الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هنا الرياض.. ظل العرب من لهيب الشمس

هنا الرياض.. ظل العرب من لهيب الشمس
هنا الرياض.. ظل العرب من لهيب الشمس


 
الرياض عاصمة العرب والمسلمين، منها صدرت أخطر القرارات العربية، ومنها انطلقت الكثير من المبادرات الأممية، ومن قادتها وشعبها سيرت قوافل الإغاثة لكل شقيق أو صديق حلت به كارثة إنسانية، ملكها الداعى للتسامح والتقارب والتعاون بين شعوب العالم.
 
الرياض عاصمة العرب قالها أكثر من قائد عربى إيماناً بدورها المهم والمحورى فى قضايا الأمة العربية والإسلامية.
 
أسجل هنا ما قاله بعض الأصدقاء العرب عن علاقة الرياض بعواصم العرب وأهمية أن تكون حاضرة فى كل مشهد وطنى وأن حضور المملكة العربية السعودية مؤثر وفعال فى اتخاذ أى إنجاز ينعكس على تنمية واستقرار أى بلد.
صديق أردنى يعمل فى مجال الطاقة يقول: الرياض باتت بالنسبة لى كالهواء فلا يمكننى أن أعيش بعيداً عنها أو على الأقل لا ضمانة عندى للعودة إليها متى ما شئت، أشعر بأنها وطنى خلافاً لأى مكان فى العالم، مهما بقيت به فلا ينتابنى هذا الشعور الجميل الذى يسيطر على كل مشاعرى وأحاسيسى إذا كنت فى الرياض، إنه شعور لا يمكن أن أصفه إلا بروحانية هذه الأرض وبركتها.
 
وصديقى الآخر من بنى سويف يرى أن الرياض بالنسبة للمصريين كالقاهرة تماماً بالنسبة للحنين إليها حال الغياب، مصطفى يقول لى قبل سنوات وما زال يرددها فى كل حين إنه يرى أن دفاع المصرى عن الرياض من منطلق انتماء، فالرياض شقيقة القاهرة ديناً وعروبة منذ أزل التاريخ.
 
فى خضم الأحداث التى تحدثت عنها فى المقالة السابقة كان موقف الرياض صلباً قوياً لم يرضخ لأى ضغوط غربية حاولت أن تثنى القيادة السعودية عن الوقوف مع مصر فى محنتها، وهذا الأمر كان فى غاية المخاطرة، ولكنها المبادئ التى لا تساوم عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
 
لا أذيع سراً عندما أقول إن البعض هنا فى السعودية كان وجلاً من قطعية موقف القيادة السعودية من الوقوف بجانب مصر ضد كل دول العالم التى كانت تساوم مصر على أمنها واستقراها، وكان البعض يخشى ردة فعل غربية تضر بمصالح بلادنا، ولكن حنكة قائد هذا البلاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت أكبر من الجميع، وبعد نظره كان متجاوزاً كل نظر، وفوق كل هذا وهذا تمسكه بالمبادئ التى لا يساوم عليها أبداً، وهذا فى الحقيقة نهج هذه القيادة منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - مروراً بالملك سعود والملك فيصل وخالد وفهد وانتهاء بقائد الأمة الملك عبدالله - حفظه الله - هنا الرياض ..مدينة بحجم وطن.. ووطنٌ بحجم أمة، للعرب هنا بيت يظلهم من وهج شمس الأيام المحرقة، حكمة وروية وتؤدة تحقق توازنًا يحفظ لأمتنا هيبتها ومكانتها بين الأمم، وما هذا التوحد بين الرياض والقاهرة إلا من هذا المنطلق، ليبقى اسم العرب حاضراً ومؤثراً فى الساحة الدولية، بعد ما كاد أن يندثر ويصبح أثراً بعد عين، فلم يبق أمل بعد الله إلا أن تكون المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية قوة واحدة متعاونة متعاضدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهذا ما أراه اليوم يتحقق وبقوة أكثر من ذى قبل.
 
مرحلة من العلاقات السعودية المصرية ننظر إليها هنا فى الرياض نظرة يملؤها التفاؤل والتطلع إلى بناء نهضة مشتركة من العلاقات الأخوية المتينة لبناء اقتصاد مصر القابل للنماء سريعاً، فالأرض خصبة والرجال رجال جد وعطاء، فلا شىء ينقصها إلا جرعات مركزة من التحدى والإخلاص للتغلب على الصعاب، وأعتقد جازما أن موقف المملكة السياسى والاقتصادى يأتى لتحقيق هذا الطموح ولبناء هذا الاقتصاد ولتحقيق حلم المواطن المصرى فى أن يعمل على أرضه ويحقق حلمه وأمله فى أن يعيش بين أهله فى ظل اقتصاد متين بعيداً عن ضغوط المؤسسات المالية الغربية التى تأخذ أكثر مما تعطى.
 
هنا الرياض والقاهرة عطاء ونماء - بإذن لله - نلتقى فى- شهر الانتصارات - المقالة القادمة.