الأربعاء 29 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الأساقفة المشهورون لا يحق لهم تولى الباباوية

الأساقفة المشهورون لا يحق لهم تولى الباباوية
الأساقفة المشهورون لا يحق لهم تولى الباباوية


 
جمعتنى الظروف بمجموعة من الشباب القبطى الأرثوذكسى المهموم بقضايا كنيسته كهمه بقضايا وطنه، وقد لفت انتباهى أن وجوه هؤلاء الشباب تنضح بالبشر كما تبدو فى عيونهم صورة المستقبل المشرق رغم تلك الهموم.
 
سألنى أحدهم قائلا : أعلم أنك متخصص فى القانون الكنسى، فهل هذا صحيح؟
 
قلت : نعم
 
فقال : إذن نريد أن نعرف رأيك فى لائحة انتخاب البطريرك
 
 
قلت : إن فكرة اللائحة فكرة حديثة العهد بالكنيسة العريقة، فقد ظلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أكثر من تسعة عشر قرنا بدون لائحة، وأول لائحة سنت عام 1928 والتى بناء عليها تم تعيين البابا يؤانس التاسع عشر البابا الـ 113 وقد ورد بدستور 1930 بالباب السادس المادة 142 «.. على أن يكون تعيين شيخ الجامع الأزهر وغيره من الرؤساء الدينيين مسلمين وغير مسلمين منوطا بالملك وحده»
 
وبهذا تمت مخالفة القانون والتقليد الكنسى «أنه «من حق الشعب أن يختار راعيه»
ثم صدرت بعد ذلك لائحة 1957 على يد الدكتور كمال رمزى استينو واللائحتان يخالفان القانون الكنسى والتقليد المقدس.. ومنذ عام 1928 تلوحت الكنيسة.
 
قال الشاب: أليس من الأفضل أن تكون هناك لائحة تحدد شروط المرشح للبطريركية وكيفية انتخابه ؟
 
 قلت : نعم أنا لست ضد إصدار لائحة، ولكن بشرط أن تتفق مع القانون والتقليد الكنسيين، خاصة أن لائحتى 1957 ,1928 فضلا عن مخالفتهما للقانون الكنسى، هما أيضا مشبوهتان، فالأولى صدرت لتعيين شخص بذاته والثانية لإسقاط شخص بذاته فهما من قبيل التفصيل المخل الذى لا يرى سوى من فصلت من أجله.
 
 قال الشاب : ما هى أوجه المخالفة للقانون والتقليد الكنسيين باختصار؟
 
أجبت : هناك أسس حددها العهد الجديد والتقليد المقدس المتمثل فى «المجامع المسكونية والمكانية، وقوانين الرسل وقوانين الآباء وصلوات طقس رسامة البطريرك» لابد من الأخذ بها فى صياغة لائحة انتخاب البطريرك ويمكن تقسيم هذه الأسس فى ثلاث مجموعات هى :
 
1- شروط المرشح
 
2- الناخبون
 
3- القرعة الهيكلية
 
 
 وبنظرة سريعة على هذه الأسس نجد الآتى:

 
 أولا : شروط المرشح : كما حددها القديس بولس الرسول فى الرسالة إلى تيطس الإصحاح الأول، وأيضا الرسالة الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح الثالث والتى بنى عليها القانون الكنسى تفصيلا شروط المرشح وهى عبارة عن :
 
أ - صفات شخصية تتعلق بالسلوك.. بلا لومه غير معجب بنفسه، صاحيا، عاقلا، محتشما، مضيفا للغرباء، ليس مدمنا للخمر، ولا غضوبا ولا طامعا للربح القبيح، حليما غير مخاصم، محبا للخير، بارا، ورعا، ضابطا لنفسه..
 
ب- شروط تتعلق بالتدبير «الإدارة» يدبر بيته حسنا، وهناك بعض الكنائس الشقيقة عند اختيار شخص لهذا المنصب تلزمه بدراسة علم الإدارة بإحدى الجامعات الأرثوذكسية.
 
جـ - شروط تتعلق بالعلم كما يقول الكتاب المقدس أن يكون ملازما للكلمة «الكتاب المقدس» صالحا للتعليم قادرا على أن يعظ بالتعليم الصحيح وهذا يلزم المرشح أن يكون حاصلا على شهادة علمية فى اللاهوت والعلوم الكنسية، عارفا بل ودارسا لكتابات الآباء وهو ما يحتاج إلى معرفة لغة كتابات الآباء «اليونانية» أو على الأقل الإنجليزية أو الفرنسية التى ترجمت إليهما كتابات الآباء.
 
د- شروط تتعلق بالإيمان.. أن يكون مشهودا له بالإيمان الأرثوذكس وبذلك لا يصح أن يكون حديث الإيمان لئلا يتكبر فيسقط فى دينونة إبليس.
 
