الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اعرف.. كيف يتحكم الشيطان الأميركى فى «مُخك»؟

اعرف.. كيف يتحكم الشيطان الأميركى فى «مُخك»؟
اعرف.. كيف يتحكم الشيطان الأميركى فى «مُخك»؟


أقول لك يا سيدى إنما هو مثال تعبيرى عن أسلوب ومنهج تدمير الأمم الذى ينتهجه «الشيطان الأميركى» بزرع الخلاف والشقاق بين عناصر الأمة المصرية مسلمين ومسيحيين وحتى المسلمين والمسلمين أبناء الديانة الواحدة بنشر الاختلافات المذهبية.. ولا يقتصر الأمر على الأمة المصرية وحدها وإنما سائر أمم الأرض كلها بلا استثناء.. وذلك حتى يمكن للشيطان الأميركى الأعظم أن يسيطر على مقاليد الأمور والسياسات والتوجهات الفكرية وحتى المزاجية لأبناء تلك الأمم.. لكن اهتمام الشيطان الأميركى الأعظم الآن هو بالأمة المصرية أعرق الأمم العربية والإسلامية وصاحبة البلد الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط وذلك لضمان كامل السيطرة على أبناء شعبها بكل الطرق الممكنة.
فى الماضى القريب كانت أدوات السيطرة على الشعوب هى المعارك الحربية من خلال شن الحروب فى شكلها التقليدى باستخدام العتاد الحربى براً وبحراً وجواً.. وأعتقد أن آخر ظهور للمعارك الحربية فى ذلك الشكل كان فى حرب العراق قبل عشر سنوات مضت عام 2003 لكن التكلفة البشرية للحروب والتى يتكبدها صاحب قرار الحرب الأميركى كانت هى الأكثر إيلاماً له.. فالكلفة المادية غالباً ما يتم تعويضها من موارد الشعوب أصحاب الأرض التى تم شن الحرب عليها فلا قلق من تلك الجهة.. أما الكلفة البشرية من القتلى والجرحى المصابين المعاقين كانت هى الأهم بالنسبة له.. فهم إدارة «تقدس» مواطنها وتعتبره هو كنزها الأكبر.
وتفتق ذهن الشيطان الأميركى الأعظم عن ضرورة تغيير نهج الحرب التى تكلف بعض مواطنيه من جنود الجيش أرواحهم وابتكار أسلوب جديد فى الحروب المدمرة للأمم ليتم تدميرها «ذاتياً».. أى «منهم فيهم» كما يقول التعبير المصرى العامى.. ولن يتحقق ذلك الأسلوب إلا بضرورة السيطرة على العقول التى يحظى أصحابها بقسط من التعليم ليكون ذلك القسط هو باب «التواصل» معهم واختراقهم للسيطرة عليهم وتوجيههم نحو طريق «التدمير الذاتى».. ولن تتم تلك السيطرة إلا إذا توافرت قاعدة بيانات شخصية عن مستويات فكر واتجاهات آراء كل المتعلمين المثقفين فى تلكم الأمم.
وقد وجد الشيطان الأميركى ضالته لتحقيق هدفه بعدما جلس الطالب الأميركى - صاحب الثلاثة والعشرين عاماً من العمر - مارك جوكربيرج أمام شاشة الكمبيوتر فى حجرته بمساكن الطلبة فى جامعة هارفارد الأمريكية العريقة وبدأ يصمم موقعاً جديداً على شبكة الإنترنت حيث كان لديه هدف واحد فقط  وهو تصميم موقع يجمع كل زملائه فى الجامعة ليمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم مع بعضهم البعض.. وكانت هى البداية فى انتشار أشهر برامج التواصل الاجتماعى عبر العالم كله والتى أطلق عليها اسم الفيس بوك «FACBOOK».
