السبت 6 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

على مسئولية صحافة واشنطن:الخارجية الأمريكية سعيدة بترشيح رجل الإخوان القوى


بمزيد من الارتياح، أبدى العديد من الصحف الأمريكية ترحيباً ملحوظاً بترشح «خيرت الشاطر» الرجل القوى داخل جماعة الإخوان، للانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إجراؤها بعد شهرين، إذ اعتبرته - بحسب العديد من الدوائر الدبلوماسية - حجر عثرة فى وجه صعود تيار الإسلام السياسى المتشدد «السلفى» الذى يمثله حالياً الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل!
 
وبحسب «نيويورك تايمز» فإن مسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية أبدوا سعادتهم بتراجع جماعة الإخوان عن تعهدها بعدم الدفع بمرشح لها فى الانتخابات الرئاسية، بعد أن تابعوا بمزيد من القلق - على حد تعبير الصحيفة - صعود التيار الإسلامى المتشدد خلال الشهور الماضية.
وكشفت الصحيفة عن أن «الشاطر» الذى كان أثناء وجوده فى السجن وبعد خروجه منه، نقطة الاتصال الرئيسية بين جماعة الإخوان وأجهزة الأمن والاستخبارات فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، وكانت له لقاءات مع معظم مسئولى وزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونجرس الذين زاروا مصر.
 
 
ويمكن القول إن الشاطر على اتصال دائم بالسفيرة الأمريكية فى القاهرة «آن باترسون» ومديرى وكبار مسئولى الشركات الأمريكية فى مصر، وكثير من المسئولين الأمريكيين الذين امتحنوا اعتداله ووسطيته وذكاءه وفاعليته وتأثيره.
 
وقد امتنعت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التى تشارك فى مؤتمر أصدقاء سوريا فى اسطنبول عن التعقيب على تراجع «الإخوان المسلمين» عن تعهدهم بعدم ترشيح أى شخص عنهم فى انتخابات الرئاسة المصرية أو حول إعلان ترشيح الشاطر، واكتفت بالقول إن: «الولايات المتحدة تراقب مواقف جميع مرشحى الرئاسة والتزاماتهم بالحقوق الأساسية للمصريين، ونريد أن نرى مصر وهى تتقدم نحو التحول الديمقراطى، وهو ما يعنى عدم ممارسة التمييز بين الجماعات الدينية والعرقية والأقليات والنساء والجماعات السياسية المعارضة، ولابد لعملية التحول هذه أن تستمر بدءا بالانتخابات التى ترسى المبادئ والأسس الواجب اتباعها من جانب الفائز فى هذه الانتخابات وهذا ما نريده للشعب المصرى».
 
 
ونشرت الصحيفة تقريرا لوكالة رويترز الإخبارية عن قرار الجماعة تقديم مرشح فى الانتخابات الرئاسية، قالت فيه «إن هذا القرار يشير إلى الجرأة الجديدة غير المعهودة من قبل الجماعة التى كانت حذرة بشكل تقليدى إزاء مخاطر تفتيت الأصوات الإسلامية ومساعدة خصومها من عهد الرئيس السابق حسنى مبارك».
 
وأوضحت الوكالة فى تحليل لها عن موقف الإخوان أن هذا النهج الجديد قد ظهر بشكل متزايد فى مواجهة الإخوان مع المجلس العسكرى الحاكم الذى رفض مطلب الجماعة بإقالة حكومة الجنزورى حتى يقوم الإخوان بتشكيل حكومة جديدة، وقد قدمت الجماعة خيرت الشاطر، رجل الأعمال الثرى الذى وضع استراتيجية للجماعة من محبسه، وأطلق سراحه بعد سقوط مبارك.
 
وتشير رويترز إلى أن صعود الإسلاميين تتم مراقبته عن كثب من قبل الغرب الذى يشعر بالقلق على نفوذه فى مصر، أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل التى تحصل على معونة أمريكية سنوية تقدر بـ3,1 مليار دولار.. إلا أن مسئولى الولايات المتحدة وغيرها قد اصطفوا للقاء مسئولى الإخوان ومن بينهم الشاطر.
 
وتشعر الجماعة بالقلق من تراجع إنجازاتها ما لم تستطع تأمين الرئاسة وتعتقد أن الهيمنة على البرلمان ولجنة صياغة الدستور لا تكفى لحماية مستقبلها، بعد عقود من القمع، يعتزم الإخوان عدم التنازل عن المكاسب السياسية المثيرة التى جعلتهم أقرب للسلطة أكثر من أى وقت مضى على مدار تاريخهم الممتد 84 عاماً.
 
