الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
نجح مهرجان القاهرة وفشل السينمائيون

نجح مهرجان القاهرة وفشل السينمائيون


لم يكن التحدى الأكبر الذى يواجهه مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام فى كونه فقط قد جاء كعناقيد نور الفرح المنصوبة والممدودة بطول سرادق أحزاننا الخاصة والعامة.. وكأننا كنا ننتظره بهذا النسق والجمال بعد أن اختل توازنه فى السنوات الماضيات.
كان الخوف قائماً ليس فقط من عمل إرهابى متوقع بل من أن يرتدى الفيلد مارشال هانى شاكر - نقيب الموسيقيين - بدلته العسكرية ويجيب كلوديا كاردينالى وليلى علوى ويسرا من شعورهن على مسرح الأوبرا ليلة الافتتاح لأنهن يرتدين ملابس لاتراها ضبطيته القضائية، التى تسلمها أخيراً من وزير العدل مبتسما محبورا، ملابس غير مناسبة.. لكننى لما تذكرت أن المطرب السابق ليس نقيبا للسينمائيين «ارتحت».. وتذكرت أيضاً أن «كلوديا» كانت ترتدى ملابس محتشمة.. وأنها لم تعد حسناء الستينيات.
كان الأداء المهنى الرائع لماجدة واصف ويوسف شريف رزق الله ومجدى الطيب هو ما عبر بالمهرجان فى دورته السابعة والثلاثين فوق بحار التحديات والأخطار، والتى لم تكمن فقط فى كون المهرجان قد خذله السينمائيون وبخلوا بأفلامهم المهمة والجيدة ليفتتح بها ليلته الأولى وفضلوا كالقرع المصرى يمدوا ثمارهم للمهرجانات المجاورة التى تدفع أكثر.. انظر المهرجان الناجح لايلقى بعبئه فقط على إدارته بل على السينمائيين لو أرادوا!! فكان اختيار فيلم لميريل ستريب رمية موفقة من إدارة المهرجان.
أتخيل وأجزم أن إدارة الناقد الكبير مجدى الطيب للمركز الإعلامى بمهرجان القاهرة كان أهم الأسباب لأى نجاح سوف يتحاكون عنه بعد انتهاء الفعاليات: فإن يحرص المركز الإعلامى على إرسال مواعيد الأفلام والندوات- للصحفيين والفنانين والمهتمين بالتواجد للمشاهدة والمناقشة - حتى ولو تم تغييرها على آخر لحظة.. حتى تلك اللحظة الأليمة والخاصة بوفاة الناقد المغربى (مصطفى المسناوي) أثناء تغطيته لفعاليات المهرجان.. ثم اهتمام المركز الإعلامى بتأبين الضيف المهم كان عملا جليلا قام به مجدى الطيب.
وأتخيل أيضاً أن لولا تأمين «الجيش» لدار الأوبرا على هذا النحو الصارم جداً طوال أيام المهرجان وفى توقيت يشهد فيه العالم كله ومصر معه أعمالا إرهابية تختار الفنون والثقافة هدفاً لها.. بالإضافة إلى تأمين انتخابات برلمانية فى مرحلتها الثانية تبدأ فعالياتها عند انتهاء فعاليات مهرجان السينما.. وأتخيل أيضاً أن القوات المسلحة قد منعت عن المهرجان زحف «المطوفين الجدد» والسلفيين القدامى من ضرب «فتوى فى الكلوب» وإطفاء أنوار المهرجان.. ولم لا وقد صاروا يمتلكون ضبطية وهابية.. أقصد ضبطية قضائية لإهانة الفن والثقافة والإبداع وكنا نعتقد أن ثورة 30 يونيو قد أعزتهم وأعزتنا.
نجح المهرجان وفشل السينمائيون بامتياز.. نجح المهرجان بحسن إدارة الثلاثة ماجدة واصف ويوسف شريف رزق الله ومجدى الطيب.. وفشل السينمائيون حينما تخلوا عن مهنتهم ليس فقط حين استخسروا (من ضهر راجل) عن اللى عاوزه بيتهم ولم يحرموه على الجامع!! بل بذلك التصرف غير المسئول من قبل كثير النجوم الكبار الذين غادروا حفل الافتتاح سريعاً وقبل عرض فيلم الافتتاح مباشرة وكأنهم جاءوا فى حفل عرض أزياء وليس حفل سينما!! أو كأنهم جاءوا للعزاء وغادروا بعد تلاوة الربع الأول. ■