هـ - شروط السن.. وبناء على ما سبق سرده من شروط شخصية قرر الآباء الرسل أن هذه الصفات لا تتوافر إلا فى سن الشيخوخة الذى يبدأ من سن الخمسين..
 
و - شروط تتعلق بعلاقاته بمن هم فى الخارج :
 
لابد أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط فى تعيير غير متسبب فى الفتن الطائفية بل يسلك سلوك المسيح بوداعة واتضاع.

 
ز - ملازما لأولاده.. فلا يصح لأب أن يترك أبناءه لينتقل لآخرين.. وهذا ما وضحته المجامع والقوانين أنه لا يحق للأسقف أن ينتقل من أبروشية إلى أخرى، ولأن البطريرك هو أسقف مدينة الإسكندرية فلا يحق لأى أسقف أو مطران أن يرشح نفسه لمنصب البطريرك ولائحة 1957 تخالف ما سبق شرحه، ففى المادة الثانية تحدد شروط المرشح بالمخالفة للقوانين الكنسية فلم تذكر أى سمات شخصية لشخص المرشح ثم تحدده بأن يكون من «طغمة الرهبان» فهو مخالف، فضلا عن تفضيل فئة على أخرى من شعب المسيح ثم تأتى المخالفة الصارخة بإجازة أن يكون المرشح «مطرانا أو أسقفا»
 
ثانيا : الناخبون : كل شعب المسيح الذين هم أعضاء الكنيسة البالغين السن القانونية من مطارنة وأساقفة وكهنة وشمامسة وأراخنة «كبار الأقباط الدارسين لعلوم الكنيسة وقوانينها، فضلا عن عضويتهم فى الكنيسة، وبالتالى ليسوا الزعماء والوزراء وأعضاء مجلس الأمة.. الخ هؤلاء إن لم تكن لهم عضوية كنسية فلا يحق لهم الانتخاب» فضلا عن الشباب البالغ السن القانونية والنساء..
 
 أما تحديد اللائحة بأشخاص فيتم اختيارهم من قبل أساقفة أو لجان محددين بالاسم فيه تمييز يخالف الأسس المسيحية فى المساواة بل وأيضا يخالف مواثيق حقوق الإنسان والدساتير.
 
ثالثا : القرعة الهيكلية : إن الانتخاب يجب فكرة القرعة الهيكلية والتى ليست أصيلة فى انتخاب البطريرك لأن الروح القدس الذى يعمل فى جسم الكنيسة لاختيار الجماعة بطريركا لها لا يحتـاج إلـى قـرعـة هيكلـيـة لأن هـذا - مسيحيا - إنكار لعمل الروح القدس من خلال الجماعة المسيحية.
 
قال الشاب : بعد هذا الإيضاح أرى أن كل الأسماء المطروحة غير صالحة للترشح، فما يتداوله الأقباط من أسماء مثل نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، ونيافة الأنبا يؤانس الأسقف العام، ونيافة الأنبا روفائيل الأسقف العام إذا طبقنا عليهم شروط الترشح نرى الآتى:
 
1- أنهم جميعهم أساقفة وبالتالى لا يجوز لهم الترشح حسب القوانين الكنسية والتي تخالفها اللائحة الحالية.
2- بعضهم يقول إن شقيقته متزوجة من زوج غير مسيحى، فهو سبب عثرة للشعب.
 
3- بعضهم آثار فتنا طائفية بأحاديثه عن المسيحيين غير الأرثوذكس أو حتى غير المسيحيين
 
4- بعضهم مصاب بأمراض مستديمة فضلا عن أنها معدية..
 
5- والآخر يسعى إلى البطريركية..
 
فما هو العمل ؟
 
قلت له : إن الكنيسة مليئة بالكفاءات الصالحة لمنصب البطريركية.. علينا أن نشارك جميعا فى البحث عنها سواء داخل الأديرة أو الكنائس.
 
قال الشاب : كيف يتم ترشيح الصالحين لذلك إذا كانت رغبات وسطوة غير الصالحين هى الظاهرة ؟
 
قلت له : إن لجنة الترشح عليها دور تاريخى أمام الله والشعب لاستبعاد غير الصالح وتقديم الصالح فقط.
 
قال الشاب: وماذا عن الناخبين؟
 
قلت له: من الممكن أن يقوم المجمع والمجلس الملى برئاسة القائم قام بتشكيل لجنة تقوم بتوسيع دائرة الانتخاب وإيجاد طريقة لمشاركة كل شعب المسيح فى الانتخاب.
 
قال الشاب : هل نطالب بإلغاء اللائحة؟
 
قلت له : أن الأصل فى انتخاب البطريرك هو موافقة الشعب وليس اللائحة وبالتالى يمكننا تفسير اللائحة فى ضوء الكتاب المقدس والتقليد الكنسى، وهذا يتطلب كل جهود الأقباط الأرثوذكس المخلصة فى العمل الإيجابى لاختيار البطريرك القادم.