الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وداعا .. عبد الله كمال

وداعا .. عبد الله كمال
وداعا .. عبد الله كمال


 
حالة من الحزن والألم سيطرت على حفل تأبين الكاتب الصحفى عبد الله كمال.. احتبست الدموع فى عيون تلاميذه وأحبائه وأصدقائه وهم يتحدثون عن فارس ظل متمسكا بأفكاره وتوجهاته مهما تعالت الأمواج وهبت العواصف، وعندما كانوا يتذكرون شريط حياته الإنسانى الملىء بالأعمال الخيرية يزداد الألم وتعجز الألسنة عن التعبير عن مدى حزنهم الشديد. فكان محاربا حتى فى الساحات التى لا تحتاج إلى حرب فكان يواجه من تخاذل فى الصف معه قبل أن يقاتل من يرميه بسهامه من الضفة الأخرى.. يمد يده لكل من أرجعها ويصل ما انقطع حتى مع أعتى الخصوم.
د
الحفل الذى حمل عنوانا «حياة قلم» بدأ بالوقوف دقيقة حدادا على روح عبدالله كمال فى القاعة التى شهدت مولد وصناعة أفكار المجلة والجريدة طوال سنوات رئاسة تحريرها، لم يكن يعلم أحد أنها القاعة التى سوف تشهد حفل تأبينه، كان فى مقدمة الحضور أشقائه وعصام عبد العزيز رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» وعبدالجواد أبو كب رئيس تحرير بوابة «روزاليوسف» ومحمد هانى مدير قنوات «cbc» ومحمود مسلم مدير تحرير جريدة «الوطن» والكاتب الصحفى «كمال زاخر» والكاتبة «نشوى الحوفى» والصحفى حازم منير ورئيس تحرير موقع دوت مصر خالد البرى، وطارق حسن رئيس تحرير الأهرام المسائى الأسبق، والعديد من الشخصيات العامة والكتاب والسياسيين.
 
عصام عبد العزيز رئيس تحرير مجلة روزاليوسف بدأ بتقديم حفل التأبين قائلا: عبد الله كان ابنى وأخويا فهو كان كاتباً وصحفياً متميزاً، وترك بصمات واضحة فى مدرسة «روزاليوسف» وخاض معارك كثيرة للدفاع عن مصر، وكان دمث الخلق متفانياً فى عمله.
 
وظل يؤمن بما يكتبه حتى آخر لحظة فى حياته باقتناع ، وبعد أن قامت ثورة 52 يناير لم يتغير موقفه، ولم يتراجع عن آرائه، ظل «عبدالله» ثابتا رغم الهجوم الضارى عليه إنسانا وكاتبا، وفى الوقت الذى تحول فيه رموز صحفية كبيرة.
 
بينما استطرد عمرو كمال الناقد الرياضى بجريدة أخبار اليوم قائلا: كان عبد الله كمال بيشتغل من أول يوم فى الجامعة.. أنا بشكر تلاميذ عبد الله كمال على وفائهم له ومش زى مابنقول كلب العمدة مات محدش بيفتكره ولكن طول ما العمدة حى يرزق يظل يحيط به المنافقون، ولكن الحمد لله عزاء أخى امتلأ بمعارضيه قبل محبيه.
 
كان عمرو كمال يحاول أن يتماسك ويحبس دموعه وأنفاسه وهو على المنصة قائلا بحزن شديد كان أخى صاحب مبدأ، ولم يتراجع عن كلمته، ليس عنادًا أو «نشوفية» دماغ، وإنما اقتناع بما يفعل.
 
فخلال السنوات الثلاث الأخيرة بعد الثورة لم يتغير عبد الله كمال، فكان رافعَ الرأس، ولم يتنازل عن أى شىء، احتضن تلاميذه، ولم يتعامل مع أى صحفى بشكل مهين»، لافتا إلى أن «مصر لن تقف على قدميها، دون وجود قامات مثل عبد الله كمال، آثروا المهنة، وانحازوا للبلد، دون مصلحة شخصية».
 
محمد هانى مدير قنوات «cbc»: قال أشعر بحزن شخصى ومهنى فكان عبد الله كمال رفيق المهنة منذ بداية العمل فى روزاليوسف وعاصرنا جيلا متميزا ويمتلك الكثير من الخبرات التى تم الاستفادة منها فعبد الله كمال هو الجزء الأغلى والأهم فى عمرى».
 
مضيفا: عبد الله كمال كان من القلائل الذين يمتلكون مدرسة وتلاميذ وهو واحد من الذين تفتخر بهم الصحافة المصرية وعلى كل من اقترب من الرجل و تعلم منه أن يعلى قيمة الصحافة وخاصةً تلاميذه فى روزاليوسف مشيرا الى أن روزاليوسف قادرة على استعادة دورها الرائد بسواعد أبنائها.
 
المفكر القبطى كمال زاخر قال طوال عمله فى روزاليوسف لم يحذف عبدالله كمال حرفا من مقال ,وكان أكثر المدافعين عن حرية الرأى والتعبير.
 
