
هناء فتحى
إنه «فيسبوككم» الأعلى لو كنتم تعلمون
هل يستطيع الغضب العارم العام الذى اجتاح ملايين مرتادى تطبيقات التواصل الاجتماعى أن يغير من إيمانهم وعقيدتهم الراسخة منذ عام 2004 تجاه الفيسبوك؟ هل يستطيع بعض المتضررين - من فجاجة ووقاحة الأسئلة التى تلح إدارة الفيسبوك يوميًا وكل لحظة من فرضها عليهم - أن يغلقوا التطبيق فى وجه السيد مارك زوكربيرج وجماعته المبشرين بالرذيلة والفواحش؟ باللمم والكبائر؟ كان التطبيق قد قام مؤخرًا بفرض أسئلة استقصائية خاصة وعامة.. كثير منها أسئلة جنسية تم توجيهها لعدد لا بأس به من المريدين والمؤمنين والتابعين للفيس فى الأرض..فكان أن قامت منظمات ووسائل إعلام وشخصيات ذات حيثية بإعلان غضبها ورفضها لبعض الأسئلة، ثم قاموا بمناقشة الأمر والمطالبة برفع دعاوى مما اضطر إدارة الفيس لمحو بعض من هذه الأسئلة المشينة والتى تدعو علنا لنشر الرذيلة على صفحات الفيسبوك.. فقد طلب التطبيق من بعض الصغار تحت السن القانونية نشر صورهم أثناء التزين لإقامة علاقة جنسية،
ثم كان السؤال الصدمة الذى قامت إدارة الفيس بإرساله لملايين المشتركين، خاصة من الرجال المشهورين بعشق الأطفال..طلبت منهم أن يطلبوا من الصغار نشر صورهم على صفحاتهم الخاصة.. صورًا وهم يمارسون الجنس معا.. كان هذا أحد وأهم وأصعب وأقذر الأسئلة التى هزت عرش الفيسبوك.. حتى إن ال بى بى سى وال جارديان وال يو إس إيه توداى قاموا بنشر السؤال ومعه نشروا احتجاجات عارمة لمريدى التواصل عبر العالم
هذا نص السؤال فى صورته المرسلة if Pedophiles should be able to ask Kids for «Sexual pictures
ما الذى يجعل مارك ورفاقه أن يقوموا بطرح مثل هذه الأسئلة؟.. لمن ولماذا وكيف يستخدمونها؟ ما هو الدور الفعلى الذى يتولاه الموقع؟ من هؤلاء الأشرار الذين يتربعون على العرش العالى فى الفضاء الإليكترونى الملعون؟
كما أن هذه الصور البسيطة الأسرية المصدرة لنا من السيد مارك وزوجته الصينية عن حياتهما لم تعد تنطلى علينا.. هذا الملياردير مؤسس موقع الفيس بوك «القديس» ليس سوى مسيلمة الكذاب.. أو فى أقل تقدير هو «راسبوتين» الأمريكى
السؤال الأكثر إلحاحا هو: لماذا ننصاع صاغرين تجاه الدخول فى مجتمع صداقات الموقع بكل ذاك الحب الجارف؟ هل هو الإحساس بالفقد والوحدة والوحشة الذى يسكننا؟ هل قام التطبيق بالفعل بتجميعنا وخلق عالم كان مفقودًا فى حياة كل منا..هل عثر أحدنا علي جنته ومبتغاه؟ ثمّ، هل ندرك الآن أننا صرنا ألعوبة فى يد أجهزة لا نعلمها أو نعلمها «وبنطنش» لأجل حاجتنا واحتياجنا أن نذوب وسط جمع مفترض وليس حقيقيًا بنسبة كبيرة؟ هل نحنُ ضحايا حقًا أم نحنُ الجناة؟
لأنه ولا أعتى أجهزة المخابرات.. ولا أكثر الديانات تأثيرا.. ولا إبليس نفسه استطاعوا أن يستلبوا الناس بصورة مطلقة.. ولا نجحوا فى الهيمنة الكلية على البشر هكذا مثلما فعل ويفعل السيد فيسبوك.. أستغفر الله العظيم.. ولم يحدث أن ارتضت مليارات البشر فى أربعة أرجاء الكون أن يتم اختراق عقولهم وقلوبهم وغرف نومهم وقيادة مصائرهم حتى إنهم اختلفوا حول الله ودياناته.. لكنهم صاروا كالمسحورين تجاه سيدنا مارك زوكربيرج.. هذا الذى يسكن الفضاء الأعلى يطل علينا يجمعنا ويطرحنا ويقسمنا ويضربنا ونحن له صاغرين.. يعد علينا الأنفاس ويعلم خائنة الأنفس وما تخفى الصدور