السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إعلانات غرف النوم

إعلانات غرف النوم
إعلانات غرف النوم


«لو إنت وهى لوحدكم فى البيت هتعمل إيه؟.. هسيحهاااا»!!
لم يعرف السبب ولم يبطل العجب بالتبعية.. فتلك كلمات لإحدى الإعلانات «المبتذلة» التى تبث على القنوات الفضائية الآن، وباتت واقعا لايمكن إنكاره.. تقتحم البيوت  المصرية وتراها الأسرة بمختلف أفرادها وأعمارها تؤثر فيهم وتشكل وجدانهم.. ما بين إعلانات تحمل مغزى جنسيا أو سياسيا وربما دينيا «دون رقابة».. أضحت الأجيال القادمة التى تمثل مستقبل الوطن مهددة فى هويتها على طريقة.. «أهو ده تمامك»! «استرجل»، «إكبر وسيطر»، «عبر مين قدك».
فى الماضى كان الحد الأقصى للإعلان التجارى التليفزيونى «المنتقد» بضع فتيات يرقصن بعدما ارتدين وجوه قطط على طريقة الفنانة نيرمين الفقى فى بدايتها فى الإعلان التليفزيونى الشهير لأحد أنواع الشوكولاتة، وكانت الإعلانات تستخدم من قبل الدولة فى توعية المواطنين ومكافحة الأمراض.
روزاليوسف تفتح فى هذا التحقيق ملف إعلانات «بير السلم» وتكشف كواليس صناعة الإعلانات الهابطة بدءا من تأسيس «دكاكين» كوكالات إعلانية كل شىء مباح فيها لصالح رواج التجارة، ومرورا بالفتيات بطلات تلك الإعلانات، ونهاية بالإعلان نفسه!
ياسمين مديرة تسويق باحدى الوكالات الإعلانية قالت:
إن المسئول الأول عن تلك الكارثة هو وكالات الدعاية والإعلان المتوسطة وصغيرة الحجم والتى بدأت فى الظهور منذ عدة سنوات ولكنها لم تلمع على الساحة إلا فى الفترة الأخيرة مع الظروف السياسية التى مرت بها البلاد والتى كان لها كثير من الأثر السلبى على تلك الوكالات بعد تراجع المعلنين عن حملات إعلانية تم الاتفاق عليها قبل ثورة يناير، وهو ما أصاب السوق الإعلانية بالكساد وأدى إلى إفلاس بعض الوكالات، خاصة أن تكلفة الإعلانات تتخطى الملايين.. ولم تصمد أمام هذه الظروف سوى الوكالات كبيرة الحجم التى تخطط لعدد من المنتجات التى لا نرى غيرها على الساحة الإعلانية.. بينما الوكالات متوسطة وصغيرة الحجم لم تعد قادرة على الاستمرار وكان أمامها أحد الخيارين الغلق أو البحث عن قنوات أخرى ونوعية عملاء آخرين، ومن هنا بدأت المأساة تم الاتجاه إلى القنوات الفضائية التى تعمل بلا حسيب أو رقيب ومعظم هذه القنوات دون ترخيص وأيضا الاتجاه إلى نوعية من العملاء الذين يقدمون منتجات مجهولة المصدر ونوعية أخرى صغيرة تحلم بالظهور على شاشة التليفزيون.
وأضافت ياسمين:
إن تلك الإعلانات التى كثيرا ما تجرى فى أحد الكافيهات باستخدام «كروما» وهى خلفية بيضاء تكلفتها لا تتعدى الثلاث آلاف جنيهات مقارنة بتصوير إعلان تليفزيونى لا يقل عن 100 ألف جنيه، فالفارق مغرى لأبعد الحدود.
أما عن حجز مثل هذه الإعلانات على القنوات الفضائية مجهولة المصدر فلا يتخطى 5 جنيهات للسبوت الواحد.
تتابع ياسمين قائلة: بعد إقناع العميل بكون الفرصة عظيمة  وشديدة الأهمية لتريحه من مسئولية التفكير فى كيفية الانتشار وتبدأ رحلة إنتاج الإعلان «ما أهو أصل اللى يلاقى إعلان ب 3000 جنيه وما يعلنش ده يبقى... هذه الخطوة الأولى من خطوات إنتاج الإعلان.
