الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
علي أنصار الدولة المدنية أن يدفعوا الثمن للحصول علي الحرية: خطيئة الاستسلام للإسلاميين!

علي أنصار الدولة المدنية أن يدفعوا الثمن للحصول علي الحرية: خطيئة الاستسلام للإسلاميين!




اسامة سلامة روزاليوسف الأسبوعية : 19 - 11 - 2011


ماذا سنفعل إذا وصلت التيارات الإسلامية للحكم؟ وما موقفنا إذا حصلوا علي الأغلبية في البرلمان؟
وكيف نتصرف إذا تحكمت هذه القوي في المؤسسات التشريعية والرقابية وبدأت في تنفيذ أفكارها خاصة أن بعض هذه التيارات تحمل أفكارا ورؤي متشددة تكاد توقف الحرية وتنفي الآخر وتلغي الفنون؟!
الأسئلة الماضية تحمل من الخوف الكثير وهي تعبر عن قلق أكثر مما تحاول الإجابة عنها.

بعض الأقباط يرون أن الهجرة هي الحل، ويرون أن مصر وقتها لن تصبح بلدهم، وأنهم سيكونون «مواطنين درجة ثانية»، ويغالي البعض ويقول إنه سيفرض عليهم الجزية وربما يعودون إلي بعض عصور الحكم المملوكي والعثماني عندما كان يفرض علي المسيحي ملابس بعينها والإقامة في شوارع محددة وألا يجاهر بعقيدته، وغيرها من الأساليب المتطرفة والمتعصبة!
بعض المؤمنين بالدولة المدنية يرون أن الأمر كارثة ستؤدي بالبلاد إلي الانهيار وأن الحريات ستتراجع وأننا سنعود إلي القرون الأولي وأن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ستحكم الشارع المصري.
عدد من السياسيين يقولون إن القوي الإسلامية ستنفرد بالحكم، ولن تسمح بانتخابات شفافة وديمقراطية وأنها لن تقبل تداول السلطة وستعتقل المعارضين وتقيم عليهم الحد باعتبارهم خارجين عن الأمة ورافضين لحكم الله.
هذه التخوفات لها ما يبررها، وتصريحات بعض القوي الإسلامية السياسية تصب في هذا الإطار، وهؤلاء أيضا يحاولون إرهاب المخالفين لهم من خلال أحاديثهم وتصرفاتهم وحشد أنصارهم في المناسبات المختلفة حتي يظهر أنهم يملكون الأغلبية وأن الشارع معهم وأنهم قادرون علي مواجهة أي تيارات أخري والانتصار عليهم وفرض كلمتهم وسطوتهم.
حدث هذا في مناسبات عديدة آخرها مليونية أمس التي دعا إليها السلفيون والإخوان تحت مسمي «حماية الديمقراطية والمطلب الوحيد»، وذلك من أجل رفض وثيقة المبادئ الأساسية للدستور والمعروفة إعلاميا باسم «وثيقة د. علي السلمي»، هذا الحشد لا يجب أن يزعج باقي القوي السياسية، وحتي لو نجحوا في الحصول علي أغلبية البرلمان، أو الوصول إلي الحكم، فإن هذا لا يجب أن يجعل باقي التيارات تخاف منهم ولا يجوز أن يقول بعض المسيحيين أنهم سيهاجرون ويتركون بلدهم، وليس الحل أن يخشي العلمانيون من هؤلاء وأن يرفعوا الراية البيضاء ويعلنوا هزيمتهم واستسلامهم وعدم قدرتهم علي المواجهة.
وليس من المعقول أن يصيب اليأس الأحزاب السياسية، وأن تعلن موتها وتنعي نفسها! فوز التيارات الإسلامية في الانتخابات إن حدث لا يعني النهاية، ولا يجب أن يرهب الآخرين ولا يخيفهم، وأعتقد أن ارتجاف الأيدي لدي بعض التيارات العلمانية وعدد من المفكرين والسياسيين يعطي إحساسا أكبر بقوة التيارات المتأسلمة أكثر بكثير من حجمهم الحقيقي كما يعطي إحساسا مقابلا بضعف ووهن هذه التيارات في الشارع المصري رغم أنها حقيقة أقوي من هذا.
ولكن ما الحل إذا وصل المتأسلمون إلي الحكم؟
الإجابة أن نقاوم وأن نكشف أفكارهم المتطرفة وتصرفاتهم المتعصبة.
وإذا حاولوا إعادتنا إلي القرون الوسطي وقاموا بغلق المسارح والسينمات وكفروا المفكرين ورفضوا السياحة، فإننا يجب أن نثور عليهم وأن نعيد ثورة «اللوتس» مرة أخري، ميدان التحرير لايزال موجودا وسيظل موجودا، وإذا نزعنا الخوف عنا فإننا سنوقفهم عن ممارسة الإرهاب الفكري وسنرغمهم علي احترام إرادتنا.
لا يجب أن ننزعج مبكرا من سعيهم نحو الفوز بأغلبية البرلمان، فالطبيعي في الحياة السياسية أن يحرص كل فريق سياسي علي الانتصار، ولكن ما يجب أن يزعجنا هي نبرة الخوف منهم، واليأس من القدرة علي مواجهتهم والتي تسيطر علي فصائل غير قليلة من المنادين بالدولة المدنية. علينا ألا نستسلم ل «فوبيا المتأسلمين»، فمادمنا نحيا نستطيع أن ننتصر وعلينا من الآن أن نعرف كيف نصل إلي الشارع وأن نشرح أفكارنا ببساطة للأغلبية الصامتة وأن نجذبها نحونا، وأن نقنعهم بأن الدولة المدنية هي الحل وأخيرا لا يوجد شعب حصل علي حريته دون كفاح وجهاد وتضحيات.