الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المعونة كارت محروق!

المعونة كارت محروق!
المعونة كارت محروق!


 
بعد إسقاط رئيسين فى أقل من ثلاث سنوات لم تعد لغة التهديد تصلح مع الشعب المصرى فتهديد أمريكا بقطع المعونة لا وزن له، جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية فى لقائه بمنظمات المجتمع المدنى أكد أن أمريكا لا تقف خلف أى تنظيم إرهابى فى إشارة إلى أنهم لم يدعموا جماعة الإخوان، وهو ما يعتبر اعترافا منهم بأنها إرهابية، الإفراج عن 572 مليون دولار من المعونة الأمريكية يؤكد أن أمريكا استوعبت الدرس وأدركت حجم مصر فى المنطقة وأن مصر أنقذت الوطن العربى من المخطط الإرهابى خاصة بعد ما قامت به داعش فى العراق والعلاقات المتوترة بين السودان وجنوبه وهو ما يؤكد أن العلاقة بين أمريكا ومصر ستظل قائمة على الاحترام المتبادل دون التدخل فى الشأن المصرى الداخلى.
 
لقاء كيرى مع مؤسسات المجتمع المدنى لم يستغرق سوى 35 دقيقة، استمع فيه لكل الحاضرين وهم محمد أنور السادات عضو مجلس إدارة اتحاد الجمعيات الأهلية والقس د. أندريه زكى نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، ود. مجدى عبدالحميد رئيس جمعية نهوض للمشاركة المجتمعية، ونهاد أبوالقمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة وإنجى حداد وأحمد نديم الناشطان الحقوقيان.
 
جون كيرى سأل الحضور عن دور منظمات المجتمع المدنى فى مصر والعلاقة بينها وبين الحكومة المصرية، وأبدى استعداد أمريكا لدعم المجتمع المدنى المصرى واستمع لرأى منظمات المجتمع المدنى فى القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان خاصة قانون التظاهر الذى تقرر إعادة مناقشته بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى.
 
د. مجدى عبدالحميد رئيس جمعية نهوض للمشاركة المجتمعية أكد أن الحوار دار حول ضرورة اعتراف أمريكا بالعملية الديمقراطية فى مصر وأن الشعب المصرى يريد تحسين العلاقة مع أمريكا شرط اعترافها بحقيقة ما جرى فى مصر بأنه ثورة شعبية وانتخابات نزيهة.
 
وأضاف عبدالحميد: المصادفة أنه خلال اللقاء تم الإفراج عن 572 مليون دولار من المعونة الأمريكية وهى مبادرة جيدة لتحسين العلاقات مع مصر وأن زيارة كيرى جاءت بعد زيارة خادم الحرمين الملك عبدالله إلى القاهرة، وهو ما يؤكد سياسة جديدة لأمريكا تجاه مصر فى إطار تحسين العلاقة وبداية الاعتراف بالتغيرات التى حدثت ونجاح مصر فى إنجاز خارطة الطريق.
 
وفى نفس السياق أكد القس د.أندريه زكى نائب رئيس الطائفة الإنجيلية ومدير الهيئة الإنجيلية: إن المجتمع المدنى كانت لديه وجهة نظر أساسية وهى تحسن العلاقة مع أمريكا.
 
وأنه لا يقلقه الرقابة القوية على مصادر تمويله فى ظل توفير مناخ ديمقراطى قوى ومحترم من الجميع.
 
وحذر أندريه من تهديد أمريكا لمصر بشكل دائم من قطع المعونة أو استخدامها ضدها، فرهن المعونة بالتدخل فى الشأن الداخلى أغضب الشعب المصرى، وأكد ضرورة تحرك أمريكا لتصحح صورتها أمام الرأى العام المصرى بأنها لم تشارك فى المؤامرة الإخوانية ضد الشعب المصرى مع ضرورة إعادة تقييم العلاقات على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشأن المصرى خاصة رأى القضاء ضد الإرهاب والمخالفين للقانون.
 