هذا البرنامج لا يقدم معلومات وافيه عن كل إنسان يستخدمه فحسب من حيث الاسم والسن والجنس ومستوى التعليم إلى آخر تلك البيانات الشخصية المألوفة.. بل إنه يقدم تقريراً وافياً شاملاً كاملاً عن اتجاهات فكر ورأى ذلك المستخدم من خلال أى همسة أو لمسة منه على لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر الذى يعمل عليه .. إن أى مقال «Post» تكتبه.. أو إشارة إعجاب «Like» لأى مادة من المواد لك أو لأى شخص غيرك.. أو تعليق «Comment » تكتبه لتلك المادة.. أو مشاركة «Share» منك لنشر تلك المادة.. يتم تسجيلها فوراً فى تاريخ صفحتك.. من فضلك اذهب إلى زر على يمينك فى صفحتك مكتوب عليه «Activity Log» واضغط عليه ستجد كل «أفعالك» وحواراتك وكل ما قمت به فى كل نشاط من الأنشطة الأربعة السابقة مسجلا باليوم والتاريخ والحرف والكلمة.
وماذا يريد الشيطان الأميركى الأعظم ليجمع المعلومات التى تساعده لمعرفة اتجاهات الرأى العام و«مزاجه» ليسيطر عليه ويوجهه لما يحب ويرضى نحو خدمة أغراضه وتحقيق أهدافه فى زرع الخلافات والشقاقات بين أبناء الشعب الواحد أكثر من تلك المعلومات القيمة التى يتم تقديمها له على طبق من الذهب الخالص اسمه «الفيس بوك».. إن أى شخص يمكنه خلال دقائق معدودة أن ينشئ حساباً له على الفيس بوك ويطلب صداقتك ويدخل فى حوارات معك ومع أصدقائك وقد يزكى نار الخلاف بينكما ليحتدم النقاش ليصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه كما ينص التعبير الدارج.
غير معقول كل ذلك العبث بالوطن وبمقدرات الوطن.. غير مفهوم أبداً كل ذلك التشاحن والتباغض الذى يصل إلى درجة الترصد والتنمر بين أبناء الوطن الواحد يعيشون على أرضه متجاورين فى بناية واحدة.. إنه أمر غير طبيعى على الإطلاق.. أمر يثير الانتباه والفزع.. ففى خلال لحظات - أكرر لحظات من الزمن وليست ساعات - تتحول الكلمة إلى مشادة عنيفة بين أولئك الأبناء .. وكل ذلك على صفحات البرامج التى تفتق عنها عقل العلم الحديث.. فيس بوك.. تويتر.. سكاى بى.. وغيرها من أدوات عديدة متأكد أن من اخترعها أحسن استخدامها أفضل استخدام لتحقيق مصلحته فى «السيطرة» و«التوجيه» و«إدارة» مقاليد الأمور فى العالم كله وخاصة المناطق «الساخنة» مثل منطقة الشرق الأوسط الأكثر سخونة على ظهر الكرة الأرضية.. وما تتحقق تلك السيطرة إلا عن طريق معرفة مجموعة «المستخدمين» من أبناء الشعوب  ومعرفة نوعيات أحاديثهم وقضاياهم ومشاكلهم وآرائهم وتوجهاتهم السياسية أو العقائدية ثم التسلل بالرأى الذى يزكى نار الفتنة بينهم ليتم خلق الشحناء والبغضاء تمهيداً لتوجيههم إلى الوجهة المرادة.. فما أسهل أن ينشئ مجهول حساباً على الفيس بوك أو التويتر باسم مستعار وصورة مستعارة ليفعل ما يحلو له بـ «مجموعة الأصدقاء» الذين طلب صداقتهم فوافقوا بالمئات بل والآلاف أيضاً.. إن خبراً بسيطاً عن قرار إغلاق إحدى صفحات الفيس بوك اتخذته إدارة الفيس بوك يوضح لك أن الجميع «مراقبون» والكل «تحت السيطرة»..  لقد تحول استخدام برامج «التواصل الاجتماعى» فى منطقتنا إلى برامج «التنافر الاجتماعى». 
استعذ بالله من الشيطان الأميركى المتواجد بين المستخدمين على صفحات التواصل الاجتماعى التى باتت عندنا فى مصر صفحات «التنافر الاجتماعى».. فما اجتمع مستخدمان على صفحة الفيس بوك.. إلا وكان الشيطان الأميركى ثالثهما.
اعرف كيف يتحكم الشيطان الأميركى فى «مخك».. فأنت «أسير» عبر «الأثير».