الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الطريق للواحات البحرية

الطريق للواحات البحرية
الطريق للواحات البحرية


 
اضطررت للسفر إلى الواحات البحرية يوم الخميس، على أن تكون العودة فى نفس اليوم وقبل الغروب للارتباط بموعد بالقاهرة! بينما مررت بموقف غريب! فقد نفد الوقود فى منتصف طريق العودة! حاولت حل الموقف عند وقوفى الاضطرارى لأنى وللحق أخطأت التصرف حين صممت على العودة دون تزويد وقود السيارة الذى لن يتأتى إلا بالعودة إلى بلدة داخل الواحات تسمى «البويطى» وتبعد عن منطقة الحارة التى كنت بها 02 كم! أى 02كم ذهاب ومثلها عودة، يمكننى الوصول بما لدى من وقود إلى أول محطة فى «الرست» وكان علىْ سباق الزمن فى طريق أجهل تفاصيله! أعترف أنى أسأت تقدير المسافة والوقود المتبقى! لأتوقف فى طريق موحش بصحراء مصر دون مغيث! شعور بالصدمة وذهول حاولت معه الاستعانة بصديق ليهدينى تفكيرى للاتصال بإنسان خلوق «لواء شرطة عصام بديوى».
 
وهو رجل قلما تجده فى هذا الزمان وكنت أرجئ إزعاجه لأنه يتعامل بفروسية شديدة تخجل المتعاملين معه، اتصلت على استحياء جاء رده محدداً وقاطع: 5دقائق وأعاود الاتصال بك! وبالفعل حدث ليخبرنى أن أقرب موقع شرطى سيرسل قوة ومعها وقود لإغاثتى فوراً، كنت فى قمة الخجل لإزعاجهم لتتوالى الاتصالات والاطمئنان إذ تبين أن وجود سيدة فى هذه المنطقة بمفردها خطر! نعم، تلفت حولى لأجد أشخاصًا غير مألوف رؤيتهم وغروب الشمس يقترب أسرع من المعتاد!توالت اتصالات النجدة ثم مديرية أمن الجيزة كما لو كانوا إتخذوا وضع استعداد لاقتراب اختطافى وهم فى سباق مع الزمن كى أغادر المكان فوراً ليفاجئنى اللواء «كمال الدالى» مدير أمن الجيزة باتصال غالٍ للاطمئنان والمؤازرة كى يبعث فى نفسى هدوءًا يقاوم الموقف! ثم يأتى اتصال مدير مكتبه أن أسرع وسيلة لإنقاذ الموقف من خلال توجه سيارة إسعاف وهى الأقرب للمكان ومعها وقود قبل دخول الليل وكنت بدأت أسلم أمرى لخالقى أنى ربما يمسنى الضر وهو أرحم الراحمين، ثم اتصالات تتوالى من دكتور أحمد عبدالحفيظ واللواء «عبد الحميد الحصى» للمتابعة ليقف أمامى مواطن مصرى يخبرنى أن معه وقودًا زائدًا يمكن تزويد سيارتى به للوصول إلى المحطة الوحيدة التى تبتعد 9كم رافضاً الحصول على ثمنه! لأنطلق نحو محطة الوقود مع استمرار اتصالات رجال أمن مصر للاطمئنان، وصلت إلى المحطة الوحيدة على طريق الواحات الملاصقة لمركز سيارات الإسعاف ومنطقة عسكرية للقوات المسلحة وتبعد عن القاهرة حوالى 170 كم والتى طلب العامل بها مضاعفة سعر الوقود وقد شوهوا الماكينات بلاصق داكن اللون حتى لا يستطيع المستهلك رؤية العداد! أعطيته ما طلب لضيق الوقت وانصرفت أقارن بين مواقف مواطنى مصر فى الأزمات! وتستمر متابعة وزارة الداخلية المصرية حتى اطمأنوا لعودتى منزلى، لن أوفيهم حقهم لأنه عهدى بهم دوماً هؤلاء الذين تباروا فى تقديم أرواحهم فى حماية الوطن ومواطنيه لم أتعجب ردود أفعالهم لكنى كنت أذوب خجلاً مع كل اتصال منهم! لهم كل الشكر والامتنان ليسمح لى السادة المسئولون أن أطرح بعض التساؤلات التى راودتنى عن ابتعاد هذه المناطق عن الخدمات البديهية فى حياة المواطنين! كيف يفتقر طريق إلى منطقة سياحية هامة مثل الواحات البحرية إلى محطات الوقود ورقابتها لصالح المواطن؟! ومتى تتوفر أماكن خدمية لطريق طوله 370 كم بدءًا من المنطقة الصناعية بالجيزة؟ خاصة أن سياحة السفارى لها محبوها من سياح العالم وقد التقيت عدداً لابأس به من السياح فى زيارتى للواحات وزارة السياحة تمتلك ما يمكنها من إقامة المشاريع بمشاركة رجال الأعمال «الوطنيين» وقد لاحظت استصلاح ورصف الطريق المؤدى إلى الواحات أتمنى أن تشهد المرحلة المقبلة ربطاً بين مواطنى المنطقة والقاهرة يليق بالمرحلة وجدية التعامل فيها وقد لمست فى لقائى بمجموعة من شباب الواحات وأسرها افتقادهم لعدة نقاط مهمة أولها طريق مزدوج تشترك فى تكاليفه شركة الحديد والصلب ومحافظة الجيزة، إذ يأتى القطار القادم من حلوان 60 عربة لتحميل الحديد من الواحات عائداً إلى حلوان ومن القطار نفس العدد لوريات إلى المصانع تتعرض سيارات الملاكى لاهتزاز عربات النقل التى تسير فى الطريق الفردى لتمثل خطراً محققاً متسببة فى كثرة الحوادث، غير أنها تهشم الأسفلت! أكد لى أحد المواطنين أن المحافظة كلما مهدت الطريق هشمته سيارات الحديد! يشكو أهل الحارة أيضاً موظفى التعديات فى قرية منديشة «أ.ص» و«م.ع» فى مركز الواحات البحرية لاستخدامهما وظائفهما ضد بسطاء الواحات، وقد أرسلوا استغاثات إلى رئيس مركز الواحات البحرية ثم محافظ الجيزة د.على عبد الرحمن.. وشكاوى لابتزاز وتهديد المواطنين وتقديمهم للمحكمة.. فى حين أن أعيان الواحات أمثال «يونس حمادة» و«حمدى عبد الظاهر» و«أحمد عبدالعزيز» عرضوا على الموظفين المساهمة فى حل مشاكل المواطنين لكنهم رفضوا لإبتزازهم كل على حدة ،طالب أهل الواحات بعمل تفتيش مفاجئ على مكاتب هؤلاء الموظفين لرصد حجم تجاوزاتهم مع بسطاء الواحات ولديهم شهود عيان! أيضاً عدم وجود مجلس قروى أو عمدة يمثل بلدة الحارة  التى تشرف على أربع قرى مجاورة يزيد من عزلتهم! الأمر الإنسانى والأهم أنهم شيدوا وحدة إسعاف بالجهود الذاتية منذ 3 سنوات وإلى الآن لم تصل لخدمة البلدة سيارة لإسعاف المواطنين!
 
كما يشكون أن مخابز الواحات الخاصة تتحمل أعباء نقل الدقيق من 6 أكتوبر إلى الواحات بواقع 4 آلاف جنيه شهريا للمخبز الواحد مع شعور بإهمال وزارة التموين لهم كمواطنين مصريين! كلها مطالب إنسانية تشعر أهل الواحات البحرية أنهم على خريطة الوطن!