ورغم أن المشاركة النسائية فى لقاء كيرى اقتصرت على نهاد أبوالقمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة وإنجى حداد الناشطة الحقوقية، إلا أن نهاد وجهت حديثها لجون قائلة: مصر بها إحساس عام بعدم دعم أمريكا لعملية التحول الديمقراطى فى مصر وكشفت عن فترة حكم الإخوان والتهديد الذى تعرضت له فى رسائل هى وزوجها «حافظ أبوسعدة» رغم أن المجتمع المدنى كان يدافع عن الإخوان والانتهاكات التى كانت تمارس ضدهم أثناء حكم مبارك، وأنهما فكرا فى السفر إلى الخارج خاصة سويسرا، لكنهما تراجعا وفاجأت نهاد كيرى بقولها أن المعونة الأمريكية ليست عملا خيرا تقدمه أمريكا لمصر بقدر ما هو علاقات مشتركة، وأن الحديث الأمريكى عن تخفيض المعونة يؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين.
 
اللافت للنظر أن الجميع الذين مثلوا المجتمع المدنى فى لقاء كيرى انتقدوا قانون التظاهر بصورة أو بأخرى، مع الوضع فى الاعتبار أن المظاهرات التى جرت من ثورة يناير وخلال الفترة الأخيرة كانت سببا فى كثير من الأعمال الإجرامية والتخريبية خاصة مظاهرات الإخوان.
 
ومن ناحية أخرى أوضح محمد أنور السادات عضو مجلس إدارة اتحاد الجمعيات والمؤسسات الأهلية أن أمريكا اعترفت بحقيقة الأوضاع فى مصر وتبحث كيفية تنمية العلاقات المصرية - الأمريكية ودراسة جميع المشاكل الإقليمية التى تحدث فى المنطقة، وأضاف أن ممثلى المجتمع المدنى أكدوا لكيرى أن ما حدث فى مصر إرادة شعبية والرئيس السيسى جاء بانتخابات ديمقراطية نزيهة، مع التأكيد على ضرورة كف أمريكا عن التهديد بوقف المساعدات لأنه أصبح غير مؤثر على المصريين الذين يقدرون دور الجيش ويقفون خلفه لما قام به لحماية الوطن باعتباره جيشا نظاميا وطنيا يحافظ على سلامة شعبه وكرامته.
 
وأكد السادات أن زيارة كيرى لمصر جاءت لإدراك أمريكا أهمية مصر ودورها فى هذه الظروف التى تشهدها المنطقة العربية عقب ثورات الربيع العربى وفترة حكم الإخوان خاصة فى ظل الأحداث المشتعلة فى ليبيا والعراق وسوريا وظهور داعش والعلاقات المتوترة بين السودان وجنوب السودان، فهذه القضايا المتشابكة تربك حسابات ومصالح أمريكا فى الوطن العربى.
 
ورغم أن لقاء كيرى بمنظمات المجتمع المدنى فى مصر لم يستمر سوى 35 دقيقة إلا أنه أكد على دعم أمريكا لعمل المجتمع المدنى فى مصر، والاعتراف بدور مصر فى إنقاذ المنطقة العربية بأسرها من مخطط الجماعة الإرهابية التي كانت تسعى لتفتيت المنطقة العربية كلها، وأن أمريكا أدركت نهاية نظام الوصاية على الشعب المصرى الذى أسقط رئيسين فى ثلاث سنوات وقام بثورتين لم تحدثا فى التاريخ الحديث والشعب المصرى يرغب فى علاقات قوية ومحترمة مع أى دولة مهما كان قدرها فى العالم.
 
وفى محاولة من الجانب الأمريكى لتبييض صفحة أمريكا وإبعادها عن دعم الجماعات الإرهابية أكد كيرى أن أمريكا لا تقف خلف أى تنظيم إرهابى مثل داعش أو غيره، ولا تقدم أى دعم مادى لهذه الجماعات فى إشارة إلى عدم دعم أمريكا لجماعة الإخوان خلال فترة حكمها ووصولها إلى السلطة وأن أمريكا تتطلع لتحسين القوانين الخاصة بحقوق الإنسان فى مصر، وأكد حرص أمريكا على العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع مصر ودورها فى إرساء واستقرار السلام فى منطقة الشرق الأوسط واهتمام أمريكا بدعم مصر على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية.