تجربة «يحيى الفخرانى» لإنقاذ الكرة المصرية من الإعدام

ثروت البعثي
أى أنه من المستحيل عودة النشاط الكروى الموسم وليس الحالى بالطبع إنما الموسم القادم أيضا وبالتالى فإنها تعنى بحكم الإعدام على عودة النشاط الكروى وعلى إعادة الروح إلى الملاعب المصرية.
حكم الإعدام لايشمل فقط تلك المسابقات، وإنما خسارة جيل كامل من اللاعبين أسوة بما حدث فى أعقاب نكسة 67 حيث يستحيل أن يستعيد هذا الجيل مستواه بعد استئناف النشاط الكروى بعد عام.
يكشف هذه النقطة أكثر اللواء يوسف الدهشورى حرب رئيس اتحاد الكرة الأسبق بقوله: فى الستينيات أذكر صدور قرار بشطب كل من حمدى عبدالفتاح والشغبى وحنفى إبراهيم وخورشيد لتصرفات صدرت منهم وكانوا أفضل نجوم الترسانة آنذاك واستمر شطبهم لمدة سنة، وفشلت جميع المحاولات استعادة مستواهم بعد إلغاء قرار الشطب فاعتزلوا اللعب جميعاً، أما اللاعبون من صغار السن فقد يأخذون وقتا طويلا لاستعادة مستواهم، ولكن نسبة الرجوع للمستوى السابق لاتزيد على 70٪.
يعود اللواء الدهشورى ويتذكر بشكل أكبر نكسة 67 ويقول إنها أدت إلى تراجع مستوى مصر أفريقيا بعد أن كانت لها الصدارة وتقدمت عنها كل من غانا ونيجيريا، وحاولت مصر سنوات طويلة حتى استعادت الصدارة والآن وبعد إيقاف النشاط الكروى فمن المؤكد أن مصر ستخسر كثيرا.
ويتصور الدهشورى أن الحل الوحيد فى إقامة المباريات الودية والدورات الخارجية فى الدول العربية ودول الخليج، وقد لجأت الترسانة إلى هذا الأسلوب ولعبنا فى لبنان وسوريا وليبيا والكويت واستفاد اللاعبون ماليا وفنيا والأندية الشاطرة عليها أن تلجأ لمثل هذا الأسلوب لأنه من المستحيل عودة الكرة فى مصر فى ظل الظروف التى تعيشها.
فى نهاية حديثه لروزاليوسف يطالب «حرب» بضرورة استئناف مسابقات الناشئين، وتشكيل الأندية لجانا لحماية مبارياتها أسوة بما كان يحدث فى الماضى، حيث كانت تشكل لجان من الكشافة تقوم بتأمين المباريات وبيع التذاكر وتنظيم عمليات دخول المتفرجين.
ويتذكر اللواء الدهشورى هنا واقعة فريدة من نوعها وقت توليه رئاسة الحرس الجامعى بقوله:
كنت أقوم بجولات تفتيش فى الصباح الباكر فوجئت بحيى الفخرانى الممثل حاليا وكان طالبا بكلية الطب يرفع العلم ويحييه بحماس وجدية لأنه كان قائدا للكشافة بكلية الطب آنذاك، وكان للكشافة دور كبير فى كثير من الأنشطة الرياضية فى الماضى.
يتفق محمود بكر الخبير والمعلق الكروى ورئيس نادى الأوليمبى الأسبق على ما قاله اللواء حرب ولكنه أضاف:
عامل الوقت عموما ضد اللاعب وليس فى مصلحته سواء كان صغيرا أو كبيرا، ومن الطبيعى أن يجبر التوقف الحالى للنشاط الكروى أجيالا على الاعتزال مثلما حدث عام 67 فقد اعتزل من الأوليمبى ضياء وبكر ومصطفى شتا وبدوى عبدالفتاح والطباخ وقطب وفاروق السيد وعزالدين يعقوب ومحمود بدوى والبحر جاسور، ومن الاتحاد أحمد صالح وفؤاد مرسى والخواجة، والترسانة الشاذلى ورياض وحرب وإبراهيم الخليل وخيرى وبهاء، ومن الزمالك أحمد رفعت وسمير محمد على ومن الأهلى الشربينى والفناجيلى، والآن يمكن أن يعتزل أبوتريكة وبركات بمعنى أن أى لاعب تخطى الثلاثين سيعتزل لو لم يلعب باقى هذا الموسم، وصغار السن لا أحد يعلم مدى قدرتهم على استعادة مستواهم أيضا، واستنكر محمود بكر عدم مشاركة أى ناد فى أى مباريات ودية فى أى دولة عربية أسوة بما حدث عام 67 حيث حرص بعض اللاعبين على الانتقال لأندية عربية مثل حسن شحاتة وطه بصرى وغيرهما، والآن، رغم أننا فى زمن الاحتراف لم يفكر لاعب فى السفر واللعب فى الخارج، وأتصور أن المشاكل التى تحدث فى الأندية هذه الأيام مع اللاعبين سببها مستحقات اللاعبين، وسينتهى جيل من اللاعبين وسيصل عدد الضحايا إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف لاعب.
ويقول محمود أبورجيلة المدير الفنى الأسبق للزمالك: إن الكرة المصرية على مشارف كارثة حقيقية وإذا لم يتم علاج تلك الأزمة بأسلوب علمى بعيدا عن التباطؤ فى اتخاذ القرارات، فالنتيجة الحتمية أن الكرة ستموت والناس لاتريد التسامح بسبب تغليب المصالح الشخصية أكثر من مصلحة الرياضة، لأن توقف الأنشطة الرياضية، سيحول الملاعب إلى مقابر، وفى ظل الأحداث التى تعيشها مصر لن تعود الكرة قبل عام .2015
أما هانى مصطفى نجم الأهلى السابق فيرى أن الكرة الآن هى عمل اللاعب وإذا لم يلعب لن يحصل على أى مقابل، وإذا توقفت الكرة فمن أين ستجد الأندية ما تدفعه لسداد مستحقات اللاعبين والأجهزة الفنية، ولذا فتوقف الكرة يعنى حكما بالإعدام على اللاعبين والأندية والكرة، لأن التدريب وحده لن يحل المشكلة، فالمباريات هى التى تكسب اللاعب الفورمة الحقيقية والمباريات الكبيرة الصعبة وليست مباريات ودية.
إن مصر تعيش نكسة كروية جديدة والتى ستقضى على جيل كامل وستحتاج إلى خمس سنوات لكى تستعيد الكرة المصرية مكانتها والكلام هنا للمهندس حسن فريد رئيس نادى الترسانة والذى أضاف أن المسئول عن هذا كله اتحاد الكرة ولجنة المسابقات، فلا يمكن أن تصدر عقوبات بعد ثلاثة شهور والتى بصدورها متأخرة أشعلت الدنيا، وسمير زاهر فى الموسم الماضى كسر اللوائح ورفض هبوط الاتحاد، ولهذا أصبح اتحاد الكرة مطمعا للجميع الآن، وأصبحت الجبلاية أسد بلا أنياب، وستتوقف عمليات الإحلال والتجديد فى الأندية لأنه لا توجد كرة أصلا وسيعتزل الكبار وسيموت الصغار مبكرا وعليه العوض فى الكرة المصرية.