الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لماذا تكره الشعوب «زوجة الرئيس»؟!

لماذا تكره الشعوب «زوجة الرئيس»؟!


 كل الأمنيات والحملات المبكرة والمبادرات التى قام بها  توم هانكس وميريل ستريب وستيفن سبيلبيرج وروبرت دى نيرو.. وكثيرون لتهيئة الممثلة والمذيعة الأميركية واسعة الشهرة  أوبرا وينفرى كى تصبح رئيسة أميركا فى انتخابات  2020  متخطين ومتجاوزين ومتجاهلين  هيلارى كلينتون - اللى هتموت ع  الرياسة - تجعلك  فى حالةِ حيرة وتساؤلات عن: ما الذى بجعل شعوب الأرض  بلا استثناء يكرهون زوجة الرئيس ويسقطونها فى الانتخابات التى تلى موته أو قتله أو عزله أو إنهاء مدته  بينما يرحبون بالنساء اللواتى لسن «زوجة الرئيس السابق» حتى ولو تمتعت بعضهن بالشرف والتواضع والجسارة ورجاحة الرأى والقرار؟ وسيبك بقى  من رجالاتنا الذين ترعبهم ولاية المرأة وشكل المرأة وصوت المرأة.. وقوة المرأة.
ففى ليلة مفاجئة من ليالى أميركا الجميلة.. وعلى قنوات التليفزيون الأمريكى الثلاثاء الماضى استضافت المذيعة واسعة الشهرة والتأثيرEllen De Generes  الفنانين الرائعين Tom Hanks وMeryl Streep   ليعلنوا أن ثلاثتهم سيكونون خلف Oprah Winfrey إذا ما وافقت وقررت خوض انتخابات 2020.. وذلك عقب كلمتها المؤثرة جداً أثناء توزيع جوائز الـgolden globes بداية الأسبوع الماضي.. تلك الحملة التى تضمر فى وضوح لرفض الأميركان لرئيسهم الحالى دونالد ترامب المنتهية ولايته فى 2020.. تلك الحملة التى بادر  ستيفن سبيلبيرج بالمشاركة فيها عبر رسائل الـsms   لبرنامج  ألين دى جينرز The Ellen Show فما كان من الجميل روبرت دى نيرو إلا وأعلن بطريقته رفضه القاطع  لترامب واصفاً إياه  بمصطلح صار أيقونة تويتر: «The Baby in Chief» قاصداً ترامب.. بالإضافة لسيل  الشتائم الموجهة للرئيس كـ «الغبى والأبله والخنزير».
لاحظ أن الأميركان حين دشنوا وهيأوا الأجواء لأوبرا وينفرى قد أسقطوا هيلارى كلينتون من حساباتهم  بالقاضية!! هذهِ المرأة زوجة رئيسهم السابق بيل كلينتون!!.
هل لأنها وفقط كانت زوجة رئيس تشاركه الحكم فى الخفاء والعلن؟ أم لإخفاقاتها المتتالية فى ملفات الشرق الأوسط حين كانت وزيرة خارجية أوباما أثناء فترة ولايته الأولي؟ أم لتغاضيها عن فضائح زوجها المهينة وبقائها فى بيته الخاص وبيته الأبيض بواشنطن لأنها كانت عيونها علي الرئاسة.. لاحظ أيضاً أنهم أسقطوها من قبل واختاروا ترامب بكل شططه ونزقه وجنونه وتحرشه.. وها هم يرفضونها للمرة الثانية.
كل الكراهية والرفض الذى منيت به  هيلارى كلينتون كان  لسوء سير وسلوك وليس فقط لكونها امرأة تترأس رجالاً.. ناهيك عن لقب زوجة الرئيس الذى يسبب «أرتكاريا» فى أدمغة النسوة والرجال علي حد سواء.
فى حكاية الانقلاب الزيمبابوى علي الرئيس موجابى البالغ 94 عاماً من الحكم الفردى للبلاد.. لم يكن وحده هو سبب الغضب عليه بل  كان السر فى زوجة الرئيس جريس موجابى الداهية الطاغية والتى كانت تحكم البلاد بدلاً منه، والتى كانت تتهيأ لتولى الرئاسة القادمة.. إلى حد ما وباختلاف التفاصيل.. كانتا جريس  وهيلارى متشابهتين.
أما فى بلادنا العربية الميمونة المحمومة بالفكر المتعصب العنصرى  فستجد شعوبنا نساءنا قبل رجالنا  يكرهون المرأة الرئيس ليست لأنها فقط كانت زوجة رئيس بل لأنهم لا يعرفون ولا يقبلون أن  امرأة  ولو كانت زعيمة ذات عزيمة وحنكة وصاحبة انتصارات كبرى كشجرة الدر.. المرأة التى هزمت ودحرت الغزو والاحتلال الفرنسى لمصر  فيما عرف تاريخياً بالغزو الصليبى السادس.. استطاعت فى 80 يومًا فقط حكما أن تحرر البلاد وتشيع الطمأنينة والعدل.. لكنهم  تآمروا وقتلوها ليس فقط لأنها  كانت زوجة والى سابق «نجم الدين صالح أيوب» ثم «عز الدين أيبك» اللذين جلبا الاحتلال الفرنسى  لدمياط والمنصورة، لا.. ولكن لكونها امرأة  ناقصة عقل ودين.. فكيف  تولى عليهم امرأة يا  رجال؟!
بئس الرجال>