الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الإخوان.. يقتلون الأسماك فى «البحيرة»

الإخوان.. يقتلون الأسماك فى «البحيرة»
الإخوان.. يقتلون الأسماك فى «البحيرة»


تحقق السلطات الأمنية فى تكتم شديد فى أحدث جرائم الإخوان التى ارتكبوها مؤخرًا فى محافظة البحيرة، عبر تسميم مياه النيل بمادة سامة تم اكتشافها فى صباح 14 سبتمبر ,2014 وهى العملية الإرهابية الثانية بعد الأولى التى تم ارتكابها فى 19 يناير ,2014 وقد أدت العملية الإرهابية التى تم اكتشافها مؤخرًا عبر تسميم مياه النيل إلى نفوق مئات الأطنان من الأسماك وتشريد آلاف الصيادين وتدمير مئات الأفندة من الزراعات، والمثير فى الأمر أن شهود العيان اكتشفوا الجريمة بعد حدوثها بعد رصد أمواج عالية فى النيل وانبعاث روائح كريهة، وأعقب ذلك نفوق الأسماك، وقد اعتبر إخوان المحمودية والرحمانية ومدينة رشيد ما حدث شيئًا قدريًا ونصرًا إلهيًا، وأكدوا أن هناك المزيد من العمليات فى الطريق، فى حين أكدت مصادر مطلعة أن السم المستخدم لا يوجد مثيل له إلا فى تركيا وإسرائيل، مما يرجح شبهة المؤامرة الإخوانية- الدولية فى الجريمة.