بدور «بطلة» إحدى الإعلانات الشهيرة التى تذاع يوميا على قنوات الأفلام على النايل سات تحدثت لروزاليوسف عن تجربتها قائلة:
فى البداية يحدد مخرج الإعلان الفكرة وهو مخرج باللقب فقط! وليس له علاقة بالإخراج تماما، ثم  يتم اختيار أبطال الإعلان ويكون إما من إحدى فرق الأفراح الشعبية التى انتشرت فى الأونة الأخيرة.. أو من الشارع لتقليل التكلفة ويتم الاستعانة  بأحد مكاتب «الكاستنج» ومهمتها  هى توريد أفراد من جميع الأنواع والأشكال للتمثيل فى الإعلانات.. «يعنى تقدر تأجرلك بنت بـ 50 جنيه وتقعد معاك طول اليوم كمان لحد الفجر وفيه أماكن للبيات عادى.. أصل كله بتمنه!!».. تقولها بدور ثم تستطرد:
الفتيات اللاتى يحلمن بالشهرة لا يجدن أمامهن طريقا سوى اللجوء إلى تلك الإعلانات الهابطة.. فالشهرة ثمنها كبير!! واستكملت موضحة: فتاة مثلى لا تملك الأموال لتظهر على شاشة التليفزيون فلا يصبح أمامها طريق سوى الظهور بتلك الإعلانات الهابطة، أو التنازل عن جسدها مقابل الظهور بإعلان من الإعلانات الكبرى! وتضيف قائلة: إن العديد من رؤساء القنوات والعديد من شركات الإنتاج عندما نذهب إليهم للحصول على فرص عمل فى الإعلانات تكون الإجابة «مبعرفش اتفق على الإعلانات غير وأنا فى أوضة النوم تعالى وأنا أظبطك»!!.. أنا اتعرض عليا ورفضت وغيرى بيوافق ويتنازل».
بدور قائلة: إنه أسوأ مجال عمل على الإطلاق فلا يقتصر الأمر على مديرى الإنتاج، بل يمتد ليصل إلى أصحاب وكالات الدعاية والإعلان الذين يسيل لعابهم بمجرد أن يروا فتاة جميلة وتنهال العروض بالحصول على أموال إضافية أو إغرائها بإجراء إعلانات لمنتجات أخرى مقابل إجراء ممارسات جنسية مع تلك الفتاة!! باختصار «لو مكنتش الواحدة مننا واعية كده لروحها هتروح للسكة اللى مترجعش».
سألنا إحدى بطلات إعلان شهير عن مستحضر جنسى «نحجب اسمها بناء على طلبها» قالت:
الحقيقه أن هذه الإعلانات تكون بمثابة الأمل الذى تهرول وراءه أى فتاة تحلم بالشهرة التى ستخلصها من الفقر والاحتياج وتجعل كل الأنظار تتجه لها فأنا، لا أقل جمالا عن نجمات السينما بشهادة الجميع الفارق الوحيد أنهن وجدن من يعطيهن الفرصة وأنا لم أجد.. «مسألة حظوظ يعنى».
قالتها ثم استطردت: نعم وافقت على تمثيل إعلان جنسى ولكنى حافظت على نفسى ولم أتنازل كما فعلت فتيات أخريات ومنهن أصدقاء لى، فنحن نقوم بتقديم أوراقنا فى جميع الشركات والقنوات والمكاتب ووكالات الدعاية والإعلان.. وعندما تأتى لنا الفرصة للظهور أمام الشاشة لا نسأل عن أى تفاصيل عن الإعلان ونكتفى أنه جاء بطريقة مشروعة دون تقديم تنازلات جسدية فنفاجأ بالصدمة الكبرى أنها إعلانات لمنتجات مجهولة ويتم تصويرها فى أماكن لا تصلح للتصوير واستخدام أقل ما يكون من الآلات البدائية فى التصوير.
محمود مساعد مدير أحد مكاتب الكاستنج أو «موردى الأفراد» كما هو متعارف عليه قال:
إن وكالات الدعاية والإعلان التى تقوم بإنتاج هذه الإعلانات تلجأ إلى نوع من الفتيات يطلق عليهن فتيات الحارة وهن أرخص الفتيات ويتم جمعهن من الشوارع والمقاهى للقيام بهذه الأدوار فى الإعلانات مقابل أجور زهيدة مستغلين جمالهن ورغبتهن فى الشهرة وتتراوح أجورهن من 30 إلى 50 جنيها فى اليوم وغالبا ما يكن فتيات طموحات لا يهمهن سوى الشهرة وهذه الإعلانات هى طريقهن للشهرة.