الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
د.صبرى ود.سعاد.. شكرًا

د.صبرى ود.سعاد.. شكرًا


الشكر الجزيل للدكتور صبرى عبد الرءوف والدكتورة سعاد صالح على الخدمة الجليلة التى أسدياها للإسلام، فقد أعادا للأضواء مرة أخرى الكلام عن تنقية كتب التراث، وهو المطلب الذى بح به صوت الكثيرين ممن أملوا أن يستجيب لهم رجال الأزهر الشريف، وإذا كانت الدعوات الممتدة طوال السنوات السابقة لم تجد استجابة قوية من المؤسسة الإسلامية الأولى فى العالم، فإن الواقعتين الأخيرتين هما بمثابة دعوة جديدة وقوية لشيخ الأزهر للقيام بالجهد المطلوب فى هذا الملف.
 وأهمية هذه الدعوة أنها جاءت من اثنين من قيادات الأزهر، بل إنهما يدرسان للطلاب الذين سيتخرجون وينقلون ويبلغون ما تعلمونه على أيديهما إلى عوام الناس وبسطائهم، الاثنان أستاذا الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أى أنهما عالمان جليلان تلقيا العلم وعلماه على مدى سنوات طويلة ويحق لهما الفتوى فى الأمور الشرعية بحكم ما درساه وما يدرسانه، ولكن لابد أولاً أن نفرق بين ما صدر عن د.صبرى، وما قالته د.سعاد، الأول تم استدراجه لكى يفتى بأن ممارسة الجنس مع الزوجة المتوفاة ليس زنى، ورغم استنكاره هذا الفعل فإن الإلحاح عليه فى السؤال دفعه للقول بهذه الفتوى السيئة والتى للأسف لها أصل فى كتب التراث، أما د.سعاد فقد جاء كلامها فى معرض الرد على د.صبرى وتفنيدها لفتواه وأن الزوجة تصبح أجنبية لزوجها بمجرد وفاتها، وبالتالى فإن الممارسة الجنسية معها زنى، ومع النقاش انفعلت أستاذة الفقه وقالت أن بعض العلماء أباحوا وطء الحيوانات، وهو كلام موجود فى كتب التراث، وكانت تشير إلى أن هذه الكتب بحاجة إلى مراجعة وتنقية، والحقيقة أن هذه الكتب الصفراء مليئة بالفتاوى الغريبة مثل جواز أكل لحم الجن، وأيضا لحم الأسير الكافر ولحم المرتد، هذه الكتب تبيح تزويج الفتاة الصغيرة حتى ولو كان عمرها يوما واحدا وهو ما قال به مؤخرا أحد المنتسبين للسلفية، وبها التداوى ببول الإبل، ورضاع الكبير حتى يحرم على المرأة، كذلك عدم إلزام الزوج بعلاج زوجته إذا مرضت ولا تكفينها إذا ماتت، كما أن حمل المرأة يمكن أن يستمر أربع سنوات، وتنادى هذه الكتب بالتضييق على المسيحيين فى الطرقات، كل هذا وأكثر يتم تدريسه ضمن مناهج الأزهر صحيح أن بعضا من هذا تم إلغاؤه من المناهج، ولكن من يقرأ هذه الكتب يجدها دون تفنيد أو تضعيف، ولهذا فإن ما قالاه «د.صبرى ود.سعاد» أحرج رجال الأزهر، فهذه المرة لم يأت الكلام ممن يراهم بعض رجال الأزهر خارجين عليه أو ممن يتهمهم بعض المشايخ بأنهم يريدون هدم الإسلام، أو باحثون عن الشهرة، أو علمانيون وهى التهم التى طالت معظم من طالب بتجديد الفكر الدينى وتنقية كتب التراث، من د.طه حسين والشيخ على عبدالرازق وقاسم أمين إلى د.نصر حامد أبو زيد وإسلام البحيرى وغيرهم، وهى تهم لا يستطيع رجال الأزهر توجيهها للدكتور صبرى والدكتورة سعاد فالاثنان لهما مكانتهما فى جامعة الأزهر، الآن ماذا سيفعل الإمام الأكبر؟ هل ينتهز الفرصة هذه المرة ويواجه من يرغب فى بقاء الحال على ما هو عليه ويريد الاستمرار فى تقديس هذه الكتب لمجرد أننا ورثناها عن السلف؟ أم يتقاعس عن نصرة الإسلام الذى يطلب إنقاذه مما لحق به من غبن وظلم وتشويه، الإسلام ينادى واأزهراه فهل يغيثه الإمام الأكبر؟