الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لبيك اللهم لبيك

لبيك اللهم لبيك
لبيك اللهم لبيك


فى موسم الحج من كل عام تهفو قلوب المسلمين إلى زيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج وتلهج القلوب والألسنة بالتلبية «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك» سواء كان ممن كتب الله لهم الحج هذا العام أم لا.. فهنيئاً لحجاج بيت الله الحرام وقوفهم بعرفة ومغفرة ذنوبهم حتى يعودوا كما ولدتهم أمهاتهم، والحمد لله أن سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة لمن لم يكتب له الله الحج والذى يكفر به الله  ذنوب الصائم عن عام مضى وعام قادم، فالأيام العشر الأوائل من شهر ذى الحجة هى أفضل الأيام عند الله والخير فيها لا مثيل له ولا يعدل العمل الصالح فيها شيئاً ولا حتى الجهاد فى سبيل الله، فلله الفضل والمنة يغفر للحجيج ويغفر لمن لم يستطع الحج، وهكذا كل عام حتى قيام الساعة.
وفى هذه الأيام المباركة نتذكر سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء إذ أمره الله برفع قواعد البيت الحرام بمساعدة ابنه سيدنا إسماعيل بعد أن قام جبريل عليه السلام بإرشاده إلى مكان هذه القواعد، والمعروف أن بيت الله الحرام موجود منذ آدم عليه السلام وقامت الملائكة ببنائه لآدم حتى يطوف به كما كان يطوف بالبيت المعمور فى السماء ويقع بيت الله الحرام تحت البيت المعمور فى السماء تمامًا، وبعدما أتم إبراهيم بناء البيت أمره الله أن ينادى فى الناس لكى يأتوا للحج فقال تعالى «وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق» ونادى إبراهيم فى الناس أن الله أمر بالحج إلى بيته فأسمع الله كل المخلوقات هذا النداء حتى النطف فى الأصلاب والأرحام إلى يوم القيامة.. وكل من لبى النداء قائلا لبيك اللهم لبيك كتب الله له الحج .. ومنذ ذلك الحين من أكثر من 4000 عام والحج لم ينقطع عن بيت الله الحرام سواء فى فترات الإيمان أو الشرك حتى جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطهر بيت الله من الأوثان وحرم على المشركين دخول بيت الله الحرام، كما حرم الطواف عرايا كما كان فى الجاهلية.
وعلى مدى أكثر من 14 قرنا من الزمان قام خلفاء المسلمين وحكامهم بالاهتمام ببيت الله الحرام وتوسعته وتجديده إلا أن ما تم خلال ما يقرب من المائة عام الأخيرة على يد الملك عبد العزيز آل سعود وأبنائه من تطوير وتوسعة للمسجد الحرام لم يسبق له مثيل من قبل فجزى الله آل سعود كل الخير على تسهيل الحج على المسلمين وتوفير كل سبل الراحة والأمان والرعاية لهم.. وكل عام وأنتم بخير.