مضيفاً: مجلة روز اليوسف كانت أثناء فترة توليه منصب رئيس التحرير تعبر عن المعارضة بذكاء وعن شعبية عريضة» مؤكداً أن عبدالله كمال واحد من الذين شكلوا فكراً جديداً فى الصحافة المصرية.
 
وقال: لن أنسى بعد ما تولى عبدالله كمال مؤسسة روزاليوسف لم يكن بها «مرتجعات»، وكانت الوحيدة التى رفعت سعرها، دون أن تخشى ردة فعل سيئة من القارئ، الذى كان يجد فيها ضالته.
 
فيما أكد محمود مسلم مدير تحرير جريدة «الوطن» أن عبدالله كمال كان أشجع و أوضح رجل فى الوسط الصحفى والأكثر مهنية موضحاً أنه لم يكن يشغله سوى عمله وكان دائماً منحازا للدولة المصرية.
 
وقال مسلم: كان عبد الله منحازا للدولة المصرية وغيوراً على وطنه وكانت لديه طاقة وحماس غير طبيعيين كما كانت لديه مساحة من الصدق والوضوح ولا يقبل الفاسدين.
 
واستطرد قائلا: إن الفقيد كان يتحلّى بالشجاعة الأدبية والمهنية، وكان يستغل علاقاته لمصلحة العمل الصحفى، مشيرًا إلى أنّه لم يره مهزومًا قط، وكان منحازًا للدولة لا الأشخاص، واعتبر أن ما حمله كمال من الصدق والواجب فاق فيه أى صحفى آخر.
 
الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى، قالت أثناء التأبين: إن عبدالله كمال كانت تفوق كتاباته الصحفية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل،رغم اختلافها فكرياً معه».
 
وبدأت تحكى قصتها معه قائلة: لقد كان عبدالله طيلة السنوات الثلاث الماضية يكتب ويحلل ويبهر الفاهمين بعمق التحليل.
 
فلم يكن يعلم أحد أنه صاحب عمود «نيوتن» الذى ينشر فى المصرى اليوم، وهو الذى أرغمته الحالة السياسية على إخفاء اسمه. فبعد أن ترك منصبه كرئيس تحرير لـ«روزاليوسف» عرض عليه صلاح دياب رئيس مجلس إدارة «المصرى اليوم» رغم خلافه الشديد معه قبل ثورة يناير أن يكتب مقالا يوميا بـ«المصرى اليوم» تحت اسم مستعار لكى لا يتوقف عن الكتابة،
إسلام كمال نائب رئيس تحرير روزاليوسف قال : أفكر طويلا ما الذى سوف أقوله لعبد الله بسبب تأخيرى اليوم... فلقد علمنا احترام المواعيد ولكنى أطمئنه بأننا سوف نسير على دربه...لا أجد كلاما أقوله عن أبى وأخى تلقيت الضربة القدرية القاصمة الثانية فى حياتى... وخطف «حبيبى» .. فى وقت كنت أكاد ألملم نفسى من جنبات الحياة .. لتستمر بى الأيام .. على طريقة إقضيها حتى يأتى دورى فى صفوف «الموتى» .... لا أكاد أصحو من صدمة .. حتى يلطمنى بأخرى .. لا أتصور إنى سأصحو أبداااااااااااا من هذه اللطمة .. لكن ثأرى منها .. سيكون إن شاء الله فى ابنتيه .. سنجعلهما بإذن الله كما كان يريد «الأستاذ الإنسان» وأفضل.. ياااااااااااااااااااااااارب أعنا.. وطبعا ستبقى مدرسته وفكره وعلمه وإرثه من خلال «مؤسسة عبدالله كمال الأيديولوجية» .. التى ستبدأ نشاطها بإذن الله بنشر مشروعات عبدالله كمال للكتب.. التى كانت منتظرة دورها فى الطبع.. وأيضا سننشر مقالاته فى عمود «نيوتن» فى جريدة المصرى اليوم فى كتاب خاص .. ربنا يعنا .. بحب ودعم معشوقيه ... ومعا لإطلاق مؤسسة عبدالله كمال الثقافية للإبقاء على هذا الضمير والمبادئ والشرف المهنى.
 
فيما لم يستطع مدير تحرير جريدة روزاليوسف الاسبق حازم منير، التعبير عن مشاعره بالكلمات، فذرفت عيناه الدموع، قبل أن يتكلّم، قائلا: «أتكلم عن عبد الله كمال زميلى، واللا عن عبدالله كمال اللى عشت معاه، واللى وقف جنبى فى مظاهرة 69 ضد قانون الفساد، وعن عبد الله كمال رئيس تحرير روزاليوسف اللى أحيا حلم روزاليوسف فى إعادة إصدار جريدة يومية؟!».
 
مدير المكتب الصحفى للكاتدرائية، الأب رفيق جريش، قال أن عبد الله كمال كان أوّل صحفى يهتم بشئون الكنسية والمسيحيين فى مصر، بعدما أنشأ صفحة «قساوسة ورهبان» فى جريدة روزاليوسف، ووصف الفقيد بأنه كان صاحب رؤية واسعة المدى، وصحفيًا موضوعيًا «جمعتنا به روح المحبة والتسامح والاحترام والروابط الإنسانية».