل برجل حمار»، ولكن هذه الجهود المحمودة والنوايا الحسنة غير كافية فى ظل الظروف والإمكانيات المحدودة، وهو ما يجعل أولياء الأمور يتساءلون، ماذا أعدت الوزارة للموسم الجديد خاصة أن نظام التابلت من المفترض أن يطبق هذا العام على الصفين الأول والثانى الثانوى ؟ هل هيأت المدارس لاستخدامه وأصلحت المشاكل التقنية التى عطلت الاستفادة منه؟ أم أن الأمر سيظل كما كان فى الموسم الماضى وتستمر حالة «اللخبطة التابلتية»، وهل تم تدريب المدرسين على استعماله وكيفية تعليم الطلاب من خلاله أم أنهم بقوا على حالهم القديم؟ وهل أنشأنا مدارس وفصولا جديدة أم سنشاهد حالات التكدس داخل الفصول والتى تعرقل المدرس عن الشرح والأولاد عن الاستيعاب؟ وهل هناك خطة حقيقية لمواجهة الدروس الخصوصية التى يضطر إليها طلاب الثانوية العامة أم ستترك الوزارة أولياء الأمور فريسة لمافيا السناتر وعباقرة وعلماء وأباطرة ووحوش المواد المختلفة كما يطلقون على أنفسهم؟ هل تم تحديث المناهج لتواكب تطلعات الوزارة نحو تعليم أفضل أم تظل الأحلام غير قابلة للتطبيق؟ وهل يستمر ارتفاع درجات القبول فى كليات القمة والتى تحرم من لم يحصل على 97 % من الالتحاق بها رغم تفوقهم؟ وهل هناك أمل فى أن يجد أبناؤهم وظيفة بعد التخرج من الجامعات؟
أوقن أن الوزارة تعمل جاهدة على حل المشاكل، ولكن أولياء الأمور فى قلق واضطراب وعلى لسانهم يقولون «مدارس بأى حال عدت يا مدارس - بما مضى أم بأمر فيك تجديد» مع الاعتذار للشاعر العظيم أبو الطيب المتنبى وللشعر وللغة العربية.