الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
عقاب برهامى.. وإساءة الأدب!

عقاب برهامى.. وإساءة الأدب!


ليس جديدا ما قاله ياسر برهامى على صفحته عن تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، فقد كرره أكثر من مرة فى السنوات السابقة، هو وأمثاله من السلفيين.. ومنذ سمح لهم بالظهور الإعلامى، أمطرونا بكلام- وليس فتاوى- يقسم المجتمع ويطعن المواطنة فى مقتل ويهدم الوحدة الوطنية، وأؤكد على أنه «كلام»؛ لأن الفتوى تصدر ممن لهم حق إصدارها مثل الأزهر ودار الإفتاء ومن المصرح لهم من الأئمة بوزارة الأوقاف، أما غيرهم فما يصدر عنهم مجرد كلام.
ورغم أنه لغو لكن لا يجب الاستهانة به فبعض المواطنين البسطاء يتوهمون أنهم شيوخ ورجال دين لمجرد أنهم يستعينون فى كلامهم بتفسيرات غير صحيحة للآيات القرآنية وللأحاديث النبوية أو يضمنونه بعض ما جاء فى كتب التراث التى يجب تنقيتها مما يخالف الإسلام وشريعته السمحة النقية،
ولكن لماذا يكرر برهامى كلامه الذى مللنا منه عند كل مناسبة مسيحية؟
 يدرك برهامى أن أنصاره وأتباعه سيعيدون نشر كلامه على نطاق واسع، وأن وسائل الإعلام المختلفة ستتلقفه كما يحدث كل مرة وتناقشه، فيضمن بذلك وصوله إلى أكبر عدد من المواطنين فى الداخل والخارج، ويعرف أن عددا ولو قليل سيتأثر به ويطبقه، وهو ما يقربه من تحقيق هدفه، فهو يرغب فى قسمة المجتمع وجعل المسيحيين المصريين أهل ذمة ومواطنين من الدرجة الثانية ليس لهم كامل حقوق المسلمين، وهو ما يضعف الدولة ويوهنها ويجعلها لقمة سائغة لمن يريد التهامها.
ولكن ما يجعل برهامى يعيد ما قاله سابقا باطمئنان أنه يدرك أن كلامه سيحدث فورة غير مؤثرة، سيرد عليه بعض رجال الدين الإسلامى، وسيعترض الأقباط، وسيهاجمه عدد من المسلمين المؤمنين بالمواطنة، ثم يهدأ الأمر بعد عدة أيام، وننسى ما فعله.. وكأن جريمة لم ترتكب، أو محاولة لهدم الوطن لم تحدث.
برهامى يتحدى الجميع بكلامه: الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف الذين أفتوا بإباحة تهنئة المسيحيين بأعيادهم حيث دعا مفتى الجمهورية فى بيان أصدره منذ أيام «إلى تهنئة الإخوة الأقباط فى أعيادهم وعدم الاستماع لفتاوى المتشددين التى تحرم ذلك، وأوضح أنه يجوز شرعا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم باعتباره من باب البر الذى تأمرنا به الشريعة الإسلامية، وإن هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذى أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق»، والأهم أن شيخ الأزهر والمفتى ووزير الأوقاف زاروا البابا تواضروس للتهنئة بعيد الميلاد، ولكن برهامى وصف من يهنئ المسيحيين بأعيادهم بأنه ارتكب فعلا أشر من الزنى وشرب الخمر، فماذا سيفعل المفتى وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف إزاء هذه الأقوال التى تجعلهم أمام المسلمين متهمين فى دينهم؟ هل يصمتون أم يتخذون موقفا رادعا ضد من فسر الدين على هواه؟
 يتحدى برهامى أيضا الدستور والقانون.. وما مصير البلاغات المقدمة ضد برهامى والتى تتهمه بإثارة الفتنة وتحقير وازدراء أحد الأديان السماوية وتشبيه المنتمين له بالكفار، مما قد يؤدى لاتخاذ المتشددين كلامه ذريعة لإهدار الدم وترويع الآمنين والإضرار بالوحدة الوطنية وترابط جميع طوائف الشعب وهو ما يخالف المواد 98 و160 و 161من قانون العقوبات، فهل تتخذ هذه الجهات إجراءات التحقيق معه ومحاكمته هذه المرة، أم يتكرر ما حدث فى المرات السابقة؟
يتحدى برهامى كل دعاة الدولة المدنية والمواطنة ويخرج لهم لسانه، وإذا أرادوا قطعه فعليهم التضامن مع البلاغات المقدمة ضده وخلق رأى عام يحول بينه وبين تحقيق أهدافه الخبيثة.
 برهامى يتحدى كل هؤلاء وعلى رأسهم مؤسسات الدولة.. وإذا صمتوا فسوف يعيدها ويكررها مرات ومرات فمن أمن العقاب أساء الأدب.