ويشكو الإخوان من أن أيديهم مقيدة برفض المجلس العسكرى السماح لهم بتولى مسئولية الحكومة ودفعها إلى السعى إلى أى منصب تنفيذى فى البلاد، غير أن هذه الجرأة الجديدة تلمح إلى مخاوف أعمق بكثير من مجرد الاستجابة لأهالى الدوائر الانتخابية لأعضائها فى البرلمان.
 
فعلى مدار عقود، اختار الإخوان توخى الحذر من مواجهة مبارك، خوفا من استخدام كاسح للقوة ربما يؤدى إلى ضربة ساحقة وهى تكافح لإعادة بناء نفسها، لكن الموقف تغير منذ الثورة ويقول شادى حميد من مؤسسة بروكنجز الأمريكية ومدير أبحاث فرعها فى قطر: إن الإخوان كان بإمكانهم أن يظهروا حذرهم المعتاد وأن يبطئوا نهج المداولات الذى يشتهرون به أو يفعلوا ما يقررون الآن وهو الانخراط تماماً. ويتابع قائلاً: إن هناك إحساساً بأنهم كانوا ينتظرون ذلك منذ أكثر من 80 عاماً حتى يحين الوقت المناسب، لكن هناك مخاطر كبيرة بشكل غير معتاد، حيث يجب على الإخوان فى البداية استعادة ثقة المصريين ومن بينهم من انتخبوا الإخوان، بعدما تراجعوا عن قرارهم بشأن عدم طرح مرشح للرئاسة.
 
 
∎∎
 
الواشنطن بوست بعد ترشيح الشاطر.. قالت: إن جماعة الإخوان فى مصر واجهت حملة واسعة من الانتقادات فى أعقاب القرار الذى اتخذته الجماعة مؤخراً بترشيح المهندس خيرت الشاطر فى انتخابات الرئاسة المقبلة، رغم الوعود التى قطعتها من قبل بعدم خوض الانتخابات الرئاسية الأولى التالية للثورة المصرية.
 
وأوضحت الصحيفة أن حملات الانتقادات الواسعة التى واجهتها الجماعة لم تقتصر على معارضى الإخوان وإنما امتدت إلى أعضاء الجماعة مضيفة أن اثنين من أبرز قيادات الجماعة قد تقدما باستقالتيهما للتعبير عن احتجاجهما على قرار الجماعة الذى اعتبراه تقويضا لمصداقيتها.
 
وأردفت الصحيفة أنه بالرغم من الوعود التى قطعتها الجماعة على نفسها عدة مرات حول عدم ترشيح أحد أعضائها للرئاسة فى مصر، وذلك للتخفيف من مخاوف الليبراليين والغربيين والقادة العسكريين للبلاد حول نواياهم بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، إلا أن العديد من المحللين يرون أن الإخوان قد أقدموا على ترشيح الشاطر، نظرا لأن السلطات التى سوف يمنحها الدستور للبرلمان مازالت غير واضحة، خاصة فى ظل توتر العلاقة بين الجماعة والمجلس العسكرى الحاكم.
 
 
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن قرار الإخوان يعد مخاطرة كبيرة وأنه يقوض مصداقيتها أمام الرأى العام فى مصر، إلا أن هذا الأمر - بحسب المحلل السياسى مايكل وحيد حنا - يرجع إلى أن الإخوان قد شعروا بأنهم لا يمكنهم الاعتماد بشكل كبير على المجلس العسكرى، لذا فهم يسعون نحو السيطرة على أكبر قدر ممكن من السلطة خلال المرحلة الحالية حتى يمكنهم مجابهة القادة العسكريين معتبرا أن قرار الإخوان اتسم بقدر كبير من المغالاة.
 
وأوضحت الصحيفة أن العلاقة التى جمعت بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان قد طغت عليها فكرة المصلحة المشتركة، موضحة أن كلا الطرفين استفاد من الآخر، فالقادة العسكريون وجدوا فى الإخوان ملاذا لحماية المصالح الاقتصادية الواسعة، فى حين أن الإخوان نظروا إلى الجنرالات باعتبارهم ضمانا للاستقرار فى البلاد حتى يبسطوا سيطرتهم على مقاليد الأمور فى وقت لاحق!
وربما تكون العلاقة التى جمعت بين الإخوان والمجلس العسكرى هى الدافع الرئيسى للشائعات التى انطلقت مؤخرا حول وجود صفقة ما بين القادة العسكريين والجماعة، حول تقديم الدعم لمرشح رئاسى بعينه. إلا أن الأزمة الأخيرة التى ثارت بين الجماعة والمجلس الحاكم، قد جاءت لتغير تلك الرؤى، خاصة بعد البيان الذى أصدرته الجماعة، لتشير فيه إلى مخاوفها من تزوير الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو ما رفضه المجلس العسكرى وأدانه بشدة بعد ذلك.
 
