
أسامة سلامة
من أجل القدس.. ومصر أيضًا
كل الشكر لمن فكر فى إصدار هذا البيان المهم وللموقعين عليه أيضا، البيان الذى أصدرته شخصيات عامة من المسيحيين المصريين ويتضامنون فيه مع مسلمى القدس ضد الانتهاكات الإسرائيلية جاء فى توقيت مهم للغاية، ويوجه عدة رسائل قوية فى اتجاهات متعددة، كما أن عباراته وكلماته تحمل مضامين يجب الالتفات إليها. البيان وبإيجاز يتلخص فى عدة نقاط أهمها:
«دعم مقاومة كل أشكال الانتهاك والقمع الذى يتعرض له مسلمو القدس فى دفاعهم عن المسجد الأقصى فى مواجهة تعنت سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى منع الصلاة بالرمز المقدس».
الإشادة «بوقفة المقدسيين المسيحيين مع إخوانهم المسلمين وتضامنهم معهم، معبرين عن مكانة المسجد الأقصى شأنها شأن كنيسة القيامة».
التأكيد على «ضرورة الدفاع عن حق العبادة فى كل مكان ولكل الأديان والمقاومة من أجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية تجاه مخططات الاحتلال فى تهويد مدينة القدس وتفريغها من مواطنيها المسلمين والمسيحيين على السواء».
التركيز على أن «قضية القدس لا تزال قادرة على أن تجمع بيننا وأن تجديد الاهتمام بها كقضية وطنية خاصة بين المسلمين والمسيحيين سوف يدعم القدرة العربية للقضاء على الإرهاب والذى يسعى إلى غلق الكنائس وتفريغ المنطقة من المسيحيين».
هذه النقاط الموجزة من البيان تحمل إشارات عديدة:
ما زالت لدينا قوى وطنية تصف إسرائيل بالاحتلال وأن القدس لها مكانة خاصة فى قلوب المصريين المسلمين والمسيحيين، وأن المقاومة حق مشروع يجب دعمه، وهى ضرورة فى مواجهة القمع والانتهاكات.
أنه يجب كشف المخططات الإسرائيلية لتهويد القدس وطرد أهلها المسلمين والمسيحيين منها، والعمل على وقف هذه المخططات.
أن المسلمين والمسيحيين يد واحدة وسيظلون فى رباط مهما فعل المتطرفون والإرهابيون وحاولوا التفريق بيننا.
أيضا أن قضية القدس تصلح بداية لتجميع المسلمين والمسيحيين باعتبارها ليست خاصة بديانة بعينها وأن من يعتدى اليوم على المسجد الأقصى سيعتدى غدا على كنيسة القيامة، وأن الأماكن المقدسة فى القدس هى ملك لأهلها جميعا مسلمين ومسيحيين، بل إنها ملك لكل العرب بجميع طوائفهم وعقائدهم.
أن التوحد ضد الانتهاكات التى يتعرض لها المسجد الأقصى يمكن أن تكون البداية لتوحدنا ضد الإرهاب والتطرف.
البيان رسالة تضامن مع المقدسيين، ولكنه رسالة أيضا إلى المصريين: لا تسمحوا لأحد أن يفرق بيننا لأن عدونا واحد، وإذا كان الإسرائيليون يمنعون المسلمين من الصلاة فى الأقصى فإن أمثالهم من الإرهابيين يمنعون المسيحيين من الصلاة فى الكنائس ويرفضون بناءها فى بعض قرى مصر، وعلينا جميعا أن نتصدى لهم ونكشف زيف كلام المتطرفين الذين يملأون رءوس البسطاء بأفكار يكفرون فيها المسيحيين ويتهمونهم بعدم الوطنية. بيان مهم وعلينا أن نهتم به ونبرزه وندعمه ليس من أجل القدس فقط، ولكن من أجل مصر أيضا.