الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
معندهمش شطاف فى التواليت

معندهمش شطاف فى التواليت


هذهِ ليست مزحة ولا سخرية من الشعب الألمانى.. لكن:
تظل الصدمة الحضارية الأكثر تأثيراً التى يواجهها مواطنو دول جنوب وشرق المتوسط عند نزوحهم- سياحة أو هجرة أو تهجيرا- إلى دول شمال المتوسط: أن دورات مياه الأوروبيين -بيوتهم وفنادقهم - تخلو من الشطاف أو «كوز مياه».
الحدث الجلل والذعر العام الذى أصيب به الشعب الألمانى كله منذ أسبوع، حين علم أن المركز الثقافى بكولونيا قد بنى دورات مياه بها خرطوم تراعى خصوصيات الجالية المسلمة فجر المسألة المسكوت عنها قرونا.. وإذا بهذا البناء يتحول فى ألمانيا إلى قضية رأى عام وتهكم وتندر وسخرية من المهاجرين العرب الأوباش الذين يستخدمون مياه فى الحمامات! وخد عندك هاشتاجات على تويتر والفيس بوك تطاولت وتوغلت فى العقيدة كالتصريح الذى أطلقه على تويتر «كونراد مولر» أحد العاملين بالمركز الثقافى فى مدينة كولونيا.. كتب يقول: «من غير المعقول أن التغوط فى اتجاه مكة القبلة».. ومطاردات للمسلمين من عصابات النازيين الجدد فى الشوارع والمولات والملاجئ.
طيب لماذا لا يقبل الأوروبيون بالمقايضة؟ أنت تعلمنى صناعة محركات الـBMW وأنا أعلمك إزاى تعمل «بيبى»!
قضية شطاف الحمام فى أوروبا لا تقل ترويعا عن عصابات النازيين الجدد وتجار الأعضاء البشرية والدعارة والمخدرات.. كل الذين خرجوا من ديارهم إلى شمال المتوسط إثر الربيع الذى أطلقته أمريكا وحلفاؤها علينا قد عانوا من تسونامى أوروبى.. لم يجدوا اليوتوبيا فى انتظار تشريفهم الغالى كما كانوا يحلمون.. هم حتى غير قادرين على التغوط بطريقتهم.
النازيون الجدد الذين استشروا فى أوروبا وأمريكا ولم يجرؤ رئيس دولة أوروبية ولا أوباما وترامب بوصفهم إرهابيين كما وصفوا دواعشنا.. كلاهما الدواعش والنازيون صناعة «أورو أمريكية».. لكنهم ينعمون بالحماية من أجهزة الدولة.. وينعمون بالتسليح وعدم المساءلة فى مجمل جرائمهم وترويعهم للمجتمع.. تماماً زى اللى عندنا.
يواجه الرئيس الأمريكى ترامب أكبر مأزق منذ توليه الحكم.. فهو منذ الهجوم الإرهابى العنصرى الذى شنه اليمين الأمريكى المتطرف ضدّ مجموعة من المناهضين للعنصرية فى ولاية فرجينيا.. حادثة «شارلوتسفيل» أحد شوارع المدينة الذى أسفر عن قتلى وجرحى الأسبوع الماضى بعد دهس المتطرفين لعدد من المعتصمين الذين أسقطوا تمثالا لأحد العسكر الأمريكان شديد العنصرية ومؤيديه للعبودية.. وعلى إثره انطلقت مظاهرات كثيفة العدد والشعارات فى نيويورك وعدة ولايات. أبرزتها الواشنطن بوست فى صدر صفحتها الأولى : These are your people President Trump
لكن ترامب لم يعلق! ليه بقى؟ لأن وزير العدل فى حكومة ترامب وفى ذات الوقتِ هو أحد مستشارى الرئيس على صلة وثيقة باليمين المتطرف الأمريكى.. الشعب الأمريكى الذى غضب لتحطيم تمثال أحد الجنرالات - الله يرحمه - المؤيد لعبودية غير الأبيض.
هل هى نعمة أم نقمة أن يعانوا ما نعانيه.. أن يتجرعوا بعض سمومهم لهواننا؟
الحدث ذاته وبمسميات أخرى جرى فى الهند إثر إعدامات جماعية من الهندوس المتطرفين لعشرات المسلمين فى شوارع دلهى تحت دعاوى أنهم لا يحترمون البقر.. فالمسلمون يحللون أكل البقر بينما يقدسه الهندوس.. فى ذات الوقتِ تجد أن اغتصاب الفتيات اليومى فى نيودلهى لا يثير غضبهم ويتم فى الشوارع وباصات المدارس والمبانى الحكومية.. حتى صارت نيودلهى هى عاصمة الاغتصاب فى العالم.. يليها فى معدلات الاغتصاب السويد ثم أمريكا! مئات علامات التعجب!
هناك بعض المحللين الذين يدرجون العريضة التى تقدم بها مئات ألوف الفرنسيين من اليسار المتطرف ضدّ برجيت ماكرون، ضدّ حصولها على لقب السيدة الفرنسية الأولى.. وهو لقب أراد استحداثه لها الرئيس الزوج العاشق لامرأة تكبره بـ 24 عاما.. امرأة عجوز.. وأنت لا تعرف إن كانت أسبابهم عنصرية أو عاطفية؟ فالشعب الحر صانع موضة الثياب والبارفانات والقبلات والحب لم يستسغ بعد برجيت زوجة الرئيس.