
طارق مرسي
آلام وريث العندليب
فى 19 أبريل القادم عشاق العندليب الراحل عبدالحليم حافظ حائرون يتساءلون فى جنون.. هل يستمتعون بنجمهم المفضل وبعثه مرة أخرى بمادة «الهولوجرام» الضوئية أم سيكونون غاضبين وساخطين من ظهوره على المسرح رغم أنف ورثته الشرعيين ومن محاولات السطو الضوئى على اسمه وصوته وجسده واستحلال إبداعاته التى قدمها على أجنحة الآلام والمعاناة؟!
إننا أمام قضية فى منتهى الخطورة وهى التربح والكسب غير المشروع على جثة عبدالحليم وعلى حقوق ورثته وحقوق الأداء العلنى ليس فى استخدام صوته وأغنياته، بل إعادته للحياة بتقنية ضوئية كما أنه يقدم حفلا غنائيا على الهواء.
«الهولوجرام» عبارة عن تصوير ثلاثى الأبعاد عن طريق تسليط الضوء فى جسم ليعطى شكلا مجسما باستخدام أشعة الليزر، وهو أحد أسلحة الجيل الخامس لطرح واقع افتراضى وفى الفن استخدمت فى أمريكا لاستحضار شخصية المطرب الشهير مايكل جاكسون وفى مصر استعانت بها قناة MBC مصر فى حفلها الأسطورى بقلعة صلاح الدين لافتتاح القناة بوصلة مذهلة لأم كلثوم أدهشت الجميع.. قناة MBC والقائمون عليها لجأوا للطرق الشرعية وقدموا فقراتهم لأول مرة فى مصر بعد الحصول على موافقة الورثة وكل من يهمه أمر كوكب الشرق دون تصدير أزمات أو استيلاء على حقوق مثلما فعلت الشركة المسئولة عن الحفل وتدعى «سكاى برودكشن» التى وتحت رعاية المستحوذ على تراث عبدالحليم وهو المنتج محسن جابر دون الرجوع للوريث الشرعى وهو محمد شبانة ابن شقيق عبدالحليم حافظ صاحب الحقوق الأصلى ليواجه شبانة فصلا جديدا من الاستغلال والتكسب على حساب عمه المطرب الراحل.
«شبانة» بعد ساعات قليلة من إحيائه ذكرى عبدالحليم الـ42 فوجئ بالصدمة والإعلان عن حفل غنائى بالتجمع الخامس بطله عبدالحليم حافظ وعندما لجأ إليه القائمون على الحفل ارتطم بمساومات الشركة المنظمة ومحاولة الحصول على موافقته مقابل أجر زهيد، وفى المقابل حصول الشركة على تسهيل من المنتج محسن جابر بعد حصوله على مقابل ضخم للسماح باستخدام أغنيات حليم الذى يملك جزءًا من حق استغلالها والذى فى الوقت نفسه فى نزاع غير عادل مع محمد شبانة على نسبته من حقوقه المشروعة من تراث عمه والتى يديرها محسن جابر باقتدار لحسابه مقابل نسبة مشبوهة «لشبانة» بينما تقول المستندات أن عائد استغلال تراث حليم يتجاوز المليارات فى السنوات الأخيرة من حصيلة إذاعة أغنياته حول العالم واستخدامها مع شركات شبكات التليفون المحمول، ومواقع إلكترونية وتتجاوز الـ40 مليون دولار سنويا، ويملك شبانة مستندات صادمة عن مكاسب جابر من تراث عمه مقابل نسبة هزيلة له، الأمر الذى يؤكد حدوث كسب غير مشروع لمحسن وشركته على مدار أكثر من 10 سنوات ويتحجج صاحب شركات «مزيكا» بأن شقيقة عبدالحليم الراحلة الحاجة علية شبانة وقت بيعها حصتها له قالت إنها لن تجد غيره أمينا على تراث شقيقها وفى المقابل يعاقب شبانة سنويا على رفضه التفريط فى تراث عمه وبيعه بمنحه مقابلا سنويا ضعيفا.
شبانة بعد تحرير محضر رسمى ضد الشركة المنظمة للحفل لمنعه يحتفظ بمستندات جديدة من المتوقع أن تقلب الموازين على تراث العندليب رأسا على عقب وكفيلة باسترادد التراث كاملا وفساد إجراءات البيع برمتها وهى المعركة الجديدة التى يخوضها فى سبيل استرداد تراث عمه وحقوقه الشرعية.
وريث العندليب الوحيد تقدم بإنذار رسمى لنقابة الموسيقيين للتدخل ومنع حصول الشركة المنظمة للحفل على تصاريح إقامته واستغلال اسم عبدالحليم وصورته وصوته فى الحفل استغلالا ماديا وتجاريا بوصفه صاحب الحق القانونى والوريث الشرعى لإدارة أموال عبدالحليم حافظ كما تقدم شبانة بإنذار مماثل للشركة المنظمة للحفل ومدير قاعة المنارة بمركز المؤتمرات لمنع إقامة الحفل وفقا لمواد القانون.
محمد شبانة فجر مفاجأة أخرى فى ملف أزمة تراث عمه باستعداده تخصيص جزء من الأموال المنهوبة سنويا لصندوق تحيا مصر بعد حصوله على حقه المهدر كاملا.. ليستكمل وصية عمه الذى كان يخصص دخل حفلات للمشروعات القومية فضلا عن حفلاته وقت النكسة للمجهود الحربى لمصر الذى عشق ترابها وسماها بروحه وقلبه وعطائه الفنى الخالد.
وأخيرا ومن واقع معرفتى بمحسن جابر، وهو آخر صناع المواهب الغنائية فى مصر، فإن الكرة مازالت فى ملعب الطرفين أمام القانون لحصول كل ذى حق على حقه.. وسؤالى المطروح هنا: هل يرضى أن يستغل أحد كتالوجاته الغنائية وميراث أبنائه مثلما حدث مع ورثة عبدالحليم حافظ فى دولة القانون .. والإجابة فى قلب وعقل «جابر» من أجل تحقيق تراث غنائى خالد لكل الأجيال.>