أكدت مصادر رفيعة بشكل حصرى لـ«روز اليوسف» أن هجومًا نوعيًا ضد مجرى نهر النيل بفرع رشيد تم ليلة 13 سبتمبر 2014 الجارى، وأن حالة الطوارئ القصوى أعلنت بمرافق الدولة الحيوية لصد ضربات إرهابية نوعية متعددة الوسائل لم تشهدها مصر من قبل فى حربها ضد الإرهاب، وجار البحث عن العناصر المدربة التى نفذت الهجوم.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر تابعة لجهاز استخبارات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية حقنت بتركيبة سم مكثفة عالية الفعالية مجرى نهر النيل عند مدينة دسوق بكفر الشيخ للمرة الثانية خلال العام الجارى وقامت بسكب محتوى عدة فناطيس من المادة السامة أدت لنفوق آلاف الأطنان من الثروة السمكية التى تتغذى عليها مراكز المحمودية والرحمانية ومدينة رشيد فى نطاق محافظة البحيرة.
فى سياق متصل أكدت المصادر نفسها وجود تحقيقات متخصصة «سرية للغاية» تجرى الآن فى تكتم شديد تدرس فيها جهات عليا عينات من مياه نهر النيل وأسماك نافقة أخذت من عدة مواقع بمجرى فرع رشيد ليلة 13 وصباح يوم 14 سبتمبر 2014 مع مطابقتها بعينات أخذت ليلة 19 يناير 2014 من نفس المواقع عقب العملية الإرهابية الأولى.
وأكدت النتائج الأولية أن المادة التى استخدمت فى تسميم النيل غير متوافرة بمصر وتتطلب عملية تركيبها معامل أجهزة استخبارات دولية محترفة، لا يملكها بالمنطقة سوى دولتى تركيا وإسرائيل هدفها ضرب المخزون القومى من الثروات السمكية لتجويع فقراء الشعب المصرى.
∎ الهجوم على النيل
الجدير بالذكر أن الهجوم على مجرى نهر النيل تكرر مؤخراً وأخذ أشكالاً منهجية منها  تسخين المياه عن عمد بواسطة كابلات كهربائية أرضية قطعت، وتم توصيلها بمياه النيل مباشرة أدت لصعق فورى للأسماك القريبة ولنفوق مئات الأطنان الأخرى بسبب تغيير درجات حرارة المياه وملوحتها التى تعتبر من الأسباب العلمية الرئيسية لنفوق الثروة السمكية، وهو ما يؤكد أن منفذيها حصلوا على مساعدة تقنية خارجية من خبراء.
المعروف جغرافياً أن فرع رشيد المستهدف بعمليات التسميم والتسخين أحد فرعى نهر النيل الرئيسيين ويصب مباشرة فى البحر الأبيض المتوسط يتبع إدارياً محافظة البحيرة التى تبعد عن مدينة القاهرة 163 كيلو متراً.
ويعتبر فرع رشيد جزءاً من أخصب مناطق دلتا مصر البالغة مساحتها 240 كيلو متراً تحسب جغرافياً من بورسعيد شرقاً حتى الإسكندرية غرباً وبطول 160 كيلو متراً.
وطبقاً لأقوال شهود عيان تضمنتها التحقيقات السرية حدث تغير مفاجئ فى لون المياه على شكل أمواج فرشت بعرض النيل لاحظها عدد من الصيادين داخل مجرى فرع رشيد، أعقبها مباشرة تصاعد روائح كريهة غير مسبوقة من مياه النهر تسببت فى طفو آلاف الأطنان من الأسماك البالغة خاصة من نوعيات البورى والبلطى والطوبار الفاخرة.
وأكد شهود عيان فى أقوالهم الرسمية أن عملية الهجوم النوعية قضت على مجهود ثلاثة أعوام كاملة تعاونت فيها الجهات المسؤولة عن تنمية مصادر الثروة السمكية مع أصحاب مزارع الأسماك الذين نفقت أسماكهم داخل شباك الحضانات بعدما أصابتها المادة السامة.
∎ ضربة قدرية
وبالتزامن مع نفوق الأسماك أشاع أعضاء فى جماعة الإخوان بمحافظة البحيرة أن ما حدث هو ضربة إلهية حلت بمصر وأعلنوا صراحة أن ما حدث سيتكرر دون أن يفسروا للناس كيفية التكرار ومواقعه.
على جانب آخر ما زالت عمليات صيد الأسماك متوقفة بمناطق متسعة داخل مجرى فرع رشيد بسبب نفوق الأسماك وآثار الأزمة البيئية بسبب تعفن أطنان من الأسماك فى مجرى النهر.
وتشهد محافظة البحيرة حالة من التذمر والاحتقان بسبب تشريد مئات الأسر العاملة فى مجال صيد وبيع وصناعة الأسماك، وإعلان عدد كبير من ملاك مراكب الصيد والمزارع السمكية إفلاسهم مع توقف العشرات منهم عن تسديد ما عليهم من قروض للبنوك بسبب خسارتهم الفادحة وضياع ممتلكاتهم من الأسماك التى نفقت داخل أقفاص تربيتها المتصلة بالنيل.
فى هذه الأجواء تأثر بعض المزروعات بالمادة المسممة التى حقنتها عناصر الإخوان فى نهر النيل وكشف مزارعون أن عدداً من الأفدنة المزروعة بمحاصيل الأرز والقمح والقطن والذرة والبرسيم وبعض الفواكه تأثر بسبب مياه الرى التى حملت بقايا الأسماك النافقة.
وأعلنت وزارة البيئة الاستعداد للتعامل مع تلك الهجمة الشرسة التى ستعرض حياة أنواع من الطيور للخطر خلال موجات هجراتها السنوية العابرة بفرع رشيد وحذرت من أن العمل الإرهابى الخسيس يمكن أن تصل آثاره حتى أوروبا مع الطيور المهاجرة.
∎ هجوم مماثل
وعلمت ''روز اليوسف'' أن المعلومات المصرية رصدت فى أغسطس الماضى سلسلة عمليات هجومية مماثلة اتبعت نفس الأسلوب بالمنطقة الشرقية بالقطيف والدمام وحرم ميناء الملك عبد العزيز داخل المملكة العربية السعودية، استخدمت فيها نفس السموم التى قضت على مئات الآلاف من أطنان من الثروة السمكية فى ساعات قليلة، وأن استخبارات المملكة التى تشك فى الإخوان ما زالت تحقق فى تلك الوقائع حتى مثول المجلة للطباعة.
ويذكر أن مصر رصدت فى وقت سابق عمليات تسميم مماثلة نفذتها مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة الموساد فى إطار الاستعداد لشن حروب نوعية ضد دول مصب نهر النيل بواسطة سمكة ''أميرة النيل'' التى حملت بمرض مهجن غريب أنتجته معامل معهد مؤسسة البحوث البيولوجية ''نيس تسيونا'' الناشط منذ 2 نوفمبر 1949 بمجال إنتاج أسلحة الحرب البيولوجية المضادة أصاب الثروات السمكية فى دول المصب بالتسمم المفاجئ.
المثير فى التحقيقات المصرية الأولية الدقيقة أن هجوم الإخوان النوعى على مجرى نهر النيل عند فرع رشيد وتعمدهم تسميم المجرى لم يكن الأول من نوعه، حيث تم رصد أربع محاولات تجريبية سابقة فشلت جميعها بسبب عدم تركيز المادة السامة وتيارات النهر وجرت بالترتيب فى 19 نوفمبر 2011 و14 يوليو 2012 و3 ديسمبر 2013 ثم فى 19 يناير 2014 وقد كان آخرها فى 13 سبتمبر .2014
واعترفت المصادر أن عملية توقيف العناصر المدربة ليست بالسهلة لأنهم ينفذون عملياتهم بطريقة «Hit & Run» وأن معظمهم شباب توافرت لهم برامج تدريبة نوعية خاصة للغاية لدى دول معادية لمصر مكنتهم من تنفيذ حقن النهر مرات بنفس الطريقة وبذات المادة، لكن بمقادير أقل من العملية الشرسة الأخيرة فى ليلة 13 سبتمبر ,2014 وتناشد السلطات العامة من الناس والسكان رصد أى عمليات تفريغ شاحنات سائلة فى مجرى النيل، وتؤكد أن المجرى أنقذته العناية الإلهية، لأن المادة السامة جرفتها التيارات المائية وانتهت فاعليتها تماماً بفعل درجات ملوحة مياه البحر الأبيض المتوسط واتساع الرقعة المائية التى مرت بها لكنها تسببت فى نفوق آلاف الأطنان من الثروة السمكية فى فرع رشيد.∎