 
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات قد أدلى بها مؤخرا محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم الإخوان، وصهر «الشاطر» فى نفس الوقت إذ أكد أن تلك الانتقادات الواسعة التى واجهتها الجماعة كانت متوقعة خاصة ممن وصفهم بـ «أعداء الجماعة»، موضحا أنه كلما استطاعت الجماعة تحقيق إنجاز جديد ازدادت تلك الحملات التى تستهدفها.
 
وقال غزلان إن الشاطر لديه الحق القانونى للترشح على مقعد رئيس الجمهورية بمصر، خاصة بعد العفو الذى أصدره المجلس العسكرى نفسه عنه، بعد أن قام النظام السابق بحبسه لسنوات طويلة، وأضافت الصحيفة الأمريكية أن المجلس العسكرى لم يبد أى رد فعل تجاه قرار الإخوان بترشيح الشاطر حتى الآن.
 
 
وأضافت الصحيفة أن حملة الانتقادات لم تقتصر على معارضى الجماعة وإنما امتدت إلى عدد من المنظمات التى تنتمى إلى تيار الإسلام السياسى وكذلك بعض أعضاء الجماعة، ولعل أبرزهم القيادى البارز بالجماعة كمال الهلباوى، الذى أعلن استقالته احتجاجا على ترشيح الشاطر فى الانتخابات الرئاسية القادمة.
 
 
∎∎
 
 
وكانت نيويورك تايمز قد ذكرت على صدر صفحتها الرئيسية فى ثانى يوم من إعلان ترشيح الجماعة لخيرت الشاطر، أن الشاطر، الإخوانى البارز، خرج من سجن مبارك ليكون له نفوذ أوسع على البلاد، وليقول كلمته بشأن مستقبل مصر، فهو يهيئ 500 مسئول لتشكيل الحكومة المنتظرة، ويشرف على مخطط مصر الجديدة، ويتفاوض مع الحكام العسكريين بشأن دورهم المستقبلى فى البلاد، ويرسم الإطار الذى ستندرج تحته العلاقات مع إسرائيل ومع المسيحيين، ويضع السياسات الاقتصادية التى يأمل الإخوان أن تعيد الحياة للاقتصاد المحتضر.
 
 
وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقرير بعنوان «الإسلامى ذو الصوت الحاسم فى مصر» إن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، والمرشد الفعلى لها وإن الشاطر أدار إمبراطورية أعماله وأكبر جماعة إسلامية فى مصر ورعى أسرته المكونة من عشرة أبناء من زنزانته فى السجن لأكثر من عقد من الزمان، حتى إن أعضاء الجماعة كانوا يحضرون له الأوراق المتعلقة بالمنظمة، بينما كان موظفوه يزورونه بصفة مستمرة لاستشارته فى استثماراته فى النسيج والإلكترونيات وتصنيع الأتوبيسات والمشاريع الأخرى، فى الوقت الذى كان يقابل فيه فى نفس الزنزانة من يتقدمون للزواج من بناته الثمانى، ومنهم من كان مسجوناً معه وخمسة منهم عقدوا قرانهم معه وهو خلف الأسوار.
 
إلا أن الأوضاع تغيرت تماما الآن بعد عام من الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسنى مبارك، وخرج الشاطر من سجنه ليكون أكثر الأصوات المسموعة فى صفوف قادة الإخوان المسلمين، فى الوقت الذى أثبتت فيه الجماعة نفسها كأبرز قوى سياسية فى المشهد السياسى.
 
 
ومضت نيويورك تايمز تقول إن نجم الشاطر سطع بشكل كبير فى الآوانة الأخيرة، وبدأ يقابل السفراء الأجانب، ومدراء الشركات العالمية، وشركات وول ستريت، ومجموعة من المسئولين الأمريكيين لشرح رؤية الجماعة، فهو يرى أن الإسلام ينص على إحلال الديمقراطية ووجود أسواق حرة والتسامح مع الأقليات الدينية.
 
وأضافت الصحيفة أن الشاطر يدافع دائما عن وجهة نظر الجماعة التقليدية التى تستخدم السياسة إلى جانب الدعاية والنشاط خيرى، من أجل دفع المجتمع إلى النموذج الإسلامى، مشيرة إلى أنه تزعم حملة داخلية ضد شباب الجماعة من الذين سعوا إلى تغيير فكرها الضيق، مؤيدا بذلك طرد الأعضاء الذين يختلفون مع القرارات السياسية لمكتب الإرشاد ومعتبرا أن منتقديه يسيئون فهم الإسلام والديمقراطية الإخوانية.